حسن الوريث
وليد فايع .. عبدالوهاب منشلين .. مجاهد الآنسي .. غمدان عبدالكريم .. حلمي الشرجبي .. عادل السنحاني .. محمد علي منشلين .. بدأت حديثي هذه المرة بكتابة هذه الأسماء التي يجب علينا جميعا كرياضيين أولا وكإعلاميين ثانيا أن نقف لهم احتراما وتقديرا لأنهم يستحقون ذلك فهؤلاء هم الطاقم الفني والإداري الذي يعمل بكل جد وإخلاص واجتهاد لإعادة إصلاح ما أفسدته أيادي البعض في لعبة رياضية تعتبر من أهم الألعاب الرياضية.
الكرة الطائرة تعتبر من الألعاب الرياضية التي تمتلك جمهوراً عريضاً على مستوى العالم، وتعتبر من ألعاب الصف الأول إلى جانب كرة القدم والسلة وألعاب القوى والطاولة، كما أنها من الألعاب البسيطة التي لا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لممارستها، لذلك فهي اللعبة التي تنتشر في الكثير من بلدان العالم ويلعبها الناس في الشوارع والأحياء والحدائق والمتنزهات، وبقدر هذه السهولة بقدر ما هي ممتعة وحماسية وهذا الذي يساعد في انتشارها، لكنها في اليمن انهارت وربما أنها الآن في طريقها إلى التلاشي.
وقبل أن نعود إلى الحديث عن هذه الكوكبة من المدربين والفنيين والإداريين لا بد أن نتحدث عن أسباب سقوط الكرة الطائرة في بلاد اليمن ولعل أهم سبب من وجهة نظري يعود إلى ذلك التصنيف العجيب الذي انتهجته وزارة الشباب والرياضة وصندوقها في عملية صرف موازنات الأندية الرياضية التي كانت تعطي النصيب الأوفر لكرة القدم بينما الألعاب الأخرى ومنها الطائرة تقتات بالفتات -كما يُقال- الأمر الذي جعل الأندية تتخلص من هذه اللعبة ومن كثير من الألعاب وتهرب منها كما يهرب الشخص السليم من الشخص المجذوم، فالأندية تحسبها بحسابات الربح والخسارة، حيث يقولون إنه من غير المعقول أن ينفق النادي سبعة إلى عشرة ملايين على هذه اللعبة وفي نهاية الموسم يستلم ستمائة ألف أو حتى مليوناً من الوزارة وصندوقها مخصصات واعتمادات لهذه اللعبة، وبالتالي فالتخلص منها أفضل حفاظا على أموال النادي وهذا الكلام سمعته أنا بنفسي من أكثر من إداري في الأندية.
ولعل السبب الثاني من حيث الأهمية في تدهور وانهيار هذه اللعبة هو الاتحاد العام للكرة الطائرة نفسه، فعندما لا يقوم بواجباته ومسؤولياته التي وجد من أجل القيام بها فإن النتيجة ما حصل من انهيار كبير وسقوط لهذه اللعبة الجميلة وتتوالى الأسباب لكن في النهاية كلها تقود إلى أن الكرة الطائرة في اليمن يتخلى عنها الجميع ولولا هذه الكوكبة من المدربين والفنيين والإداريين الذين مازالوا يحاربون من أجل إبقاء هذه اللعبة لكانت اندثرت وانتهت تماماً فما يقوم بها هؤلاء من عمل ويبذلون من جهود هي التي تبقي على محركات الطائرة تعمل رغم الصعوبات والعراقيل التي يواجهونها والخذلان من الوزارة والصندوق والاتحاد العام الذي يغرد في وديان أخرى.
لعبة الكرة الطائرة في بلاد اليمن تحدثنا عنها كثيراً وحذرنا مراراً وتكراراً من أنها ستنتهي وتندثر لكن الجهات المسؤولة شعارها “أذن من طين وأذن من عجين” أو أن “الصاحب المخسر عدو مبين” وهم يعتبرون أن هذه اللعبة خسارتها أكثر من أرباحها وهذا يجعلهم يتخلصون منها بسرعة البرق وهذه هي الكارثة، ولأن نظرتهم ضيقة فقد استخدموا أبسط وأسرع وسيلة هي رمي الكرة والتخلص منها ولو أنهم فكروا وأعملوا عقولهم وبحثوا عن آليات وطرق واستفادوا من العالم الذي يتقدم بسرعة البرق في جوانب الاستثمار الرياضي لكانت رياضتنا الآن غير، ولو أنهم استثمروا ما تمتلكه البلاد من مواهب بشرية وتعاملوا معها بالطريقة المناسبة لعادت إليهم الأموال التي ينفقونها أضعافاً مضاعفة.
ختاماً.. سأقول لهذه الكوكبة الذهبية عليكم الاستمرار في عملكم ومواصلة جهودكم التي أتوقع لها أن تثمر فما شاهدته في البطولات التي تنظموها بجهودكم الذاتية يؤشر لنجاح قادم، وأتمنى أن تعملوا على تنظيم بطولات في المدارس والجامعات والأحياء والاستفادة من نادي الشرطة ورئيسه الذي يثني عليه الجميع وهو فعلاً يستحق، فلولا هذا النادي الذي مازال متمسكاً باللعبة لضاعت مثلما ضاعت في الأندية الأخرى، ولا تثنيكم عن مواصلة العمل والجهد أي عراقيل من أي جهة كانت حتى تعود الطائرة اليمنية للإقلاع من جديد.