عويل الرياض
فهمي اليوسفي*
كمدخل لتحليل الأبعاد البالغة الأهمية لعملية التأديب التي وُجِهت للرياض بعون الله من خلال الطيران المسير والصواريخ الباليستة التابعة للقوة الصاروخية بعد أن تمكنت من قصف مواقع حساسة في عمق مملكة سعود ضمن عملية توازن الردع الرابعة .
أقولها بصراحة ، الرياض شعرت بعد مرور ٥ سنوات من عدوانها على اليمن أنها لم تحقق بنك أهدافها رغم امتلاكها فخر الصناعات العسكرية الغربية واستعانتها بجيوش كبيرة في عدوان على بلدنا ورهانها المستمر على تحقيق نصر على الجيش واللجان الشعبية ولكن أثبت الواقع أن انتصاراتها وهمية تبخرت، ذابت، تحولت “فشنج”، بانت حقيقتها وانقطع حبل كذبها فأصبحت فاشلة بكل المقاييس حتى بنظر حلفائها “الناتو” ومن جراء ذلك لم تسلم من التوبيخ أو الإهانات والتهديد من قبل واشنطن ولندن، فتارةً يلمحون باستبدال نجل سلمان بخلف له من أجنحة الحكم السعودي، أي الذين وضعت على أيديهم كلبشات وفي أرجلهم قيود من قبل ولي العهد المنشاري ،وفوق هذا لازالت الرياض تتجرع هزائم تلو الهزائم، تتجرع خسائر بمئات المليارات، إلى متى؟، كان ذلك عاملا لغضب ابن سلمان على أجنداته القابعين في فنادق الرياض، فتارة يهينهم وتارة يسجن بعضهم ووصل الأمر إلى أن يتعرض بعض المرتزقة اليمنيين للاغتصاب من قبل عسس هذا المنشار ومن مرتزقة السودان الجنجويد ؟ فأين الكرامة يا مهانون ؟ أخزاكم الله.
لقد جن جنون الأمريكان والبريطانيين جراء تحرير الجوف من قبل الجيش واللجان الشعبية وزادت هستيريتهم خوفا من اقتراب المجاهدين من مدينة مارب لأن ذلك هو اقتراب من الشركات الغربية التي تنهب النفط اليمني منذ عقود من الزمن وبجانبها مراكز قوى اللصوصية بمن فيهم العفاشية والداعشية ومن على شاكلتهم من عجوز الفرقة علي محسن وصنادق الأحمر ومن لحق بهم من الدنابيع والبلاليع الذين يمثلون مافيا الداخل وهم اليوم قابعون في فنادق الرياض، الأمر الذي يثير خوف تلك الشركات الاغتصابية التي باتت تخشى مغادرة اليمن ووقف نهبها وحلبها لنفط اليمن، فأين المفر ؟
لهذا السبب كان يتناوب على زيارة مارب سفيرا لندن وواشنطن ،لأن السفيرين على يقين أن استكمال سيطرة المجاهدين على المدينة يعني انتهاء المصالح الاغتصابية للغرب في هذا المربع، الأمر الذي جعلهم يمارسون ضغوطا على نجل سلمان ويلوحون بالتهديد وتوظيف أوراق أخرى تجعله على وشك السقوط وبهذه الحالة لم تستطع الرياض اتخاذ أي قرار يخرجها من ورطتها حتى بما يحفظ ماء الوجه بحيث تتمكن من الانسحاب من مارب لأن فاقد الشيء لا يعطيه، هذا بالنسبة للرياض وللأجندات التابعة لها باعتبار أن من يحق له اتخاذ قرار الانسحاب والحل والعقد في العدوان الذي يتعرض له اليمن ليس محمد بن سلمان أو الأجندات التابعة لدول العدوان، وإنما تلك الشركات الغربية التي تنهب النفط وتبيع السلاح لكيان آل سعود باعتبارها مستفيدة من استمرارية العدوان و نهب ثروات اليمن.
لهذا السبب لم يكن أمام الرياض خلال مرحلة ما قبل مؤتمر المانحين سوى استخدام مشاريع خداعية لإيقاف تقدم المجاهدين في محور مارب ولتأمين عملية نهب النفط من قبل تلك الشركات ومنها المبادرات الخداعية والالتفافية التي سمع بها القاصي والداني عبر إعلام كيان آل سعود لكي تستكمل وضع خطتها التصعيدية التي تكفل إطفاء غضب الأمريكان على الرياض، لكن آل سعود فشلوا في تمرير تلك المشاريع الخداعية التي سوقتها الرياض واستعانت في عملية ترويجها بسماسرة الأمم المتحدة وتبخرت أمام الإرادة الفولاذية للمجاهدين .
فلم يكن أمام سلمان ونجله سوى جمع مستشاريهما بمختلف الألوان والأحجام وكذا أجنداتهما من مرتزقة اليمن واستيرادهما لخبراء صهاينة واستئجارهما لدواعش يشاركون في وضع خطة تصعيدية وتنفيذية لكي تتمكن السعودية من تحقيق بنك أهدافها ليكون موقفها قويا أمام الأمريكان .
على ضوء ذلك تم الشروع من قبل الرياض بوضع تلك الخطة فتجلت ريحتها من خلال مؤتمر المانحين ومثلت -أي تلك الخطة التصعيدية- العديد من النقاط منها:
التنسيق مع بعض المرتزقة ممن لم تكشف أوراقهم ومن ضمنهم ياسر العواضي الذي أوكلت إليه مهمة إقحام قبائل البيضاء في صدام مع القوى المضادة للعدوان .
الحشد لجبهة مارب والضغط على أجنداتها بتحمل مسؤولية الإخفاق في هذا المربع .
رفع درجة الحصار البحري من خلال منع دخول المشتقات النفطية من ميناء الحديدة وعرقلة إصلاح سفينة صافر .
رفع درجة القصف الجوي على المدنيين ليكون موازيا للقصف على الجبهات لمساعدة المرتزقة ممن يعملون بأجر موسمي كياسر العواضي والتنكيل بالصيادين في البحر.
ضخ الرشاوى المقننة لسماسرة الأمم المتحدة لكي يسقطوا أي إدانات على المنشار ونجله في الهيئات الأممية وبما يكفل استمرار أولئك السماسرة في تحوير وتجيير مواقفهم الخارجة عن الأخلاق الأممية لصالح آل سعود .
رفع درجة التضليل الإعلامي وصناعة انتصارات وهمية.
جلب خبراء من الناتو للمشاركة في تنفيذ خطة التصعيد .
تلك هي مؤشرات الخطة التصعيدية .. لكن القوى المناهضة للعدوان أدركت ذلك وبدأت ترفض المبادرات الخداعية التي تسوقها الرياض عبر أبواقها العدوانية أو السماسرة الأمميين، مع أن صنعاء حاولت عدم الدخول في صدام مع من استأجرتهم السعودية كياسر العواضي في بادئ الأمر للإسهام في حل القضية التي حاول العواضي استثمارها كفتنة لإقحام قبائل البيضاء في قتال القوى المضادة للعدوان لكن دون جدوى، فكان خيار صنعاء في نهاية المطاف وأد الفتنة وكان هو القرار الصائب وفعلا تم في ظرف ساعات وخرج العواضي هاربا متنكرا بملابس مخزية ومن ثم أصدرت قوى ٢١ سبتمبر بيانات تكشف الأعمال غير المشروعة التي تقوم بها السعودية خلافا لما تم الاتفاق عليه في جنيف وغيرها وأبرزت دور الرياض العدواني والتصعيدي حتى على مستوى منعها دخول المشتقات النفطية وكشف جرائم سلمان ونجله بحق اليمن ومنها جرائمهم الأخيرة المتمثلة باستهداف مدنيين، ولم يكن أمام المجاهدين سوى مواجهة هذا العدوان فاستمر تقدم المجاهدين صوب مدينة مارب بعد أن تمكنوا من إخماد فتنة العواضي وتحقيق تقدم ميداني نحو المدينة من عدة جهات ولازال التقدم متواصلا بعد أن أطلق المجاهدون المناهضون للعدوان تحذيرات لهذه الجارة ومن ثم اتخذوا قراراً بتأديبها وتوجيه لطمة قوية لواشنطن عبر الرياض من خلال قصف وزارة الدفاع وقاعدة سلمان وبأكثر من غارة، وهذه تعد لطمات بين العيون أولا للرياض وأجنداتها وثانيا للمصالح الأمريكية غير المشروعة في مارب .
هذه الضربات الموجعة لرأس الأفعى في الرياض هي إشهار حقيقي بتحويل مجرى المعركة من الدفاع إلى الهجوم من جهة ، وحتما لن يترتب عليها سوى مزيد من التصدع داخل المؤسسة العسكرية السعودية، وارتفاع درجة الشتات والتمزق لدى أجنداتها من المرتزقة ومزيد من الهزائم المعنوية وإعلان فضيحة ابن سلمان وإهانة فخر الصناعات الغربية التي تعتمد عليها السعودية في الوقت الذي تعتبر هذه العملية نصرا لصنعاء وتعزيزا لمعنويات المجاهدين المناهضين للعدوان .
كما أن ذلك سوف يسهم في إضعاف الرياض أكثر من أي وقت مضى خصوصا أمام حلفائها من الغرب، وقد يتحول إلى تصدع سياسي داخل أجنحة الحكم الأمر الذي جعل نجل سلمان بعد هذه الضربة للرياض يمارس مطاردات لبعض من كانوا يعملون في الديوان الملكي استخباراتيا أو غيره وهذا مؤشر على شعوره بالهزيمة .
وبالتالي تعد هذه الضربات القوية التي تلقتها الرياض هي المقدمة لتساقط كل قوى العدوان سياسيا وعسكريا، وتعد ضربات قوية وأولية للمصالح الأمريكية غير المشروعة في مارب وغيرها .
على هذا الأساس إذا أدرك كيان آل سعود خطورة استمرار عدوانهم على اليمن وأنهم إذا لم يغتنموا الفرصة الراهنة ويقبلوا بمبادرة صنعاء فكل المؤشرات توحي بأن القوى المناهضة للعدوان ستحقق نصرا شاملا في عمق مملكة سلمان وقد يتم إطلاق صرخة الجهاد في الرياض من قبل أولئك المجاهدين الأبطال المناهضين للعدوان .
وليعلم سلمان ونجله أن الاستمرار في خوض المعركة العدوانية ضد اليمن يعني انتحارا لمملكتهما المنشارية برمتها وهما الآن أمام خيارين، إما إيقاف عدوانهما على بلدنا وعدم الخضوع لضغوط الغرب وتعويض اليمن التعويض الشامل والعادل إزاء كل ما دمره تحالف العدوان على مدى ٥ سنوات وإعلان التوبة الشاملة من قبل هذه المملكة، أو الاستمرار في المغامرة ويكون مصير نجل سلمان صريعا مقتولا أو فارَّا، أو جريحا أو معتقلا.. وتصبح مملكته وملكه وما استحوذ عليه من مال في خبر كان.
وطالما الانتصارات مستمرة لأبطالنا المجاهدين فيستحسن إطلاق الصرخة لأنها كفيلة بطرد جن وشياطين ومرتزقة العدوان ومملكة سلمان والصهاينة والأمريكان وكيان آل سعود ونهيان..
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام ..
*نائب وزير الإعلام