الصهاينة العرب.. الخيانة ليست جديدة
عبدالله الأحمدي
يتحدث الإعلام المتصهين عن اتفاقية سلام بين النظامين الإماراتي والبحريني من جهة ، والعدو الصهيوني من جهة أخرى ، ويطبلون كثيرا لتلك الخيانة ، ولذلك الاستسلام ، وتنقل الفضائيات المتصهينة صوراً للوفود الصهيونية وهي تدنس الأرض العربية.
السؤال المهم الذي يطرح نفسه : متى كانت هناك حرب بين هذه الكيانات الخليجية ، وكيان العدو الصهيوني حتى يكون هناك اتفاق سلام ؟!
المسألة هي تضليل وتعسف، وليٌّ للحقائق، فالخيانة لديهم اتفاق سلام ، كما أن العدوان والاحتلال تحرير!
ليس هناك جديد في خيانات أمراء النفط للأمة ، فهؤلاء منذ أن صنعهم الاستعمار وهم يمارسون الخيانة والتولي لليهود ، لكن الأمور في الماضي كانت تجري تحت الطاولة ، الجديد في أمر هؤلاء الخونة أن الأمور صعدت من تحت الطاولة إلى واجهة المشهد وبشكل معلن، بعد أن كشف هؤلاء عوراتهم من أجل عيون ترامب وصهره كوشنر لأغراض انتخابية.
يعلم الكثير من المتابعين أن أمراء الخليج والسعودية هم أدوات بريطانية/ أمريكية يحركهم الغرب الامبريالي كقطع الشطرنج على لوحة اللعبة، وهم يلبون كل طلباته بما فيها ثروات بلادهم وكرامة شعوبهم.
كل هؤلاء الأمراء هم تربية المستعمر وقد صاغهم كما يريد لتنفيذ مخططاته ومؤامراته على الأمة.
من منا لا يتذكر مؤامرات الهالك عبدالعزيز السعودي ، ومن بعده أولاده وأحفاده ضد الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة الأخرى منذ ما يقرب من قرن؟! واليوم يشنون العدوان تلو العدوان ، والحرب تلو الأخرى على شعوب الأمة خدمة للمستعمر والشيطان الأكبر أمريكا ، وآخرها العدوان ضد اليمن الذي بدأوه قبل ما يقارب ستة أعوام.
خيانة القضية الفلسطينية من قبل أمراء المواخير في الحمارات وجزيرة البحرين هي تحصيل حاصل ، ومن الجيد أن يظهر الخونة على حقيقتهم ، وليدع كل باسمه بدلاً من التستر بمواقف القومية والوطنية والأخوة الإسلامية.
لقد أثبت من ارتكبوا فعل الخيانة، أو ما يسمونه التطبيع أنهم لا يمتلكون أياً من هذه القيم التي كانوا يوهمون شعوبهم وبقية شعوب الأمة أنهم حريصون عليها.
كل هؤلاء هم أدوات رخيصة بيد المستعمر، ولا تتأملوا منهم خيراً ، ففي اليوم الذي كان فيه هؤلاء البقر ، وعرابهم الأمريكي يوقعون صك الخيانة في البيت الأبيض ، ضربت المقاومة صواريخها على المدن الإسرائيلية ، فعكرت اللحظات التي كان يتفاءل بها المهووس ترامب ، وصديقه نتنياهو والعراب كوشنر ، هي رسالة للعدو وأعوانه ، بأنكم لن تنعموا بالأمن طالما وأنتم تحتلون أرض فلسطين وتغتصبون مقدسات الأمة.
المسألة تبدو بالتأكيد نوعاً من الرد على الخيانة ، لقد سقط الأعراب في وحل الخيانة ، ومن لم يوقع صمت ، والصمت رضى ، حتى الجامعة العبرية التي تسمى ( عربية ) شاركت بصك الخيانة بمن كان مجتمعاً فيها من أعراب.
انكشف المستور والتعويل اليوم على محور المقاومة ، وكل شعوب الأمة للقيام بالدور المطلوب بالوقوف في وجه الخيانة والاستسلام، وإسقاط أنظمة الخيانة والمؤامرة والتصهين.
أمراء الخيانة بمن فيهم بني سعود يحسبون أن الارتماء في حضن العدو الصهيوني سيحميهم من غضب الشعوب ، ثمة سقوط رهيب للنظام العربي وكثير من مكوناته ، وهذا السقوط يؤذن بانبلاج الفجر وميلاد نظام عربي جديد يحمل قضايا الأمة وهموم شعوبها.
هؤلاء الخونة لا يوقعون اتفاقات سياسية فحسب ، بل يسطرون أسماءهم في قائمة أراذل الخلق وأسوأهم ، نقول: لا عاصم لكم من أمر الله، ومن غضب أمة القرآن أيها الموالون لليهود المسارعون فيهم ، وإن غداً لناظره قريب.