الله سبحانه وتعالى قال عن ملائكته وهم الملائكة ” يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” وقال عنهم ” وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ” ،الملائكة وهم الملائكة تخاف من عذاب الله .
الأنبياء يخافون من عذاب الله ، يحكي الله في سورة مريم عن خوفهم عن بكائهم من عذاب الله سبحانه وتعالى ، ويقول حتى لسيد رسله وأنبيائه وخاتمهم رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ” قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ” ويقول عن أوليائه وهو يحكي عن واقعهم ” إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ” يقول عن عباده المؤمنين الصادقين الذين يخشون الله ” وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ” لو قدموا ما قدموا ، لو انفقوا ما انفقوا ، لو عملوا ما عملوا من الأعمال الصالحة، يبقى عندهم الخوف من الله سبحانه وتعالى .
هل يتعذَّب المسلمون أم الكفار فقط ؟
البعض قد يقول إن هذا العذاب كله للكافرين الذين لم يسلموا ،الذين لم ينتموا إلى ملة الإسلام ، أما الذي ينتمي إلى الإسلام ويقول ” اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً سول الله” فقد اصبح من الذين آمنوا ،ليس هناك عليه عذاب ولا هناك خطر ولا أي شيء .
لنتأمل آية من كتاب الله ، آية واحدة فيها الكفاية حيث يقول جل شأنه ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” الله يخاطب الذين آمنوا وليس فقط للكافرين، يحذر الذين آمنوا من النار.
اقرأ في القرآن الكريم، كم ستجد من الأعمال التي يتوعد الله عليها بنار جهنم ؟ أعمال لأن المسألة تتعلق بالعمل ، مجرد انتسابك للإسلام وانتمائك للايمان لا يكفي .
الخوف من عذاب الله أمان يوم القيامة
الخوف من الله حالة إيجابية تساعد الإنسان على الاستقامة ، على الانتباه ، تفيدك في حالة الشهوات والرغبات ، التي قد تدفع بك إلى فعل المعصية ، والى ارتكاب المحرم ، تردك ،تزجرك ، حالة الخوف من الله حالة إيجابية جداً ، والله جل شأنه قال ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ” الخوف من العذاب في الدنيا ، ويدفع عنك عذابه في الآخرة والبديل عنه يوم القيامة هو الأمن ، والاطمئنان في يوم الفزع الأكبر .
من لا يعيش الخوف من الله سيخاف أعداء الله
الذين لم يعيشوا حالة الخوف من الله التي لها أهميتها عند الرغبات ، ولها أهميتها عند المخاوف ، كيف يؤثر على البعض الخوف من الأعداء ؟ الخوف من القتل ؟ الخوف مما بيد الأعداء من سلاح ؟ فيجعله يتخاذل عن القيام بمسؤولياته العظيمة ، عن الجهاد في سبيل الله ، عن أعمال عظيمة ومهمة ، ، عن موقف الحق ، يقف البعض في صف الباطل ، نتيجة لذلك ، فينسى ما كان يجب عليه أن يخاف منه .
ما الذي يمكن أن يكون كل ما بيد الأعداء من إمكانات، من جبروت ، من وسائل القتل والتدمير ،في مقابل لحظة واحدة في جهنم والعياذ بالله؟.