ماذا تعني المصالحة القطرية السعودية ؟

 

فهمي اليوسفي

من المعروف أن من يدير السياسية القطرية والسعودية هي أمريكا ، وأن الخلاف بين قطر والرياض هو خلاف تنافسي تشرف عليه واشنطن لخدمة مصالحها.
هذا التنافس ( إعلامياً ، سياسياً ، واقتصادياً) وغيره بين الخليجيين ترتب عليه وجود تكتلات بين الطرفين.
حيث سنجد تكتلاً مؤمركاً في جناح الديمقراطيين الأمريكيين يضم قطر وتركيا وبعض أجنحة الحكم السعودي ومرتزقة من مختلف الألوان وتيارات وهابية.. وعلى غراره السعودية لها تكتل آخر ، مؤمرك يتماشى مع توجهات الجمهوريين في واشنطن ويضم بعض الأنظمة المؤمركة في المنطقة وما تيسر من التيارات الأخرى..
ترى قطر أن تقدم الدور السعودي عليها سوف يجعل دورها غائبا عن الطاولة الأمريكية وتفقد عائلة الحكم القطرية وزنها خليجيا ما يجعلها تخشى تمدد السعودية إلى الساحة القطرية، وهذه المسألة أي من حيث الحساسية المفرطة بين آل الخليفة وآل سعود قد بدأت قبل عقود من الزمن حين انقلب والد تميم على والده وكان عاملا أن تلجأ الدوحة إلى اشنطن في ذلك الحين وتطلب من الأمريكيين بناء قاعدة عسكرية أمريكية خصوصا بعد أن شعر القطريون بالخوف من توسع درجة الأطماع السعودية في الساحة القطرية، الأمر الذي جعل الدوحة تغازل تركيا لكي يشارك الاردوغانيون بحمايتها من خلال استقدام قوات تركية، وعلى ضوء ذلك قدمت الدوحة رعاية لبعض الفصائل الوهابية المرتبطة بتركيا ما جعل لحكام قطر تأثيراً على الأجندات التكفيرية في المنطقة بشكل أكبر من السعودية، بل وصل تأثيرها إلى عمق السعودية أي على معظم أجنحة التكفير وأجنحة الحكم السعودي المرتبطة بالوهابية.
ثمة مصالح أمريكية تقتضي راهنا توحيد الموقف الخليجي منها مواجهة الفشل والإخفاق السعودي في اليمن وغيرها، على اعتبار أن تشتت المشاريع الخليجية ترتب عليه إخفاق للمصالح الأمريكية وإزدياد التشتت، يعني تنامي الفشل لكافة مشاريع التوسعة للمطامع الأمريكية في المنطقة وعلى راسها اليمن في ظل تنامي مشاريع التطبيع مع إسرائيل..
أصبحت واشنطن ترى أن استمرار الفشل يخدم محور المقاومة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، ولهذا السبب بدأت تلمح بالتهديد لإدراج حركة أنصار الله في دائرة الإرهاب..
على هذا الأساس فإن المصالح الأمريكية في العديد من دول المنطقة تستدعي توحيد أجنداتها ( تركيا + قطر والسعودية + كوكتيل التيارات المؤمركة بما فيها التكفيرية إضافة لتوحيد أجندات الحكم في بيت سعود) لتحقيق مصالحها في دول المنطقة وبالذات في اليمن بما يكفل معالجة الفشل السعودي الأمريكي..
فكرة المصالحة بين الدوحة والرياض يشرف عليها سفراء واشنطن في دول الخليج واليمن..
ولا يغيب عن البال أن متغيرات الانتخابات الأمريكية أصبح لها انعكاس على مشروع المصالحة بين الخليجيين، على اعتبار أن سلمان ونجله مدعومان من الجمهوريين، بينما قطر وتركيا ومعظم تيارات التكفير ولاؤهم للديمقراطيين..
مع الأخذ بعين الاعتبار أن انتقال الزنداني واليدومي من السعودية لتركيا له علاقة بمشروع المصالحة بين الدوحة والرياض وتحت إشراف الأمريكيين. وزيارة وتحركات السفير الأمريكي في اليمن لها علاقة بنفس البرنامج ، إضافة لتحرك البوارج الإسرائيلية والأمريكية إلى البحر الأحمر والعربي.
إذاً المصالح الكبيرة لواشنطن تقتضي توحيد كافة الأجندات المؤمركة في المنطقة.
* نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا