كل مسلم موال لله ورسوله والمؤمنين يقتل ظلماً وعدواناً من عدو ظالم فهو شهيد
مستشار المجلس السياسي الأعلى العلَّامة / محمد مفتاح لـ”الثورة”: إحياء ذكرى الشهداء إحياء للمبادئ والقيم العظيمة التي استشهدوا من أجلها
النصر هو غاية كل مجاهد وفي سبيله تبذل الأرواح والمُهَج نُصرة للقضية والمبدأ
منزلة الشهيد في الإسلام عظيمة ومقام الشهيد عند الله غاية وطموح كل مسلم يدعو الله في كل صلواته أن يهديه إليه، وحين نقرأ في صلواتنا فاتحة الكتاب نردد قول الله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ…)
“الثورة” التقت العلامة الأستاذ محمد مفتاح – مستشار المجلس السياسي الأعلى- وطرحت عليه عدداً من الاستفسارات حول الشهادة والشهيد .. نتابع:الثورة / جمال الظاهري
بداية.. ما الذي يعنيه إحياء ذكرى الشهيد بالنسبة للأمة المحمدية؟
– إحياء ذكرى الشهداء هو إحياء للمبادئ العظيمة والقيم النبيلة التي استشهدوا من أجلها وتذكير المجتمع بمقامات الشهداء وعظمة تضحياتهم وأهمية الوفاء لمشروع الشهداء والسير على دربهم والاقتداء بهم.
حدثنا عن منزلة الشهيد في الإسلام في الحياة الدنيا وفي الآخرة؟
– مقام الشهداء في الإسلام هو المقام الذي يطمح كل مسلم أن يصل إليه ويدعو الله في كل صلواته أن يهديه إليه ففي كل صلاة نقرأ فاتحة الكتاب مرددين قوله تعالي: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ…)
والذين أنعم الله عليهم مذكورون في قوله تعالى: (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ…)
إنهم الأحياء حياة تكريم عظيم عند الله يرزقون عنده أطيب الأرزاق وأجملها.
ماذا عن حقوق الشهيد وأسرته على الدولة والمجتمع؟
– من واجب الدولة والمجتمع أن يكونوا أوفياء للقضية التي إستُشهِد من أجلها وأن يكونوا أوفياء للشهداء في حسن رعاية أسرهم وتكريمهم وتفقد احتياجاتهم وتلمس همومهم وفاء للشهداء ومراعاة لتضحياتهم.
هل مسمى الشهيد مقتصر على من قتل وهو يدافع عن العقيدة؟
-الشهداء مقامات ومراتب فمقام من هب لمقاتلة العدو دفاعا عن الحق والقيم وحماية أعراض الناس ودمائهم وأموالهم وحقهم في حياة كريمة وآمنة أعلى وأسمى ممن قتل ظلما وعدوانا وهو في بيته أو عمله رغم أنهم جميعا شهداء وقطعا لا يقتصر وصف الشهيد على من يقتل دفاعا عما اصطلح الناس على تسميته عقيدة فكل مسلم موال لله ورسوله والمؤمنين يقتل ظلما وعدوانا من عدو ظالم متغطرس فهو شهيد.
لقد تعرضت العقيدة والرسالة المحمدية للكثير من الحيف ومن ذلك مفهوم الشهادة.. حدثنا عن الآثار السلبية لذلك وعن النتائج والأضرار التي لحقت بالمعتقد وحياة الأمة الإسلامية نتيجة ذلك؟
– نعم لقد تعرضت الكثير من مفاهيم الإسلام للتحريف والتزييف والانتحال ومن ذلك مفهوم الشهادة فكثير من المنحرفين والضالين والبغاة والظلمة يصفون قتلاهم من المنحرفين والبغاة والطغاة بأنهم شهداء من باب التضليل والخداع وادعاء الأحقية لباطلهم.
ما مفهوم الشهادة في الإسلام؟
– من قتل في سبيل الله مقاتلا لأعدائه أو قتل مظلوما وهو متمسك بشرع الله ونهجه فهو من ينطبق عليه مفهوم الشهادة.
هل هناك فرق بين الشهادة كتضحية واعية بدافع إيماني وتضحية دفاعا عن الوطن أو عن النفس والعرض او المال؟
– الدفاع عن الأوطان والنفوس والأعراض والحقوق كلها دعت إليها العقيدة فالدفاع عنها هو دافع إيماني شريف.
كيف تكون الشهادة تجارة رابحة مع الله؟
– عندما يكون الدافع هو ابتغاء وجه الله ونصرة الحق وليس الدافع مطمعا دنيويا لنيل سمعة أو مطمع مادي أو عصبية جاهلية أو انتصار لهوى أو شهوة.
متى يصبح الجهاد بمعنى القتال واجباً؟
– يصبح الجهاد بمقاتلة العدو واجبا عندما يتعرض الأفراد والشعوب للاعتداء على حياتهم وأعراضهم وأموالهم ومقدساتهم كما هو حاصل اليوم، فالمقدسات تهان والدماء تسفك والحقوق تهدر والحرمات تنتهك من قبل الأمريكان والصهاينة وأدواتهم ومرتزقتهم.
هل الشهادة غاية أم وسيلة؟
– النصر هو الغاية والمطلب لكل مجاهد وفي سبيله تبذل الأرواح والمهج لأن النصر هو نصر للقضية والمبدأ.
أوجه الدفاع والجهاد والتضحية بالنفس متعددة منها الخاص ومنها العام.. هلّا اعطيتم القارئ فكرة عن هذا الأمور؟
– الغالب هو العام، أي الدفاع والجهاد المنظم والجماعي تحت قيادة مؤمنة مسؤولة ومن أجل غاية واضحة ومبدأ واضح وهذا هو ما تذهب إليه الأذهان عند الحديث عن الجهاد والاستشهاد.
أما الخاص فهو دفاع الأفراد عن حياتهم وأعراضهم وأموالهم عندما تتعرض للاعتداء من معتد ظالم صائل لا يمكن ردعه ومنعه من انتهاك العرض أو إزهاق الأرواح أو اغتصاب المال إلا بقتله وهذه حالة محدودة ولها ضوابط شرعية كثيرة وليست على الإطلاق.
من أين جاء مسمى الشهيد بمعنى القتيل؟
– من النبي صلى الله وسلم عليه وعلى آله، فهو الذي سمى من قتلوا في سبيل الله شهداء وفيهم تفسير لمفهوم الشهداء في القرآن العظيم.
ما الذي تقولونه لمن يقاتلون مع الطغاة ويسمون قتلاهم شهداء؟
– نقول لهم لا تخدعوا أنفسكم وتضللوا أتباعكم، فالله لن ينخدع بأكاذيبكم وافتراءاتكم وأباطيلكم وعليكم أن تراجعوا أنفسكم وتعودوا إلى رشدكم.