لرموز هويّتنا : يا عيد
أشواق مهدي دومان
قد ينال العيد منّا جهدا واستعدادات وهذا ديدنه، وهو المنحة والنّعمة الجليلة الجميلة التي تقوم بدور وعمل البلسم، والمطهّر والباعث للفرحة والراجم لليأس والحزن.
العيد فرحة مشروعة محببة من ربّ السّماء، يدلّل على جمالها وصدقها وروعتها عالم الطّفولة الأصدق والأنقى، ويؤكّد كونها فطرة فينا ذلك الطّفل وتلك الطّفلة التي لا تنام طوال الليل وهي تسامر النّجمات في السّماء منتظرة بـ( نقش يديها ) ذلك الخيط الأبيض من الفجر، فما أن تسمع تكبيرات العيد حتّى يرقص نبض قلبها الصغير هي وكلّ زينة الحياة الدّنيا من البنين والبنات، أولئك الأنقياء ؛ لنشكر ونحمد ربّ السماوات والأراضين على هذه النّعمة.
وهنا يبقى في النّفس شعور بالنّقص في أعماقنا حين تتقاذفنا الجهود وتجهيزات العيد، فنرى أنفسنا مقصّرين تجاه من نحب، ومتأخّرين في رفع أسمى التّهانيّ القلبيّة لأوطاننا من الأحبّة حولنا، لأجد هذا المنبر الاجتماعي حلقة وصل، ومنبراً فيه فرصتنا لأن نبثّ من ائتلفت وتآلفت وتآخت واتّحدت أرواحنا معهم وتعاهدت بأن تبقى على هذا النّهج القرآني المتمثّل بالمسيرة القرآنيّة، والتي صنعها رجال اللّه الذين كانوا هم وطنها الآمن .
فإلى وطني الأوّل وإن رحل جسدا لكنّه حيّ في روحي وإن لم تشعروا..
مَنْ غيره أبي الذي أشتاقه كلّ يوم، ويوم العيد خاصّة، فأبي لا يعوّض مقامه ألف زائر من أقرب الأقربين، فرغم زحمة اليوم بهم لكنّ فراغ فقدانه لا يعوِّضه جمع، ولا يصفه حرف، ولا تترجمه أيقونة أو صورة، وسأكتفي – هنا – برفع محبتي إليه في عالمه الزّاكي الفردوسي، وما كنت لو غفلت عن حليف القرآن سيّدي الشهيد القائد/حسين بدر الدين الحوثي، وسأكفر بنعم اللّه لو نسيت رئيسنا الشّهيد الصّمّاد، وسأتمنّى لنفسي الموت لو جهلت أو غضضت الطّرف عن كلّ وأيّ شهيد مضى ماجدا في سبيل اللّه، فلهم جميعا أزكى السّلام.
لتظلّ روحي ريّا، وشموخي يعانق السّماء بعظماء أخذوا مكانا خاصاّ في الرّوح، ولا يملؤه إلّا هم :
١_ سيدي القائد / السيّد : عبدالملك بن البدر الحوثي
٢_ سماحة العشق، سيّد المقاومة / حسن نصر اللّه، وكلّ مقاوم لإسرائيل فردا أم جماعة أم دولة .
٣_ السيّد علي خامنئي، ملهم الأحرار في كلّ العالم، والذي بذكره سنتّهم بالتّهمة التي نتشرّف بها ونعتزّ بها ، وليمت كلّ مبغض بغيظه من أشباه الرّجال .
٤ _ رجال اللّه المرابطون في كلّ ميادين العزّة، وجبهات الشّرف، في شامنا وعراقنا ويمننا، لهؤلاء جميعا عطر من العود وأزكى، ولهم نفح من طيب قلوب العاشقين في قدسيّة وطهر السّماء، لهم كلّ سعادة وكلّ عام وهم المنتصرون، وكلّ عام وهم وطننا الوسيع، وكلّ عام وهم رمز هويّتنا العربيّة الإسلاميّة، فلهم النصر والمجد والتّمكين، وكلّ عام وهم بألف مليون خير، والسّلام .