من تربة ذبحان إلى عين المواسط
فهمي اليوسفي *
بحكم إنني من أبناء محافظة تعز ومسقط رأسي مديرية المواسط منطقة العين بني يوسف فإن ذلك جعلني أتابع باهتمام كبير مستجدات الأحداث في هذه المحافظة أولا بأول بعد أن أصبحت محروما حتى من زيارتها وتعرض أهلي وأحبتي لتعسفات واعتداءات واعتقالات مستمرة حتى اليوم منذ أن بدأ مرتزقة اللواء ٣٥ قبل ٣ أعوام مداهمة منزلي وتخريبه والاعتداء على أهل بيتي وأبناء عمومتي من قبل مرتزقة هذا اللواء وبجانبه حزب الإصلاح بسبب مواقفنا المناهضة للعدوان.
اليوم ينتقل ويتمدَّد صراع المرتزقة الي منطقة التربة ومن ثم ينتقل إلى مسقط رأسي مديرية المواسط في العين بني يوسف ، أي بين أجندات الإمارات التي يقودها طارق عفاش وأبو العباس وبعض العفافيش من المؤتمر والناصريين والاشتراكيين الذين كانوا متعاطفين مع الصريع الحمادي.
هذا الصراع يتوسع بشكل اكثر من ذي قبل من عمق المدينة لينتقل نحو أعماق الريف بمنطقة الحجرية وتحديدا مدينة التربة ليصل اليوم إلى منطقة العين بني يوسف بمديرية المواسط المحاذية لمديريتي سامع والصلو.
يشارك في هذه اللعبة شخصيات كبيرة من تحت الطاولة من الصف الأول للمرتزقة خصوصا من منحتهم الرياض الجنسيات ويقبعون اليوم في ديوان الكيان السعودي، ابرزهم المرتزق رشاد العليمي الذي يتقن هندسة الفتن في هذه المحافظة لاستهلاك جميع الأطراف بما يخدم مطامع السعودية والأمريكان، فنجده اليوم ربما يستثمر علاقته بالعفافيش وتوظيف عدم ادراك بعض الناصريين والاشتراكيين تحت مسمى مواجهة حزب الاصلاح في المنطقة وبجانبه جناح من هذا الحزب ممن هم قابعون في الرياض.
تمدد هذا الصراع ليس من اليوم بل منذ أعوام حين بدأ نشاط من يطلقون على ذاتهم شرعية في الحجرية – أي في مدينة التربة – مسنودين بمنظمات استخباراتية غربية أمريكية وبريطانية تنفذ مخططات استحداثية واستهدافية في الحجرية معظمها متواجدة في مدينة التربة كوسيلة لتمهيد مشاريع توسعة النفوذ العسكري لقوى الاحتلال إلى منطقة الصلو التي تعد في موقع المواجهة مع القوى المناهضة للعدوان.
حزب الإصلاح هو أيضا له طريقته في تنفيذ مشاريع أمريكية سواء بقناع موزارد غاني أو سعودي مستتر وعلامته الآنسي واليدومي مع أن هذا التنظيم المدعشن كعادته يدخل بالفائدة غير المشروعة ويخرج من الخسارة كما أثبتت وقائع الأيام خصوصا خلال فترة هذا العدوان بعد أن برهنت الوقائع خيانته لله والوطن مقابل تحقيقه مكاسب مالية كبيرة وغير مشروعة لصالحه على سبيل المثال الاستحواذ على عائدات النفط في مارب منذ ٥ سنوات عبر سلطان داعش العرادة مع استمرار هذا الحزب في ممارسة مهمته المتوحشة باغتصاب للأطفال وارتكاب جرائم السحل والاغتيال والتفجير والتكفير والزج بالمغرر بهم إلى الجبهات على قاعدة قطع العادة عداوة.واليوم يتبع سياسة أحداث فتنة في منطقة الحجرية من خلال حشد أعضائه والحصول على صفقات سلاح وهو من يصنع قرارات الفار عبدربه منصور.
هنا يبرز تعاطف هادي مع هذا الحزب ولنأخذ مثالا على ذلك القرار الذي اتخذه هادي بتعيين قائد للواء ٣٥من أعضاء هذا الحزب بدلا عن الحمادي لتكون الصورة واضحة عن استمرارية التوافق بين هادي وحزب التدعيش التكفيري لأن النقطة التي يلتقي عليها هؤلاء المرتزقة هي خدمة البيت الأبيض.
لكن طالما هذا الحزب يخطط للفائدة ويرتكب جرائم متعددة ويستهلك الأخرين في تحقيق مكاسبه فإنه من خلال نقل معركته اليوم مع بقية المرتزقة إلى مدينة التربة ومواسط العين بني يوسف ومحاولته هندسة فتنة تهدف لإقحام مديرية سامع في صراع نفسائه من مرتزقة الامارات كجزء من التسهيل لقوى العدوان لدخول هذه المديرية التابعة لسلطان السامعي كونها مطلة على ٥ مديريات منها الدمنة وخدير وكذا مديريات صبر والصلو والمواسط والمعافر ولتحقيق هذا الغرض اصبح من يقود هندسة الفتنة لصالح السعودية والأمريكان هو العليمي من خلال تواصله مع العفافيش بالمنطقة وما تيسر من الناصريين ومساطيل الاشتراكي لاستثمار مصرع الحمادي لتمكين السعودية من عملية البسط على هذه المنطقة مع أن الرياض لم تختر العليمي لسد فراغ معين هنا أو هناك بل بحكم عمالته القديمة والجديدة معها وباعتباره من أبناء المنطقة وتوظيف خيانته لوطنه واستثمار احترافيته في اتقان اللعب بمثل هذه القضايا الارتزاقية حيث يسعى اليوم لاستهلاك مرتزقة العفافيش وقوات طارق عفاش في مواجهة مع حزب الإصلاح مع أن العليمي هو من ابرز اجندات السعودية وما يقوم به من هندسة الفتن هو دون شك بالتعاون مع الفار هادي في الوقت الذي يسعى حزب التدعيش الإصلاحي لإقحام سامع كما أسلفت نظرا لموقعها الهام بالنسبة للجبهات العسكرية الأمر الذي جعل هذا الحزب التدعيشي يدفع بأحد أعضائه من أبناء مديرية سامع لتفجير الصراع في مدينة العين بمديرية المواسط.
بالتالي فإنه في حال نجح حزب الإصلاح بهذه العملية سيمثل ذلك نجاحاً له في نقل نفس النموذج الذي اتبعه لتدعيش مدينة تعز وتكرار البروفة واستنساخها إلى أعماق ريف الحجرية وبحيث يواصل مشاريعه الإجرامية منها الاغتيالات والاغتصابات للأطفال والسحل والنهب والتفجير وإدخال منطقة الحجرية برمتها بما فيها منطقة سامع في مواجهة عصابة طارق عفاش ليتمكن من تحقيق أهداف بما يتيح له تحقيق مكاسب اكثر غير مشروعة ويكون صاحب الامتياز في تقديم التنازلات لصالح الرباعية وإسرائيل إما لصالح قطر اردغاني أو لصالح السعودية وغيرها وهذا هو مخطط أمريكي.
وفي حال نجح العليمي بفتنته وإدارته للعبة سيكون بذلك قد خدم المطامع الأمريكية والسعودية في هذه المحافظة واستهلك مرتزقة الإمارات وقطر ليضمن أن تكون الفائدة لصالح الرياض وواشنطن لأن ذلك سيدر عليه مالاً غزيراً من كيان سعود، مقابل بيع ضميره ووطنه.
هذه الأحداث ليست بمعزل عن الدور الأمريكي والبريطاني بل الدور لهاتين الغربيتين قائم وما تقوم به المنظمات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في منطقة الحجرية خير شاهد ويبرز ذلك من خلال تمويلها لشق طرقات فرعية من مديرية المواسط وغيرها لتتجه نحو مديرية الصلو وسامع والصور الموضحة بهذا شاهد عيان وتتحدث عن ذاتها.
حيث تجد منظمات تحت ديكور بريطاني تم إيلاؤها مهام شق طرق فرعية لعصابة العفافيش ، ومنظمات أخرى تتبع أمريكا تم إيلاؤها نفس المهام لأحزاب التكفير.
إذاً مؤشرات هذا التمدد لنقل المعركة بين فصائل المرتزقة من عمق مدينة تعز إلى الحجرية في تربة ذبحان ومن ثم إلى مديرية المواسط ومنطقة العين بني يوسف يعد تمدداً للمشاريع الإسرائيلية لكن بلون لندن أو واشنطن ، وبإشراف الرياض وأبو ظبي لتتجه نحو المناطق الخاضعة لسيطرة القوى المناهضة للعدوان.
هذا التمدد أحد أهدافه الضغط على صنعاء لكي تتوقف عن تحرير مدينة مارب وبحيث لا يلتفت العامة نحو النشاط الإسرائيلي في هذا المربع خصوصا خلال هذه الأيام التي توحي بعض الملامح بتوجه إسرائيل لبناء قاعدة عسكرية في باب المندب وجزيرة ميون.و امتداده إلى سقطرى ، لأن ذلك مرتبط بصراع القوى الدولية حول مشروع البركس.
لا ننسى أن الدول الطامعة تستغل سماسرة في الهيئات الأممية مهمتهم صناعة قرارات أممية تتيح للقوى الطامعة في اليمن اغتصاب هذا المربع.
على هذا الأساس ينبغي على القوى المناهضة للعدوان الانتباه من هذه اللعبة التي يشرف عليها المرتزق العليمي أو بقية عفافيش الإمارات ودواعش حزب اغتصاب الأطفال التكفيري.
مع أن ثقتي بالله كبيرة وبالمجاهدين كبيرة وقائد المسيرة – حفظه الله – السيد القائد عبدالملك الحوثي، في صد مرتزقة العدوان وما علي سوى اطلاق الصرخة في وجه المرتزقة ومن يقف خلفهم من مرتزقة العدوان لعل ذلك يطرد الجن والأنس المساندين للعدوان…
“الله اكبر، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام”.
نائب وزير الإعلام