حسن الوريث
عندما ترتكب السعودية جريمة في حق الشعب اليمني فإنها تعلن تشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة ما يعني أن المجرم يحقق في جريمته وبالتأكيد أن النتيجة ستكون إدانة الضحية وليس المجرم.. ويبدو أن اتحاد كرة القدم الذي يقيم في السعودية تأثر بهذا الأسلوب وشكل لجنة تحقيق في جريمته التي ارتكبها في حق الأندية المشاركة فيما يسمى بالدوري التنشيطي الذي يقام في مدينة سيئون، حيث أن هذا الاتحاد أعلن تشكيل لجنة للتحقيق مع نفسه في تلك الجريمة.
اتحاد كرة القدم تمخض فولد فأراً بهذه المهزلة التي أسماها الدوري التنشيطي والذي جاء ليس من أجل تنشيط اللعبة كما يفترض بل من أجل حصد المزيد من الأموال من الاتحادين الآسيوي والدولي وبعض الاتحادات التي تتصدق على الاتحاد وأعضائه بالفتات من المال مقابل الحصول على تنازلات معينة من هذا الاتحاد الذي سخَّر نفسه للبيع والشراء على حساب المبادئ والقيم والوطن، وقد تحدثنا عن هذه المهزلة وقلنا إن هذا الاتحاد الفاشل والعاجز يبحث من خلالها عن أمور بعيدة عن الرياضة أهمها الحصول على مكاسب مادية والتسول بالرياضة والرياضيين ،وهذا ليس بخاف على أحد بل إن أعضاء الاتحاد لا يخجلون من هذا الأمر ويتفاخرون بأنهم يتسولون ويضيفون الملايين إلى أرصدتهم في البنوك وقد يحصل البعض ممن يقوم بتسهيل هذه الأمور هنا على البعض منها.
مهزلة الدوري التنشيطي في طريقة تنظيمه ومراحله في كفة وما حصل في سيئون في كفة ،فمهزلة تسجيل اللاعب ناصر محمدوه والإجراءات التي قال عنها الاتحاد تبين أن الخلل يعود إلى قصور في لجنة التسجيل لديه وهذه تعتبر أم المهازل فكيف تعاقبون النادي الذي قام بالتسجيل وإجراءاته كانت صحيحة وفقاً لما أفادت به لجنتكم غير الموقرة وتعيدون المباراة بل وتوقفون اللاعب ..فهذه القرارات كارثة الكوارث وتؤكد أن الاتحاد يسير بشكل عشوائي وليس هناك لوائح وأنظمة تحكم عمله أو أنه المزاج أو تصفية حسابات لأن ما جرى ويجري لا يمكن أن يكون عفوياً.
وأنا هنا لن أتحدث عن القصور الكبير في أداء الاتحاد وعمله في كل شيء لكني سأطرح نقطة مهمة في موضوع اللاعب ناصر محمدوه الذي أوقفه الاتحاد وهو بريئ، فربما لم يجد الاتحاد من حلقة اضعف منه لأنه لا يمكن أن يعترف بأنه أخطأ وأن لجنة القيد والتسجيل لم تقم بالإجراءات الصحيحة ،والأمر إما أن يكون النادي أخطأ في إشراك اللاعب دون أن يستكمل الإجراءات القانونية اللازمة ،وعليه فإن النادي يستحق العقوبة وسحب نتيجة المباراة منه وإيقاف اللاعب أو أن تكون لجنة الاتحاد هي التي أخطأت وبالتالي يفترض أن تبقى النتيجة كما هي ويستمر اللاعب مع فريقه ومعاقبة اللجنة بعقوبة تتناسب مع الخطأ ،لكن أن يتم الأمر بهذه الطريقة فذلك كارثة ومأساة ،فقرارات الاتحاد غير منصفة ويجب عليهم أن يعتذروا للنادي الأهلي بصنعاء واللاعب لأن الخطأ كان منهم.
ما جرى في هذه المهزلة بالتأكيد يعبِّر عن جريمة ارتكبها الاتحاد ليس في حق النادي الأهلي بصنعاء واللاعب ناصر محمدوه ولكن في حق اللعبة والرياضة بشكل عام، كما يعبِّر إما عن قصور في اللوائح والأنظمة أو قصور في الفهم لدى أعضاء الاتحاد من الشيخ الرئيس المشغول باستثماراته وأشياء أخرى مروراً بنواب الرئيس والأمين العام المشغولين بجمع الأموال والتسول من دولة إلى دولة وصولاً إلى أعضاء الاتحاد الذين ليس لهم من الجمل سوى الفتات أو ما يتصدق به عليهم رئيس الاتحاد من اجل شراء سكوتهم وصمتهم على كل تلك المهازل، وأم هذه المهازل بالتأكيد هو ما جرى في سيئون.