ملف الأسرى إنساني
فهمي اليوسفي
ثمة عوامل جعلت القوى الوطنية المناهضة للعدوان في طليعتها أنصار الله تحقق نجاحا كبيرا في ملف الأسرى بعد جهود كبيرة بذلتها لسنوات عبر الوفد المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام ونجاح بنفس الوقت للجنة الأسرى على رأسهم المحامي المرتضى. ومن ضمنها الآتي:
تحقيق الجيش واللجان الشعبية انتصارات ميدانية وكبيرة خصوصا خلال هذا العام على مختلف الجبهات وبالذات حين تمكن من التوغل إلى ما وراء الحدود فأصبحت إهانة كبرى لمملكة سلمان ونجله المهفوف وتساقط أوراق العدوان من خلال انتصارات صنعاء مواخرا بتطهير محافظة البيضاء بما فيها منطقة قيفة ويكلا من المعسكرات الداعشية وبقية مرتزقة العدوان كان آخرهم المرتزق ياسر العواضي فضلا على تحرير محافظة الجوف والاستمرار في تحرير مارب وصولا لتحقيق انتصارات في منطقة الدريهمي بالساحل الغربي بعد أن ظل تحالف العدوان وبجانبه دول الرباعية يراهنون على دخول صنعاء خلال شهر وها هو العام السادس ولم يتحقق شيء بل انقلب السحر على الساحر وتغير مجرى المعركة من دفاع إلى هجوم فكان هذا عاملا لتنامي الانهيار لمعنويات جيوش دول العدوان ومرتزقتها مما عكس ذاته سلبا عليها وجعلها توافق على تبادل الأسرى نظرا لعدة أسباب منها ضغط عائلات أولئك الأسرى من المرتزقة وبحكم الانهيار المعنوي لجيوشهم ومعسكراتهم النظامية والارتزاقية بشقيها العفاشي والداعشي.
فشل سماسرة الأمم المتحدة مؤخرا من تمرير المشاريع الخداعية بعد أن زاد كذبها على الطحين الأمر الذي جعلهم يشعرون باستنفاد حيلهم الخداعية ويوافقون على تحريك هذا الملف بحيث لا ينالوا غضب صنعاء وبنفس الوقت لكي يضمنوا استمرارية لعبتهم المنحازة لدول العدوان طالما ليلة القدر حلت عليهم فأصبحوا يحلبون تحالف العدوان من جهة وما يأتي اليهم من الأمم المتحدة من جهة أخرى. الأمر الذي جعل هؤلاء السماسرة يحركون هذا الملف أولا لرغبة تحالف العدوان وثانيا لعجزهم من تمرير مزيد من المشاريع الخداعية أمام صنعاء لكون قائد الثورة كان قد أصر على أن يكون هذا الملف هو بوابة الولوج لإيجاد حلول لبقية الملفات الأخرى سواء المتعثرة والمجمدة أو المرحلة من قبل هؤلاء السماسرة وهذه هي حكمة قائد الثورة..
امتلاك صنعاء العديد من وسائل الضغط على قوى العدوان الأمر الذي جعل دول التحالف توافق على هذا الملف..
ربما هناك مشاريع خطيرة للقوى الإمبريالية في المنطقة بشقيها الغربي والعربي يتم تنفيذها في المنطقة ولا ترغب بكشفها بل يقتضي الأمر من وجهة نظر الناتو صناعة قضايا أخرى وفرعية تجعل العامة في كل بلد تدور حولها ولا تلتفت لما هو أخطر. وهذا متبع لدى صناع السياسة الغربية.
شعور قوى العدوان بورطة كبيرة من خلال جرائمهم التي ارتكبتها بحق أسرى يتبعون القوى المناهضة للعدوان مما جعلها ربما تضع سماً في العسل بموافقته على تقسيم ملف الأسرى لكن المثل الشعبي يقول سير مع الكذاب حتى باب بيته.. هذه نبذة من العوامل.
على هذا الأساس يظل موضوع الأسرى إنسانياً وقد أثبتت الوقائع أن الطرف العدواني تعامل مع هذا الملف بشكل لا إنساني رغم إدراكه أن المواثيق الدولية تحرم وتجرم تعذيب أو تصفية أسرى الحروب خصوصا بعد بروز فضائح للعدوان من خلال ارتكابه جرائم بحق الأسرى سواء بتصفية البعض جسديا وتعذيب الآخر جسديا ونفسيا ولا حصر لهذه الجرائم.
بينما القوى المضادة للعدوان تمسكوا بهذا الملف وتعاملوا مع الأسرى بشكل إنساني وهذا دليل على احترامهم للمواثيق الدولية التي تحرم تصفية أو تعذيب أسرى الحروب…
هذا النجاح لصنعاء هو مؤشر إلى أن ثورة 21 سبتمبر تحقق كل يوم انتصاراً ميدنياً واليوم تفاوضيا وبدأت تستعد لكسر الحظر على مطار صنعاء..
بينما تحالف العدوان على العكس أي يتصدع ميدانيا وانتقل التصدع إلى كافة مساراته فأصبح مرتبكا…