عزة الشعب اليمني تكمن في هويته الإيمانية
إكرام المحاقري
منذ احداث ثورة الـ21 سبتمبر 2014م وما بعدها تزامناً مع احداث العدوان وسقوط القناع الذي لطالما تستَّر خلفه العملاء, إلى ما يهم العالم الإسلامي أجمع؛ تطرق اليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب استراتيجي يعد خطاب المرحلة في ظل فقدان الهوية الإيمانية والابعاد السياسية التي آلت اليها الأمة الإسلامية في وجود عدو متغطرس.
تنصَّلت الأمة الإسلامية عن مسؤوليتها أمام كتاب الله الذي يعد الدستور الوحيد للمسلمين بما فيه من توجيهات وآيات بينات أرادت للمسلمين العزة والسمو, وذلك نتاج الغفلة عن خطورة ترك الدين تحت مبررات واهية فصلت السياسة عن القرآن الكريم.
آلمّ الضعف بحال العرب بعد فقدان هويتهم الإيمانية في مواجهة اعداء الأمة في جميع المجالات وأهمُها الاقتصادية التي تعد العمود الفقري لحياة الشعوب.
تطرَّق قائد الثورة السيد القائد في خطابه عشية جمعة رجب الاصب عن هذه المواضيع، ووجه خطابه للعالم وليس للشعب اليمني فحسب، وبين ماهية خطورة حالة نقص الوعي وعدم التمييز بين من نحن ومن هو العدو الذي يستهدفنا.
فحالة الأمة اليوم هي حالة فقدان للوعي اللازم لمواجهة الفتن المحيطة بها، خاصة الفتنة البيولوجية المسيسة التي حركتها “أمريكا” للقضاء على من يقف أمامها في العالم اجمع.
أما نتيجة الانحراف عن الهوية الإيمانية فلنا في حكم عميل طال الـ33 عاماً الكثير من الدروس والعبر, حيث وأصبح شأن اليمن مع ذلك الحكم في الحضيض بل وأسوأ من ذلك, فقد فيه اليمن عزته وكرامته ونخوته، وسيادته واستقلاله حتى شهامته التي اخترقتها خبيرتان أمريكيتان دهساً بأقدامهما النجسة بإشراف “عفاش” وزمرته العميلة لدول الغرب، فذلك هو الانحراف الحقيقي عن مسار الهوية الإيمانية الأصيلة التي تمثلت في مواقف الأنبياء ورجل جاء من اقصى المدينة يسعى لينذر الأمة، فالسقوط الحقيقي في مستنقع الخيانة لله وللدين وللشعوب وللأوطان وللنفس التي قال عنها النبي صلوات الله عليه وآله بأنها غالية ليس لها ثمن إلا الجنة.
حرص العدو آنذاك ومازال يحرص على سلبنا قدراتنا العسكرية والثقافية، حتى أنه سلب منا العقول المخترعة النيرة من ألقى بهم نظام عفاش آنذاك إلى طريق التسكع والعمل في البسطات والبناء، والكثير مِنهُم ذهب بنفسه ليغترب ويبذل علمه من أجل تطور وازدهار بلاد الغرب.
لذلك وصل اليمن إلى ما وصل إليه من الضياع وحكم الغاب، كذلك إلى الحكم الوارثي تحت اسم جمهورية وما إلى ذلك, والمؤسف هو حال الشعب الذي لطالما صفَّق لزمرة من العملاء الذين جنوا على مقدراته وثرواته وجلبوا له الفقر والحرمان تحت مسميات مشاريع تنموية وإنجازات وطنية, وها نحن اليوم نشاهد تلك الإنجازات تحرق ويتناثر دخانها في الهواء تسليما وتنفيذا لأوامر “أمريكا”.
نعم حدث كل ذلك ومازال يحدث حتى اللحظة من بعض القوى العميلة، لكن الشعب اليمني بات اليوم أكثر وعيا وحنكةً خاصة بعد تحديده لأهداف ثورة الـ21 سبتمبر 2014م، وهي الأهداف التي أحيّت الشعب اليمني بعد هلاكه وحرَّرته من اغلال العبودية للطاغوت وسقته من مزن الحرية والبسته ثوب الهوية الإيمانية اليمانية الأصيلة التي جعلت منه شعباً قوياً ذا منعة متجلداً مخترعاً مصنّعاً متحدياً لقوى الاستكبار العالمية، ابتداء من الصفر.
وهكذا تصنع الشعوب أوطانها، وللعملاء الهوان وإلى مزبلة التاريخ، فمكتبة التأريخ لا تتغنى إلا بقصص الأبطال الاحرار.
نعم عزتنا وكرامتنا نحن المسلمين “أمة محمد” تكمن في هويتنا الإيمانية, ليس نحن الشعب اليمني فقط بل كل شعوب العالم المسلمة بدون استثناء.