الفصائل الفلسطينية: التطبيع مع الاحتلال خطيئة سياسية لا تغتفر
قناة صهيونية تكشف تورط السعودية في اتفاق الرباط مع الاحتلال
الثورة / قاسم الشاوش
أثار إعلان المغرب التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل موجة غضب عارمة مناهضة للتطبيع مع كيان غاصب ومحتل – جرائمه ضد الشعب الفلسطيني تجاوزت حدود المعقول والإنسانية – وصفته بالعار في جبين بلد تظاهر لعقود بالدفاع عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلى تعد القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية.
تحسين صورتها
فتسابق أنظمة الخيانة نحو التطبيع هي نفسها أنظمة الدول المشاركة في تحالف العدوان على اليمن نحو التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي هو من أجل السعي لتحسين صورتها وكسب ود الإدارة الأمريكية الجديدة قبل توليها، بدءاً بإقامة علاقات حميمية مع كيان الاحتلال الصهيوني متجاهلة القضية الفلسطينية وأيضا التستر على جرائمها التي ترتكبها في عدوانها ضد الشعب اليمني منذ أكثر من ست سنوات وسط صمت دولي فاضح .
وبهذا تصبح المغرب رابع دولة عربية، منذ أغسطس الماضي، تنضم إلى قطار التطبيع مع الاحتلال الصهيوني بعد الإمارات والبحرين والسودان.
فالاحتجاجات أكدت رفضها القاطع للتطبيع وانه لا يمثل الشعب المغربي، مشيرة إلى أن فلسطين والقدس وقف وملك للمسلمين وليست للبيع أو المساومة في مزادات السياسة والمصالح الدولية الضيقة.
كما يؤكد العديد من أبناء المغرب أن “الصحراء المغربية قضية شعب يبحث عن إنهاء ما بدأه مع الاستقلال واستكمال وحدته الترابية، وفلسطين قضية شعب مطرود من أرضه ويواجه يوميا غطرسة الاحتلال الصهيوني …”
سيبقى وصمة عار
وفي هذا السياق دعت رابطة علماء المغرب العربي الجمعة، السلطات المغربية إلى إعادة النظر في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن “هذا الأمر سيبقى وصمة عار في جبين بلد قام بواجبه في الدفاع عن قضية الأمة لعقود”.
وقالت الرابطة في بيان، إننا “تلقينا بأسى كبير عزم المملكة المغربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية موسعة”، مؤكدة أن “هذا العمل لا يليق بمكانة المغرب، الذي يترأس لجنة القدس، والذي كان له دور بارز في الدفاع عن فلسطين وقضيتها “.
وأعربت الرابطة عن أسفها من قبول المغرب بالوقوف في طابور المطبعين، مضيفة أننا “نربأ أن ينزل إلى مستواهم، أو يخوض كالذي خاضوا، والمؤمل أن يكون راعيا بحق لحقوق إخوانه المظلومين والمقهورين من أبناء الشعب الفلسطيني”.
وذكّرت الرابطة بحرمة التطبيع وإقامة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن “هذا الحكم اتفق عليه علماء المسلمين بمختلف مؤسساتهم وهيئاتهم العلمية، منذ نشأة هذا الكيان واحتلاله لبلاد المسلمين، وكل صوت يخالف هذا الإجماع لا ينبغي أن يحفل به”.
وأكدت أن فلسطين هي قضية المسلمين جميعا، وأن تحريرها من المحتل واجب ملقى على عاتق البلدان الإسلامية كلها، منوهة إلى أن “الكيان الصهيوني عدو للأمة، ومحتل غاصب لأرضها المقدسة، ولا يجوز لمسلم أن يعتبره صاحب حق فيها”.
وطالبت الحكومات في الدول الإسلامية بعدم التساهل في قضية فلسطين، تحت أي مساومة أو ضغط داخلي أو خارجي، موضحة أن “هذا يقوي لحمتها مع شعوبها المطبقة على رفض التطبيع مع هذا الكيان الغاصب”.
خطيئة سياسية
من جهتها أعربت فصائل وشخصيات فلسطينية، عن رفضها لإعادة المغرب علاقاته الدبلوماسية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن قرار الرباط “خطيئة سياسية، غير مقبولة، ولن تفيد القضية الفلسطينية”.
واعتبرت حركة حماس تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل “خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية”.
وقال متحدث الحركة حازم قاسم، إن “الاحتلال (الإسرائيلي) يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني”.
وأضاف قاسم أن “التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني”.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل “خيانة للقدس ولفلسطين”.
وأضاف شهاب “هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي، الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع”.
واعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل “تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم”؛ و”تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات”.
كما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل “يوما أسودا في تاريخ شعبنا وأمتنا العربيّة”.
وقال نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن “إعلان ترامب عن التطبيع الإسرائيلي المغربي يوحي بأنه قام في المغرب بما قام به في السودان والبحرين والإمارات من ضغوط وإجراءات وإغراءات هدفها شخصي بحت”.
وأضاف شعث “لا يجوز التطبيع مع إسرائيل، إلا عندما تنسحب من الأرض التي احتلتها عام 1967م، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على هذه الأرض، وبما يتيح حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهذا لم يحدث”.
ومنذ 2014م، توقفت مفاوضات “السلام”، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين، المستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح شعث أن “عهد ترامب ينتهي وقد قدم لإسرائيل الكثير من الخدمات، واستخدم ما لديه من نفوذ لتحقيق ذلك، للأسف ما زال لديه (ترامب) وقت حتى 20 يناير (2021م)، رغم إخراج الناخب الأمريكي له من البيت الأبيض”.
من جهته، قال بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، “أي تطبيع فيه مخالفة لمبادرة السلام العربية غير مقبول”.
السعودية المتورط الأكبر
إلى ذلك كشفت محطة تلفزيونية إسرائيلية أن السعودية لعبت دوراً في اتفاق التطبيع، الذي توسط به الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بين المغرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يوضح تقرير القناة “12” الإسرائيلية كيف تورطت السعودية في الاتفاق السيئ الذكر، ولم تعلق الرياض بدورها على هذه الأنباء، ولكن صحيفة “ذا تايم أوف إسرائيل”، التي تناولت في تقرير لها دور السعودية في اتفاق التطبيع، أكدت بأنه لم يكن من الممكن السماح بأي من صفقات التطبيع الأخيرة دون ضوء أخضر من السعودية، وفقاً للعديد من المحللين.
ولاحظ تقرير القناة” 12″ أن صحيفة بارزة مرتبطة بالعائلة المالكة السعودية قد وضعت أخبار الصفقة على صفحتها الأولى في إشارة إلى دعم سعودي، وقالت المحطة نقلاً عن مصادر دبلوماسية إنه من الممكن جداً أن تكون الرياض مستعدة، أيضاً، لتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” قريباً، على الرغم من تظاهر السعودية بالغضب من “إسرائيل” بسبب تسريب أنباء اجتماع عقد الشهر الماضي بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في منتجع نيوم.
وكشف الموقع أن السعودية تعمل مع إدارة ترامب لحمل المزيد من الدول الأخرى على توقيع اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”، ربما قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن الحكم.
وأضاف التقرير أن بن سلمان يراقب عن كثب ما يحدث في محاولة لتمهيد الطريق لصفقة سعودية- إسرائيلية في نهاية المطاف، وتكهن التقرير بأن سلطنة عمان التي أشادت بالاتفاق ستكون الدولة القادمة في مسلسل التطبيع.
وزعم تقرير المحطة أن إندونيسيا، وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، حريصة على إقامة علاقات مع “إسرائيل”.
ومن دون ذكر مصادر، قالت القناة” 12″ إنه من غير المرجح التوصل لاتفاق تطبيع كامل مع السعودية في الأسابيع المقبلة، ولكن قد يكون من الممكن إقناع الرياض باتخاذ خطوات أصغر نحو التطبيع بعد الإعلان الإماراتي الإسرائيلي في أغسطس ، حيث وافقت السعودية على البدء في السماح للرحلات الجوية الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي.
وكان ترامب قد أعلن، الخميس الماضي، أن المغرب قرر تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” بعد أن وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسيادة الرباط على أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها، وبذلك أصبح المغرب رابع بلد يتخذ هذه الخطوة السيئة الذكر في غضون أربعة أشهر، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
وقال جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، في أعقاب هذا الإعلان، إن التوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل هو أمر لا مفر منه، والسؤال الوحيد هو متى.
وزعم كوشنر أن الاتفاق السعودي الإسرائيلي يتطلب قيادة أمريكية قوية في المنطقة، وقال ” لقد تحولت منطقة الشرق الأوسط بفضل إدارة ترامب من منطقة صلبة إلى سائل”.