مليحة الأسعدي
رباه جئتك فالونى أرداني
أشكوك قلة حيلتي وهواني
رباه تحرقني المسافة كلما
حدَّقت فيها أو كظمت بياني
رباه مظلمتي بكفي خنتها
“كنت الضحية في المنى والجاني”
كنت التي باتت على أرق الهوى
الفضي تسأل من رأى ألواني
ما عدت أدري أي ظلٍ أرتدي
ما عدت أدري ما مدى أحزاني
رباه ما هذا الفؤاد تذيبه
لغة الزهور ونشوة الأوزان
“ملكته أمري” فخان تجلدي
وأضاف لي ضعفا لضعفٍ ثاني
رباه من لي والضعيف مؤملٌ
إن لم أعابث بالبكاء بناني
إن لم أغص وأشرئب وأنثني
إن لم أبعثر من رحيق جناني
رباه إني قد جرحتُ وريقة
وقد انتصرتُ لحبرها المتواني
ولقد رقصت مع الأريج وخنته
وقد استقلت عن السراب الواني
رباه كم سرقت يداي من الأسى
ولكم ذبحت تمرد الألحان
ولكم سطوت على خزائن مهجتي
ولكم نسجتُ من العلا أكفاني
وظلمتُني لم تبق أي وشاية
إلا وشيت بها إلى أشجاني
وسجنت روحي بين أركان الرؤى
وقتلتني كيدا على سجاني!
حتى الذين أحبهم أنكرتهم
وزرعت فهم دمعي الشيطاني
***
غفرااانك اللهم إني عائد
ما عاد بي من جاحدٍ وأناني
إن لم يكن بك أي سخطٍ همني
فقد استقلت إلى الربيع الثاني