حجم كلمتين.. أمام جرائم وفضائع آل سعود..

 

عبدالرحمن الشرفي
ضرب الله تعالى في سورة الكهف مثلا..
للرجلين اللذين كان أحدهما غنيا.. كثير المال، والأولاد.. والآخر قليل المال، والولد..
فقال الغني للفقير : ( أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)..
هاتان الكلمتان اللتان أعلن بهما الغني عما في نفسه.. من إعجابه بنفسه، والكبر الذي في صدره، وتكبر بهما على ذلك الفقير .. فآذاه بهما.. حيث جرح بهما مشاعره..
فسمى الله تعالى قائل هاتين الكلمتين المؤذيتين للفقير.. ظالما، وكافرا، ومشركا.. وسلبه بسببهما جميع ماله..
فقال تعالى حيث سماه ظالما : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ)..
وقال تعالى حيث سماه كافرا : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ…)..
وقال حيث سماه مشركا حاكيا إقراره بالشرك : ( يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا )..
وقال حيث سلبه جميع ماله : (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا … )..
فإذا كانت كل تلك الأحكام من الله تعالى .. جرت على ذلك الغني من أجل كلمتين.. صدرتا منه تجاه ذلك الفقير.. فآذتاه بجرح مشاعره..
فكيف تكون الأحكام الإلهية في حق آل سعود؟؟!! الذين تكبروا بغناهم الفاحش على الشعب اليمني..
فآذوهم بأقبح، وأشنع، وأفضع الأذى.. من القصف بالقنابل، والصواريخ، والخراب، والدمار، والقتل.. للأطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب، والمدنيين العزل.. وتقطيعهم أشلاء.. وفرض الحصار الاقتصادي عليهم.. وغير ذلك من الأذى الكبير والكثير والفضيع..
فما حجم تلك الكلمتين اللتين آذتا ذلك الفقير.. الصادرتين من ذلك الرجل الغني.. أمام كل تلك الجرائم والفظائع الصادرة من أعراب نجد والخليج .. أمراء النفط.. ضد الشعب اليمني؟؟!!
فإن قيل : لم يعجل الله تعالى بسلب هؤلاء الأعراب.. تلك الأموال التي تكبروا بها على الناس؟؟
يجاب : بأن الله تعالى قد ذكر في سورة الكهف قصة الرجلين.. وجعلها مثلا ليتعظ بها الآخرون.. ويعرفوا حكم الله تعالى في من جرى منه مثل ذلك.. من كونه ظالما كافرا مشركا..
وأما بالنسبة لتعجيل العقوبة.. فقد حكى في مواطن أخر من كتابه العزيز.. ما يدل على أنه لم يجعل وقوع العقوبة معجلة.. أمرا مطردا..
بل قد يعجلها في بعض المواطن.. كما في قصة الرجلين.. ويؤخرها في مواطن.. حيث قال الله تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).. وقال تعالى : (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )..
ثم في تلك القصة عظة وعبرة عظيمة ومهمة.. للجميع.. ليحذروا الوقوع في مثل تلك الآثام.. ولا يستسهلوها.. أو يستصغروا شيئا من ذلك.. ففي قصة الرجلين إنما كانتا كلمتين افتضتا كل تلك الأحكام..
ويؤخذ من ذلك أيضا مدى الحرمة التي جعلها الله تعالى.. للإنسان المسلم.. وحجم الأذية له عنده.. حيث رتب كل تلك الأحكام على مجرد المساس بمشاعره.. فكيف بما هو فوق المساس بالمشاعر.. من الإهانة أو القتل أو غير ذلك من الضرر..
إذاً فليحرص الإنسان كل الحرص في كلامه.. وليحرص في أفعاله.. وليحرص في نفسه عن الإعجاب والكبر والتكبر.. وغير ذلك من المعاصي والآثام..
أعاذنا الله تعالى من كل ما يسخطه.. ووفقنا لكل ما يحبه ويرضاه.

قد يعجبك ايضا