التكريم الغائب.. علي الصباحي أنموذجاً

 

حسن الوريث

عدت إلى البيت متأخراً قليلاً، وكان في استقبالي ابني وصديقي الصغير عبدالله الذي بادرني بسؤال عن سبب التأخير؟ فقلت له: كنت أنا والزميل يحيى الحلالي في ضيافة الأستاذ علي عبدالكريم الصباحي أحد أبرز وأهم الشخصيات الرياضية في اليمن في إطار سلسلة الزيارات التي نقوم بها لاستكمال كتاب توثيق تاريخ الرياضة اليمنية.
صديقي العزيز أبدى انزعاجه لأنه بالفعل كان يتمنى أن يكون معنا في هذه الزيارة ليتعرف عن قرب على الأستاذ علي الصباحي، وقد طلب مني ذلك بعد أن تحدث معه هاتفياً في إحدى المرات، وقد أخبرني أنه بعد تلك المكالمة قام بعملية بحث عن شخصيته ودوره في تأسيس الرياضة اليمنية والانطلاق بها إلى المحافل الدولية والاعترافات التي نالتها اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية إضافة إلى ما قدمه للأندية اليمنية، وحقيقة لم يكن ذلك مفاجئاً بالنسبة لي، لأن صديقي الصغير رياضي من الدرجة الأولى بما يمتلك من معلومات ومهارات في التعليق والتحليل الرياضي رغم صغر سنه وقد وعدته بأن يكون معنا في الزيارة القادمة التي سنستكمل فيها ما بدأناه.
ابني وصديقي الصغير سألني أيضا عن سبب الإهمال المتعمد لمثل هذه الشخصيات الرياضية التي كان لها بصمات ودور محوري في عملية البناء التنظيمي والتأسيسي للبنية التحتية والتشريعية والقانونية لكنها قوبلت وكما يقال في المثل العربي “بجزاء سنمار” فلم تأخذ حقها من التكريم الذي يليق بها وبما قدمت من جهود استثنائية في ظروف استثنائية وصعبة ومعقدة ما يؤكد أنها شخصيات استثنائية ومنها شخصية علي الصباحي؟ قلت له: فعلاً يا صغيري العزيز هناك إهمال متعمد لهذه الشخصيات وليس علي الصباحي فقط ولكن هناك الكثير ولا بد أن ينالوا حقهم من التكريم المادي والمعنوي.
قال لي صديقنا العزيز عندما بدأت ابحث عن شخصية الأستاذ علي الصباحي: وجدت أنه بالفعل رجل استثنائي قدم لليمن وللرياضة والشباب عصارة جهده وأنا أنصح الجميع بمن فيهم أعضاء الحكومة بمراجعة السيرة الذاتية له ليتعرفوا على إنجازاته وتاريخه الحافل ودوره في تطوير وبناء الرياضة اليمنية من خلال المناصب التي تقلدها في قطاعات الشباب والرياضة والاتحادات والأندية ليعرفوا أن هناك تقصير كبير في حقه وأنه يستحق منا كل التقدير والتكريم والاعتزاز بما قدمه.
قلت له: ما الذي تقترحه من تكريم لهذه الشخصية الرياضية الاستثنائية؟ قال لي: أقل شيء أولاً إطلاق اسمه على أحد الملاعب أو إحدى الصالات الرياضية في بلادنا كأقل ما يمكن، وأن تكون هناك جائزة رياضية يمنية سنوية باسمه، كما أقترح على الحكومة أن تطلق مشروعاً لتسمية عدد من الشوارع الرئيسية باسم شخصيات رياضية وفق معايير صحيحة وسليمة تتم دراستها كي لا يصبح الأمر “هوشلية” ويتم إفراغ المقترح من محتواه، كما أتمنى أن تقوم وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية بدراسة إمكانية إنشاء جائزة سنوية تسمى جائزة الدولة للشخصيات الرياضية اليمنية التي كان لها دور فاعل ومهم وحفرت أسماءها في الذاكرة من خلال ما قدمت للرياضة اليمنية خاصة في مراحلها المهمة سواء من الذين مازالوا على قيد الحياة أو أولئك الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ولم يحصلوا على حقهم من التكريم اللائق والحقيقي.
قلت له: هذا كلام مهم يا صديقي العزيز نتمنى أن تتم دراسته وما ورد فيه من مقترحات لتكون البداية، لتنال هذه الشخصيات الرياضية نصيبها من التقدير والتكريم، وسنبدأ نحن في كتابنا الذي نعده عن تاريخ الرياضة اليمنية بتخصيص فصل كامل يتحدث عن أبرز هذه الشخصيات ورصد إنجازاتها وتوثيقها لتكون منارة للأجيال القادمة.. وقد وعدته بأن يكون معنا في زيارتنا القادمة للأستاذ علي الصباحي وتحقيق رغبته في مقابلته والحديث معه.

قد يعجبك ايضا