نقابة الأطباء اليمنيين..الدور المفقود
محمد عبدالمؤمن الشامي
مهنة الطب تعد من أشرف وأرقى المهن الإنسانية بل وأكثرها رحمة وإجلالا، فالطبيب بردائه الأبيض ملاك الرحمة للمرضى، وعند رؤيته تهدأ النفوس وتطمئن، وكإنسانٍ نبيلٍ يبذل الطبيب نفسه، ووقته، وحياته، ثمناً لراحة الآخرين، لذلك يرى الجميع فيه صورة الشخص المنقذ الذي جعلَ الله تعالى الشفاء على يديه بإذنه تعالى، ممّا جعل مهنة الطبيب من أرقى المهن في العالم، ولذلك ينظرون إلى الطبيب نظرة إجلال وإكبار، حتى أنّ معظم الناس يتمنون لو أنّهم أطباء، لما للطبيب من مكانة رائعة في نفوسِ الجميع، إذ ليسَ هناك أروع من مهنة تخفّفُ الألم وتزرع البسمة على الوجوه.
عندما تسير في شوارع العاصمة صنعاء وشوارع عواصم المحافظات من المهرة إلى صعدة تجد الكثير من الإعلانات واللافتات باختلاف أنواعها التي تتضمن أسماء العديد من المستشفيات الخاصة والحكومية وأسماء أطباء ومراكز طبية ومختبرات طبية وعيادات الطب العام، وعيادات الاختصاص الجلدية، وعيادات أمراض النساء والولادة، والباطنية وطب الأطفال، وعيادات الأسنان والمعامل الطبية الخاصة وغيرها العديد من الكيانات الطبية الأخرى، وفي كل عام نسمع عن تخرج مئات الطلاب الجامعيين من الجامعات المختلفة العربية والأجنبية والحكومية والخاصة في كافة مجالات الطب والصيدلة والعلوم الصحية ،وهؤلاء من مختلف قرى ومديريات ومحافظات الجمهورية اليمنية، اليوم لا توجد قرية أو مديرية أو محافظة في بلادنا إلا ومن أبنائها كوادر طبية وصحية، وهؤلاء بمجرد تخرجهم من الجامعات ينتسبون إلى نقابة الأطباء ويكونون أعضاء فيها، ولكن الذي نريد أن نتعرض له هنا في هذا المقال هو أنه منذ بدء العدوان على بلادنا شنت طائرات دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي غاراتها على العاصمة صنعاء ومناطق متفرقة من اليمن معلنة بذلك بدء عملية العدوان علي اليمن ، وتعرض بلادنا لهجمة قوية من وباء الكوليرا وبصورة مفجعة ،مخلفة وراءها مئات الوفيات والمصابين، وانتشار وباء الدفتيريا الذي بدوره حصد المزيد من الأرواح، واليوم يتعرض العالم لجائحة فيروس كورونا الذي ينتشر بسرعة في أنحاء العالم منذ شهر ديسمبر 2019م وحتى الآن، حيث يعيش العالم اليوم على وقع فيروس كورونا والذي بدأ من مدينة ووهان الصينية وانتشر إلى 130 دولة 14 دولة عربية ، وبلادنا من البلدان التي لم تسجل فيها أي حالات لوباء كورونا ومن هنا نحن فعلا أمام وباء عالمي سريع الانتشار.
ولكن الذي نريد أن نتعرض له هنا في هذا المقال هو دور نقابات الأطباء في الدول في مواجهة فيروس كورونا ، فنقابة أطباء الأردن أعلنت عن اطلاق مبادرة وطن التي تهدف إلى تشكيل فرق طبية ميدانية للتعامل مع حالة الطوارئ في مواجهة فيروس كورونا وأعلنت عن رابط يتم من خلاله التسجيل في الفرق الطبية، أما نقابة أطباء مصر فقد وجهت رسالة لجميع أطباء مصر قالت فيها “إنها أيام تاريخية تمر بها بلادنا وحرب ضروس فرضت على وطننا ويقع على عاتقنا الدور الرئيس في حماية بلادنا والدفاع عنها في حربها ضد الوباء ،ونعلم أن المسؤولية صعبة والعبء ثقيل ،فلنقم جمعياً بواجبنا على اكمل وجه ولنتفان في أداء مهمتنا الكبيرة ” أما نقابة أطباء تونس فقد أصدرت بياناً بخصوص فيروس كورونا مؤكدة فيه تجند الأطباء لخدمة البلاد في هذه الظروف الاستثنائية ، ونقابة أطباء العراق أصدرت بياناً أكدت فيه أن مواجهة فيروس كورونا مهمة وطنية عاجلة وان مواجهة الوباء والتصدي له ليست مسؤولية وزارة الصحة وكوادرها فحسب بل هي مهمة وطنية عاجلة يشترك فيها الجميع.
من هنا تأتي التساؤلات حول دور نقابة الأطباء اليمنيين في ظل تفشي الأمراض والأوبئة التي تفتك بأبناء الشعب اليمني.