مدير مؤسسة قنوان للتنمية الزراعية عبدالله زبارة لـ”الثورة “: نجهز لمشروع المصنع العملاق للطحين المركب ونرحب بالمساهمين من القطاعين الخاص والعام
يجب علينا التحرك لإنشاء صوامع كبيرة للغلال لتخزين الحبوب بطريقة سليمة
عمدت قوى تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي، إلى استهداف الاقتصاد الوطني، ومقدراته وكل مقومات نهوضه، ومؤسساته الحكومية والخاصة، ومع غياب المؤسسات التنموية الحكومية، ونظيراتها الأهلية الخاصة، انخفض مؤشر التنمية إلى ما تحت الصفر، في كافة المجالات التنموية، الأمر الذي جعل المجتمع اليمني يقف على حافة الهاوية، وأصبح أمر سقوطه وشيكا، مرهونا بعامل الوقت فقط، وفي ظل عدم قدرة جهاز الدولة، كنظام حكم مؤسسي، على النهوض بالمشاريع التنموية في حدها الأدنى، أصبحت الحاجة إلى وجود مؤسسات تنموية بديلة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وفي هذا التوقيت الصعب ظهرت عدد من المؤسسات التنموية، كبارقة أمل تضيئ حياة الشعوب، وتحيي في نفوسهم العزة والكرامة والتحدي والصمود، وتأخذ بأيديهم – في شراكة تكاملية – نحو نهضة تنموية متدرجة، تسعى بالتكامل نحو الاكتمال، وكانت مؤسسة قنوان للتنمية الزراعية، إحدى تلك المؤسسات، التي بعثت الأمل في النفوس، وحققت من خلال الاهتمام بالزراعة والوعي المجتمعي، نقلة نوعية في مجال التنمية الزراعية، خاصة في مشروع الدقيق المركب.
في هذا اللقاء مع مدير المؤسسة الأستاذ/ عبدالرحمن زبارة، نحاول تعريف أبناء المجتمع على هذه المؤسسة الصاعدة ومشاريعها واهتماماتها وغير ذلك من الجوانب ذات الصلة.. فإلى حصيلة الحوار:
حوار/ إبراهيم الهمداني
بداية أستاذ عبدالرحمن نود أن تقدموا لنا والأخوة القراء نبذة تعريفية مختصرة عن هذه المؤسسة، متى أنشئت، وما هو نطاقها الجغرافي، وما أهمية وجودها في الوقت الراهن؟
– بطبيعة الحال توجيهات قائد المسيرة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي هي الدافع الأول، ولما يتعرض له شعبنا من اعتداء آثم ومنظم على كل البنى التحتية والاقتصادية، وبما أن الزراعة هي العصب الرئيسي للبلاد، كان التوجه الأول مطلع عام 2018م ويمتد نطاقها الجغرافي لكل اليمن، وأهمية وجودها تكمن في كونها ترجمة فعلية على أرض الواقع، لتوجيهات السيد القائد، في مجال التنمية الزراعية والمائية، وإيجاد الطرق المناسبة لدعم المزارع وإرشاده بمتطلبات التنمية الزراعية والمائية، والعناية بأصول الحبوب، ودعم الجهات التعليمية الزراعية، والتركيز على مشاريع سقاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وإيصال المياه، وحفر الآبار، وتركيب الطاقة الشمسية، لإيصال المياه النقية للمناطق المنكوبة، كما لدينا دراسات في إنشاء خزانات وحواجز مائية.
هناك الكثير من المؤسسات المشابهة، التي تجعل من التنمية والمواطن مطية لبلوغ أطماعها الربحية، والحصول على مزيد من الدعم المالي، الداخلي والخارجي، بينما هي لا تقدم شيئا يذكر…ما رسالتكم لمثل تلك المؤسسات؟
– صحيح.. لذا علينا أن نتكاتف مع المؤسسات، مثلا وزارة الزراعة واللجنة الزراعية العليا ومؤسسة بنيان ومؤسسة قنوان وبالتعاون مع الهيئة اليمنية العليا للمواصفات والمقاييس، لتكوين لجان مشتركة لمراقبة الجودة، ومتابعة أي فساد مالي أو إداري، ومحاسبة الفاسدين أيا كانوا، فنحن يجب أن تكون رسالتنا وتوجهنا لخدمة الوطن والمواطن.
إلى أي حد يمكن القول إن مؤسسة قنوان للتنمية الزراعية، تتميز وتنفرد بمشاريعها التنموية الخاصة، وما هي تلك المشاريع؟
– نحن لا ندعي ذلك، ولكن لدينا أول مصنع للطحين المركب في اليمن، ولا يطحن فيه غير الحبوب الجيدة، كما أن مشاريع سقاية الإمام علي عليه السلام، كانت مميزة وفي تطور متصاعد بحمد الله.
برأيكم.. ما هي المشاريع التنموية التي يحتاجها الوطن والمواطن، في ظل ما يتعرض له الوطن أرضا وإنسانا، من عدوان عالمي غاشم، وما موقع تلك المشاريع في قائمة اهتماماتكم؟
– اليمن أرض خصبة، وأجزم أنها من أغنى دول العالم، لما تحويه من ثروات في باطن الأرض وبحارها وتضاريسها وتاريخها، وهنا أتوجه إلى كل التجار اليمنيين في الخارج، أن يستثمروا أموالهم في اليمن، فاليمن بحاجة لكل الصناعات الثقيلة والخفيفة، والبنى التحتية، من طرق ومطارات وسكك حديدية، وصناعات غذائية وطبية، وصناعات ثقيلة، والعقل اليمني مبدع في كل شيء.
هناك مؤسسات تنموية ومؤسسات إغاثية، أيهما أكثر أهمية وإلحاحا واستجابة لمتطلبات واقعنا الحياتي الراهن، من وجهة نظركم؟
– بطبيعة الحال يجب التركيز على المؤسسات التنموية، فهي الأساس، مع الاهتمام بالجانب الإغاثي، خاصة الجانب الصحي.
كيف تقيمون الدور الذي تقوم به المؤسسات التنموية والإغاثية والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة، في حياة المجتمع اليمني؟
– بطبيعة الحال هناك مؤسسات ومنظمات محلية ودولية، تؤدي عملها بنسب متفاوتة، كما أن البعض منها قد يكون عمله استخباراتياً وتدميرياً، قد نحتاج لعمل تنسيقي مشترك، كما أن علينا تفعيل العمل الرقابي الداخلي لدينا.
حقق مشروع الطحين المركب صدى واسعا، وإقبالا جماهيريا متزايدا، ما رؤيتكم لهذا المشروع، وما الأهداف التي تتوخون تحقيقها؟
– بحمد الله الطحين المركب حقق هذا النجاح، لأننا ألزمنا أنفسنا بإيجاد الطحين الصحي للمواطن، والتخلي عن السموم البيضاء، التي من ضمنها الدقيق الأبيض، ونحن نطمح خلال هذا العام أن يكون الطحين خاليا تماما من الدقيق الأبيض، حيث لدينا الآن نسبة لا تزيد عن 20 % وباعتبار الطحين أمن وطني، فالهدف هو تحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن السموم التي يتم استيرادها وإدخالها إلى البلاد عنوة، حيث زادت الأمراض بسببها.
إلى أي حد أسهم هذ المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والحد من عملية الاستيراد، والتحرر من التبعية الاقتصادية؟
– مازلنا في البداية.. فالمصنع ينتج بين 400 إلى 600 كيس يوميا، وقد بدأنا بإعداد دراسة للمصنع التالي، الذي سيكون إنتاجه لا يقل عن 3000 كيس يوميا، سعة الكيس 50 ك، كما يجب علينا التحرك في إنشاء صوامع للغلال، بسعات كبيرة، لتخزين الحبوب بطرق سليمة، ولفترات طويلة، دون أن تتعرض للتلف، وهذا سيساعد في تثبيت السعر، وحفظ قيمته السوقية طوال العام، مما يحفظ حق المزارع ويعطيه الأمان، كما يجب علينا التنسيق لدعم وتشجيع الزراعة بصورة أكبر، ولكي نصل إلى الاكتفاء الذاتي، نحتاج سنوات قليلة، إذا اخلصنا والله خير معين.
هل هناك رؤية أو استراتيجية مستقبلية شاملة، تحقق من خلالها الاكتفاء الذاتي على مستوى الوطن بأكمله؟
– استراتيجيتنا نستمدها من القيادة الحكيمة، كما أن علينا أن نتكاتف مع وزارة الزراعة، فهي الأساس الذي علينا التركيز عليه، وإصلاح أي خلل إذا وجد، وبتكاتفنا سنصل سريعا إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
بما أنكم في مشروع الدقيق المركب خاصة، تعملون في سياق التنمية الزراعية والاقتصادية، التي تقع ضمن الإطار العام للرؤية الوطنية لبناء الدولة، هل تتلقون أي دعم من الحكومة – كما يفترض – وما هي مستويات التنسيق بينكم وبين الجهات الحكومية ذات العلاقة؟
– نحن لا نتلقى أي دعم مادي من الحكومة، ربما دعم معنوي، والتنسيق بيننا جيد.
هل تعملون بالشراكة والتعاون مع مؤسسات أو جهات أخرى – داخلية أو خارجية – على قاعدة التكامل، وتكاتف الجهود، أم أن مشاريعكم ذات صبغة فردية خالصة؟
– مشاريعنا مستمدة من توجيهات القيادة فقط، ونتمنى الشراكة مع الجميع، لنصل للكمال والاكتفاء إن شاء الله.
ما هي رؤيتكم الخاصة للشراكة، سواء مع المؤسسات الحكومية، أو الخاصة ومنظمات المجتمع المدني؟
– ممتاز.. فنحن نجهز لمشروع المصنع العملاق للطحين المركب، ونرحب بمن يريد المساهمة من قطاع خاص أو عام.
ماذا عن الشراكة المجتمعية مع المجتمع المحلي، خاصة في المشاريع الزراعية؟
– المشاريع الزراعية هي البنية الحقيقة للاكتفاء الذاتي والصناعي وندعو الجميع للتفاعل والشراكة.
ما هي مصادر التمويل التي تعتمد عليها المؤسسة في تنفيذ مشاريعها؟
– جهة محلية قدمت قرضا، وأصدقاء من الخارج.
كلمة أخيرة تودون قولها؟
– أسأل الله أن يوفق الجميع، وعلى رأسهم وزارة الزراعة، واللجنة الزراعية العليا، ومؤسسة بنيان التنموية، وكل المؤسسات الخاصة والعامة، للعمل بكل عزيمة، لإيصال اليمن في ظل هذه الهجمة الشرسة للوصول ليس للاكتفاء، بل لتصدير حبوبنا، التي هي الأجود على مستوى العالم.