خطاب الدنبوع.. تجديد للدياثة والعمالة
عبدالفتاح علي البنوس
( غاب دهرا ونطق كفرا ) ينطبق هذا المثل على الدنبوع عبدربه منصور هادي الذي يخضع للإقامة الجبرية في عاصمة العدوان الرياض ، فبعد أن اختفى عن المشهد السياسي اليمني لفترة لا بأس بها ، بدأ معها الكثير من الناشطين والناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي من المحسوبين على شرعيته المزعومة والمؤيدين للتحالف السعودي السلولي على بلادنا يتحدثون عن تدهور حالته الصحية وأنه يخضع للعلاج في السعودية بعد أن رفضت الأخيرة السماح له بالسفر للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية ، وظل متواريا عن الأنظار رغم الأحداث الهامة والمستجدات الخطيرة التي شهدها وما يزال المشهد الجنوبي اليمني ، والتي كانت تستدعي ظهور هذا الدمية الذي يدعي أنه الرئيس الشرعي للتدخل واتخاذ الإجراءات المناسبة ، بحكم المنصب الذي يدعي أنه يشغله ، ولكنه ظل مغيبا تماما عنها ، وكأن مهمته هي الإقامة في الجناح الفندقي الرئاسي يأكل ويشرب وينام ويوقع على كل ما يصله من أوراق بعد مرورها على مكتب السفير السعودي محمد آل جابر -الرئيس الفعلي لمرتزقة الفنادق.
وبعد غياب طويل أطل الدنبوع السبت الماضي من مقر إقامته بالرياض من خلال اجتماع ضم العديد من مستشاريه لشؤون العمالة والخيانة والارتزاق الذين تمت دعوتهم للإجتماع من قبل السفير السعودي الذي كان المهندس لهذا الاجتماع الذي ألقى فيه الدنبوع كلمة سمجة وبليدة مثله ، تجاوز خلالها المستجدات الخطيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية وعلى وجه الخصوص ما حصل في محافظة سقطرى والتي باتت اليوم تحت سلطة الاحتلال الإماراتي، بعد معارك خاضتها مليشيات المجلس الانتقالي الموالية للإمارات ، ضد مليشيات هادي والإصلاح الموالية للسعودية ، حيث تجاهل الدنبوع كل ذلك وذهب للحديث بما يتماشى مع الرغبة والسياسة السعودية ، حيث دعا إلى ما أسماه توحيد الجهود من أجل مواجهة (الحوثيين) حد تعبيره ، متجاهلا ما عليه الحال في المحافظات التي من المفترض مجازا أنها تتبع شرعيته المزعومة ، وكأن الحوثيين هم من يحاولون السيطرة على عدن وأبين وشبوة وسقطرى وحضرموت والمهرة ؟!!
رغم أنه يدرك جيدا أن الصراع والإحتراب الدائر في المحافظات الجنوبية بين أدوات وأذناب المحتلين السعوديين والإماراتيين ، يعد نتاجا للتنافس المحموم بين السعودية والإمارات ، من أجل خدمة مصالحهما وتعزيز نفوذهما والذي يصب في خدمة وتعزيز وتحقيق المصالح والأطماع الأمريكية البريطانية ، وأن ( الحوثيين ) الذين دعا لمواجهتهم لا حضور لهم في الجنوب ، وهم من يعملون على فضح مخططات السعودية والإمارات وأسيادهما ، وهم من يواجهون العدوان والتحالف على بلادنا ، وهم من تأخذهم الغيرة لما يحصل في الجنوب ، ولولا انشغالهم بالقتال في مختلف الجبهات التي أشعلها العدوان ومرتزقته ، لما سمحوا للمحتل الإماراتي والسعودي وأذنابهما القيام بهذه الممارسات الرعناء وغير المسؤولة.
بالمختصر المفيد، كنا نظن – وبعض الظن إثم- بأن الدنبوع سيهاجم الإمارات ومليشيات الانتقالي على ما قاموا به في سقطرى ، وسيعلن عن عملية عسكرية كبرى لتحرير سقطرى من الاحتلال الإماراتي بحكم أنه يقيم في الرياض ولكنه ابتلع لسانه وتفوَّه بما كتب له السفير السعودي ، ليؤكد بذلك أن ما حصل في سقطرى تم بتنسيق سعودي -إماراتي ضمن مخطط تقاسم الجنوب والسيطرة على ثرواته والهيمنة على مقدراته ، وأنه وشرعيته المزعومة عبارة عن بيادق بأيديهما وأحذية في أقدامهما يعملون حسب توجيهاتهما وينفذون ما يطلبانه منهم ، وأن القضية عبارة عن بيع وشراء ومصالح ومنافع الخاسر فيها الجنوب وأبناء الجنوب خاصة واليمن واليمنيون عامة ، ولم يعد الدنبوع يمتلك حتى قرار مغادرة فناء الفندق الذي يقيم فيه ، ودوره بات مقتصرا على تنفيذ المهام والأعمال التي يطلبها منه السفير السعودي ، الحاكم الفعلي لجمهورية الرياض الفندقية ، والذي يشرف مباشرة على كل الأحداث والمستجدات التي يشهدها الجنوب.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.