الثورة
استمراراً في السير على طريق إصلاح مؤسسات الدولة والنهوض بها ومكافحة الفساد، انعقدت في صنعاء الورشة الثالثة التي هدفت للقاء بمسؤولي وقيادات الدولة للوقوف على واقع المؤسسات ووضع رؤية للأهداف الاستراتيجية التي ستعمل على تحقيقها المؤسسات تماشيا مع أهداف الرؤية الوطنية لبناء اليمن الجديد، وترجمة لبرنامج إصلاح مؤسسات الدولة والنهوض بها ومكافحة الفساد.
وهي سلسلة الورش الحيوية لإنجاز خطة الحكومة للعام2021م ، التي تأتي متفاعلة مع توجيهات السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لإحداث نقلة نوعية وتحولات في مسار عمل المؤسسات جنبا إلى جنب مع العمل الدؤوب لمكافحة الفساد بأوجهه المختلفة.
في هذا السياق ، عقدت ورشة « تحديد أولويات 2021 ، التي نظمتها وزارة المالية على مدى أربعة أيام ضمت كافة قيادات مؤسسات الدولة ، شملت الهيئات والمؤسسات والشركات والصناديق، ودرّب فيها نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية الدكتور رشيد ابو لحوم..
وفي الورشة قدم الدكتور رشيد أبو لحوم ورقة عمل عن التخطيط الاستراتيجي المتكامل (المفاهيم العلمية والتجانس مع الأطر المؤسسية)، وفيها قدم رؤية منهجية للتخطيط كأساس للعملية الإدارية، يقوم على تحديد متطلبات إحداث التنمية، كيف، ومتى، ومن الذي يقوم بالعمل، وتحليل الافتراضات لما ستكون عليه الأحوال في المستقبل، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب تحقيقها، والأدوات التي ستساعد في تحقيقها، وخط السير والمراحل المختلفة الواجب المرور بها، وكذا الوقت اللازم لتنفيذ الأعمال.
وتطرق إلى المرجعية الدستورية التي تؤكد على ضرورة ايلاء جانب التخطيط الأهمية الكبيرة بما ينظم العمل ويضمن تحقيق الأهداف ، إذ تنص المادة (9) من دستور الجمهورية اليمنية على :»تقوم السياسة الاقتصادية للدولة على أساس التخطيط الاقتصادي العلمي، بما يكفل الاستغلال الأمثل لكافة الموارد وتنمية وتطوير قدرات كل القطاعات الاقتصادية في شتى المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية وفي إطار الخطة العامة للدولة بما يخدم المصلحة العامة».
فيما عرّفت الرؤية الوطنية وظيفة التخطيط على النحو التالي : «هي الترجمة الفعلية لوظيفة الدولة وكذلك دور السلطة التنفيذية كمكون من مكونات النظام وهي أيضا دليل لتنفيذ احد أهم وظائف الدولة وهي التخطيط».
وتطرق الدكتور أبو لحوم إلى مفهوم الاستراتيجية باعتبارها إطارا طويلا يتضمن المسار التنمومي والغايات والأهداف الكلية المترابطة والمتسقة في مجموعها أهداف التنمية وتوجهات السياسات وأساليب استخدام الموارد المتاحة وتوجيهها إلى برامج ومشاريع.
وقد شهدت الورشة نشاطا متواصلا في وضع رؤى عملية قادرة على تحقيق الطموحات، مع ما يعيشه الوطن من عدوان سافر وحصار جائر من قبل دول الانبطاح ومن ورائها دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل.
تلبية لتطلعات الشعب
وكان مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد ، شدد على أهمية أن يتحلى المسؤولون في مؤسسات الدولة بالرشد واستشعار الرقابة الإلهية والمسؤولية الوطنية في التعامل مع المال العام.
وأكد – في افتتاح ورشة العمل الخاصة بالهيئات والمؤسسات والصناديق الحكومية لإعداد أولويات 2021 التي تنظمها وزارة المالية- مضي القيادة السياسية في برنامج إصلاح مؤسسات الدولة والنهوض بها ومكافحة الفساد مهما كانت التحديات، تلبية لتطلعات الشعب ووفاء لتضحيات الشهداء.. وقال” نحن بحاجة إلى التعاون والإخلاص داخل المؤسسات لإصلاح الاختلالات فيها واستكمال الأولويات المحددة وإنجاز الخطط وتطبيقها على أرض الواقع”.
وأوضح حامد خلال الورشة ، أن هذه الورش تأتي في إطار تنفيذ توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، لتطوير أداء مؤسسات الدولة وإصلاح الاختلالات فيها ضمن الرؤية الوطنية لبناء الدولة.
ولفت إلى أهمية التمسك بالثقافة القرآنية التي تزكي النفوس وتشكل ضامناً أساسياً لنجاح المسئولين في المؤسسات والهيئات.. وقال” نعلم أن طريقنا في محاربة الفساد والمفسدين وإصلاح الاختلالات ليس مفروشا بالورود وسنستمر في هذا الطريق رغم التحديات والضجيج الإعلامي لأبواق الفساد”.
وأكد أهمية أن يكون المسؤول الأول في المؤسسة قدوة في الاقتصاد والترشيد في النفقات والتعامل مع المال العام بما يكفل النهوض بأداء المؤسسات إلى أرقى مستوى.. مشددا على أهمية تفاعل المسؤولين بالمؤسسات مع شكاوى المواطنين لمعرفة الاختلالات والمتلاعبين.
وعبر مدير مكتب الرئاسة عن أمله في استفادة المشاركين من الورشة وأن تنعكس مخرجاتها على العمل في المؤسسات والهيئات والصناديق.
يشار إلى أن سلسلة الورش تأتي أيضا بعد نشاط لمختلف المؤسسات والوزارات لتحليل الوضع العام الحالي للمؤسسات والوقوف على أوجه القصور خصوصا مع ت ركة الضعف الكبير الذي خلفته الأنظمة السابقة.
موجهات القائد
نهاية الشهر الماضي التقى قائد الثورة برئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني وقيادات عليا في الدولة، أكد في كلمة موجزة على ضرورة تحديد الأولويات الواقعية والحقيقية التي تواجه التحديات وتحقق الطموح وتراعي الواقع والظروف.
وشدد السيد القائد على أهمية التنسيق بين جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها في إطار المسؤولية الجامعة باعتبارها تكاملية وأن المسؤولية في هذا الظرف وفي ظل التحديات القائمة والعدوان الجائر على البلد تعتبر شرفا للمسؤول أن يكون له دور في مواجهة التحديات القائمة وباعتبارها مقاما للعطاء والبذل والتضحية وليست منصبا للأخذ وتحقيق المكاسب الشخصية.
ولفت إلى أن من أهم عوامل النجاح في الأعمال التوفيق والرعاية والعون من الله الذي يجسده الارتباط الإيماني والعلاقة القوية مع الله، مضيفا بأن الرؤية الواضحة والخطة الواقعية وتحديد الأولويات المهمة المرتكزة على التأهيل والتفقد والمتابعة والمراجعة والرقابة والتقييم تمثل عاملا آخر من عوامل النجاح.
مؤكدا على أهمية الاستشعار للمسؤولية في جميع الأعمال ضمن مسؤولية الإنسان المؤمن لتحقيق السنن الإلهية في استخلاف الله له في الأرض، مقارنا بين الحضارة الإسلامية من حيث صلاحيتها واستمراريتها ورعايتها للإنسان وخدمة الشعوب وبين الحضارة الغربية.
داعيا في ختام اللقاء جميع المسؤولين للقيام بواجبهم في خدمة الشعب اليمني الصابر الصامد، ومشددا على الاستمرار في التأهيل والتدريب وإقامة الورش المستمرة.