هو الله .. فلا تبحثوا عن مبررات !
عبدالملك سام
تفاجئنا وكالات إخبارية بالحديث عن أسباب الانتشار الواسع لوباء كورونا في الغرب، بينما يشاهد العالم أن هذا الانتشار قليل في المناطق العربية، والظريف في الموضوع أنهم بحثوا عن كل المبررات المحتملة فيما عدا أن هذا الأمر هو من الله .
طبعا أنا لا أقول أن الوباء في حد ذاته عقوبة إلهية، فكل الدراسات تشير إلى أن هذا الفيروس الخبيث من صنع الإنسان وليس طبيعيا، لكن المعطيات والتحليلات كلها تشير إلى أن مستوى انتشاره في الغرب يتصاعد بشكل مخيف رغم الإمكانيات الضخمة والإجراءات المشددة التي تتوفر في هذه الدول، أمريكا لوحدها نالت الثلث من مجمل هذه الإصابات ، فما هو السبب ؟!
طلعت علينا قناة “العربية” والإعلام الخليجي المبتذل بتحليل عبقري لتتكلم عن الجينات العربية، وأخرى تحدثت عن أن السبب يرجع إلى نمط الحياة، وأخرى أرجعت السبب للطقس، وكان أكثرها شطحا هي تلك التي تكلمت عن “الحلبة” خاصة في اليمن ويهود اليمن المهم بحث طويل لم يلمح حتى تلميحاً إلى الدين وتشريعاته، ومنطقيا سنرى أن التشريعات الإسلامية هي ما تضم كل ما تحدثوا عنه طبعا ما عدا حكاية الجينات، فما نراه أن العرب معرضون أيضا لذات الخطر ، ودول عربية كالسعودية والإمارات من الدول التي يعتبر معدل الإصابة فيها مرتفعا .
بالرجوع للمقاطع المنتشرة على الإنترنت نجد أن هناك من يعمل على نشر الوباء متعمدا ، بينما ديننا الحنيف ينهى عن أذية الآخرين ، حتى أن نظام الحجر الصحي يعتبر من ضمن ما أوصانا رسول الله به، كما أن النظام الغذائي الذي يعتبر من ضمن هذه التشريعات يعتبر من أهم وأرقى الأنظمة الصحية، وقد أظهرت الكثير من الدراسات هذا الأمر بجلاء قبل انتشار الكورونا والأوبئة الأخرى، سواء طريقة الذبح أو النظافة أو نوعية هذه المأكولات وطريقة الطبخ حتى، كما أن هناك تشريعات كالجهاد والصوم والصلاة والعمل تحافظ على مستوى معين من النشاط البدني، وتشريعات اهتمت بصحة الإنسان بشكل عام في علاقته بالآخرين وجنبتنا ما اصطلح على تسميته بالخبائث كالقتل والاعتداء والزنا والحيض والغائط والخمر…..إلخ .
أخيراً.. نقول بثقة إن البشر لو التزموا حقاً بما شرَّعه الله سبحانه وتعالى فسوف تنتهي كل هذه المشاكل، فالله عز وجل قد شرَّع للناس نظاماً حكيماً يضمن لهم أن يعيشوا في بيئة سليمة وصحية، وقد نهانا عن أشياء فيها من الشرور ما قد يودي بالبشرية إلى الفناء، فالظلم أدى للحروب والمشاكل الاجتماعية والفقر والجوع ، والخبائث أدت لظهور الأوبئة والأمراض والآفات المستعصية ، وهذه التشريعات الإلهية هي ما يضمن للإنسان الخير والرفاهية والعيش بانسجام .
هذه فرصة لنحدِّث الناس بما لدينا، لا كما يقوم به البعض من مراوغة في وسائل الإعلام ليبعدوا الناس عن الحقيقة الواضحة، تعالوا لكلمة سواء بيننا، فالله أحل الطيبات ونهانا عن الخبائث، وهذا دليل على ربوبيته وحكمته وعلمه، ولدينا من التشريعات الدينية ما لو التزم بها البشر لعاشوا في الخير والسلام، وها انتم ترون بأنفسكم خطورة الابتعاد عن الحقيقة .. هو الله أيها الناس.