عيد العافية

 

محمد صالح حاتم

للعام السادس على التوالي يحل علينا عيد الفطر،والشعب اليمني يتعرض لحرب وعدوان عالمي ويُفّرض عليه حصار جائر بحراً وبراً وجواً.
فالشعب اليمني يعيش وضعاً مأساوياً صعباً للغاية،قتل ودمار وجوع وفقر وأمراض منتشرة كوليرا وحمى الصنك والملاريا والمكرفس ،وسوء التغذية بين النساء والأطفال، آلاف المرضى مهددون بالموت بسبب انعدام الأدوية والمحاليل الطبية وعجزهم عن السفر إلى الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء،فكيف سيكون العيد لدى شعب يعاني هذه المعاناة ويعيش وضعاً كهذا؟!
فالعيد هذا العام يختلف، بوجود وباء كورونا فقط ،والذي علينا أن نلتزم بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، وبالإجراءات الاحترازية،ومنها البقاء في البيت إلا للحاجات الضرورية،وتجنب الازدحام في أسواق القات والمولات والشوارع وفوق وسائل المواصلات، ولبس الكمامات والاهتمام بالنظافة والتعقيم وغيرها من الإجراءات الاحترازية، حفاظاً على سلامة الأرواح.
وخلال أيام عيد الفطر فإن علينا تقليل الزيارات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة ،وعدم التنقل بين المدن والمحافظات والاكتفاء بالتواصل بالأهل والأرحام عبر الهواتف، أما بقية الطقوس والأجواء العيدية الفرائحية، فهي غائبة عند شعبنا منذ بداية العدوان،فاغلب الأسر بسبب الوضع الاقتصادي لا تستطيع شراء كسوة لأبنائها،بل تكتفي بغسل وكوي الملابس القديمة، وجعالة وحلوى العيد فقد أصبحت من ذكريات الماضي، أما زيارة الحدائق والمتنزهات والأماكن السياحية وقضاء إجازة العيد في الفنادق فهذه لم تكن في قاموس المواطن اليمني من قبل إلاّ لمن استطاع إليه سبيلا وهم قلة، أما الميسورون من الشعب فكانوا يقومون بزيارة أهلهم في القرية، وبقية أبناء الشعب وهم الغالب يبقون في بيوتهم يعدون أبناءهم ويمنونهم بزيارة الحديقة حتى تنتهي أيام العيد.
وفي هذا العام سيكون نفس الأعوام السابقة،عيدنا صمود ..وتضحية ..واستبسال ونصر بإذن الله .
ونقول لكورونا :
العيد ..عيد العافية

قد يعجبك ايضا