الثورة / صنعاء
تمكّنت القوات المسلحة في عملية عسكرية واسعة استمرّت أسبوعا ، من إسقاط إمارة البيضاء التابعة لتنظيم القاعدة، بعد سيطرتها على مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء ، التي تعتبر المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ سنوات، وأكدت القوات المسلحة أنها تمكنت من إسقاط أكبر أوكار العناصر الإرهابية من تنظيم «القاعدة « والتي تقاتل في صفوف تحالف دول العدوان «السعودية وأمريكا» ،
وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في إيجاز صحفي أمس الجمعة، نجاح عملية واسعة نفذتها القوات المسلحة في مناطق قيفة (ولد ربيع والقرشية) ومناطق مجاورة بمحافظة البيضاء ، موضحا أنه منذ اللحظة الأولى للعدوان انخرط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، في القتال مع التحالف وأوكل إليه مهام عدة خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن منطقة العمليات شملت الأطراف الشمالية الغربية لمحافظة البيضاء وتحديداً في مديريتي ولد ربيع والقرشية.
وأكد أن دول العدوان دعمت التكفيريين في البيضاء بالمال والحماية الجوية والرعاية الطبية والتسهيلات المتعلقة بالتحرك من وإلى تلك المناطق.. مشيرا إلى أن القوات المسلحة تمتلك وثائق تؤكد مشاركة عناصر «القاعدة وداعش» في القتال مع تحالف العدوان .. مبينا أن الطيران السعودي والأمريكي حاول حماية مواقع الإرهابيين ونفذ عشرات الغارات الجوية لمنع تقدم القوات المسلحة باتجاه مواقعهم لكنه فشل في نهاية المطاف ، وسقط في العملية العسكرية التي استغرقت أسبوعاً ما لا يقل عن 250 من عناصر داعش والقاعدة ما بين أسير وقتيل ومصاب ومن بينهم جنسيات عربية وأجنبية ، ولقي خمسة من زعماء وأمراء الإرهاب مصرعهم ،منهم زعيم تنظيم داعش ، والمسؤول الأمني ، والمسؤول المالي ، إضافة إلى مقتل أمير «القاعدة» في «ولاية القريشية»، المدعو «أبو صريمة»، ومسؤول الإمداد ، وهو باكستاني يدعى «أبو حفص»، كما تمّ أسر عدد من العناصر من جنسيات متعدّدة، كباكستان وأفغانستان ومصر والسعودية ، أمّا مَن تَبقّى من قيادات «القاعدة وداعش» وعناصرهما، فقد فرّ بعضهم إلى محافظة مأرب، فيما توجّه آخرون إلى محافظة لحج (جنوب) حيث أنشأ العدوان السعودي أخيراً، العديد من المراكز الدينية في مناطق الصبيحة، بهدف إيجاد مراكز استقطاب نشطة للمقاتلين لتسليحهم وتدريبهم والدفع بهم إلى مواجهة الجيش واللجان الشعبية ، كما سجل انتقال قسم ثالث إلى وادي يشبم في منطقة الصعيد في محافظة شبوة، ورابع إلى مديرية لودر بمحافظة أبين.
هزيمة العدوان والإرهاب
ويشكل سقوط إمارة القاعدة في البيضاء إثر العملية العسكرية التي نفذها أبطال القوات المسلحة ضربة موجعة ليس لتنظيم «القاعدة « فحسب ، بل وللتحالف السعودي الأمريكي الذي يشن الحرب على اليمن منذ مارس 2015/م ، والذي يحشد القاعدة للقتال في صفوفه ضد ما يتفقان على وصفه بالعدو المشترك «الحوثيين» ، فقد استنهض التحالف العدواني تنظيم القاعدة في معركة عدن في العام 2015/م ، وفي معارك الساحل الغربي وتعز وفي جبهات مارب شرق صنعاء ، كما مكنها من توسيع نفوذها في محافظات أبين ومارب وشبوة وعدن وحضرموت، من خلال اتباع تكتيك خلق تنظيمات موازية مكنت القاعدة من قيادة المعسكرات والجبهات والسيطرة على المناطق والمدن كما حدث في تعز ومناطق الساحل الغربي ، وقد اتبع التحالف السعودي الأمريكي خطوات تصب في تكريس قوة «القاعدة « اجتماعيا من خلال تعضيد حضورها وتوسيع قاعدتها الجغرافية في البيضاء ، حيث شكلت مربعات آمنة لنشاطها وعملياتها الإرهابية ، وبقيت محافظات الجنوب والبيضاء من أهم معاقل القاعدة خلال الفترة الماضية ، إضافة إلى تواجد قوي لداعش بدأ في الظهور منذ العام 2017 ،حيث أعلن جلال بلعيدي مبايعته للبغدادي زعيم التنظيم في العراق ، وخلال الفترات الماضية استخدم تحالف العدوان عناصر الإرهاب الداعشي والقاعدي في تنفيذ عمليات عسكرية وأمنية عديدة ضد الجيش واللجان الشعبية إضافة إلى تنفيذ اغتيالات وتفجيرات إجرامية في عدد من المناطق, ومع بدء عمليات الجيش واللجان الشعبية لاستعادة مارب دفع التحالف العدواني السعودي الأمريكي بالتنظيمين إلى فتح معركة في البيضاء أراد من خلالها منع أو إعاقة عمليات الجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مارب.
خلال سنوات العدوان شكلت القاعدة عنصراً داعماً لمرتزقة الإصلاح وتحالف العدوان السعودي الامريكي ، لكن التنظيم وعقب عملية البنيان المرصوص التي تعد بداية لمسار عسكري يقترب من مارب ، وعلى حجم الانتكاسات الميدانية في الجوف ومارب لتحالف السعودية ومرتزقتها ، قام علي محسن الأحمر ومعه الضابط السعودي المزيني بعقد لقاء بالقاعدة في مارب ، كان الهدف من ورائه آنذاك تحريك ورقة تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، كخيار أخير لمنع تقدم الجيش واللجان الشعبية نحو مدينة مارب التي تخضع لسيطرة الإصلاح بدعم وإسناد سعودي ، لكن الإمارة القاعدية والداعشية التي راهن تحالف العدوان عليها قد سقطت وقُتل أمراؤها الخمسة ، وعلى إثر الانهيارات التي تعرض لها «تحالف العدوان والإرهاب السعودي الأمريكي» في البيضاء وسقوط إمارة البيضاء الداعشية، وبعد نجاح عمليات القوات المسلحة في السيطرة على كامل محافظة البيضاء ، باتت مليشيات العدوان والمرتزقة في مدينة مارب مكشوفة أمام العمليات العسكرية التي بدأت تقترب من مدينة مارب ، كما أن فرار من تبقى من الإرهابيين في البيضاء باتجاه مدينة مارب يكشف ما حاول المرتزقة والعدوان إخفاءه من وجود علاقات مباشرة تجمعهم بالإرهابيين.