إنه شيءٌ غريبٌ لا يكادُ يُصَدَّق
العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل
• إنها الأحداث في فبراير ومارس، أحداثٌ كثيرة.. من تتبعها، سيرى أنها لا تنطبق مع المنطق، ولا مع العقل، ولا تَكادُ تُصَدَّق.
• فمسألةُ الحربِ، ما بين أنصار اللَّهِ والجيش من جهة، وبين جحافل العدوان من جهة أخرى، وما شاهدناه بأعيننا من انتصارات وغنائم، كأنها سلسلة في أفلام الخيال، وكمثل ما يسمونه في العُرف العسكري “دورة تسليم” ، لا ينطبق هذا مع حربٍ ضَروسٍ، تشترك فيها عشرات الطائرات والصواريخ، والخبراء العسكريون العالميون في فن القتال، على جميع المستويات العسكرية، والمتخرجون من أكاديميات عِدَّة، ولكن الحُفاةَ والجيشَ المظفر يلقنونهم درساً لم يحدث خلال أيِّ حربٍ سَبقت الحرب العالمية الأولى، أو بعد الحرب العالمية الثانية، أو خلال الفترات التي ما بين أواخر القرن العشرين، وبداية القرن الواحد والعشرين.
• هذا من الناحية العسكرية، وكأن مَكرَ اللّه بالمعتدين أشفَعَ ذلك بما يسمونه “كورونا” الذي امتدَّ تَفَشّيهِ على مستوى خارطة العالم.
الإذلالُ ومكرُ اللّه بالمعتدين
• إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ومن لَفَّ لَفَّهُا من دول العالم مع جيوشها، وخاصة أمريكا، لم تستطع حتى توفير الكمامات لشعوبها، للوقاية من هذا المرض الخبيث .. وكأن اللّه سبحانه وتعالى يقول للبشر جميعاً : انظروا إلى مكري وقوتي، وجيوشٍ لم تروها، بجرثومة صغيرة، لا تُرى بالعين المُجَرَّدة، ولا بالميكروسكوب التقليدي، وتحتاج إلى ميكروسكوبات متقدمة، وتعمل بالأشعة، وغيرها، مما لم تستطع اكتشافه الميكروسكوبات العادية، حتى تلك التي تنظر إلى الفضاء لاكتشاف المجرّات، لأنها أدَقُّ منها في البحث والتصوير.
• وقد أرانا اللّهُ سبحانه وتعالى ذلك آيةً من آيات اقتراب الساعة، حتى يرجع الخلق إلى اللّه، ويعلموا أن القدرةَ للّهِ وَحدَه، لا شريكَ له.
• وكان ذلك كله مُتجسِّداً -حقيقةً لا شطحاً- بالدُّرَرِ الخمس التي غرَّدَ بها الشهيد القائد الحسين بن بدرِ الدين بن أمير الدين الحوثي :
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
من قرية صغيرة، حتى لا تكاد تُعرَف على خارطة اليمن الذي لا يُعرف .. فكيف بنا إذا رأينا أكبر وأعظم دول العالم، بجيوشها وقدراتها المادية، تضع قبعاتها وعقالات “البعران” تحت أقدام أنصار اللّه، يستغفرون لأنفسهم مما أحدثوه في حق هذا الشعب المظلوم.
• وهنا، ما علينا إلّا أن ننظر إلى المستقبل بعين التجريد والواقعية، إنه سيكون هناك تغيير جذري، ليس على مستوى خارطة الجزيرة العربية فحسب، بل وعلى مستوى الخارطة العالمية، لأن مكر اللّه أكبر من مكر خلقه، وقدرته أكبر، لأنه “خلقهم وما يعملون” وأعطاهم قدرةً مَحدودة، ولكن قُدرةَ اللّه تعالى لا تُحَدُّ .. “فانتظروا إنا معكم منتظرون”.
* مفتي محافظة تعز