مؤسسة المعنى والمدلول.. 

زيارات فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمختلف وحدات القوات المسلحة والتي يقوم بها خلال تواجده في أي محافظة من محافظات الجمهورية لها مدلول واحد ومن خلالها يوجøöه رسالة واحدة والمتلقي دائما◌ٍ واحد.
المدلول للاهتمام بالمؤسسة الوطنية الأنموذج هو أن الوطن كله يختزل فيها¡ ولأن عطاءها هو المتجدد دوما◌ٍ والناصع طوال الوقت فهي المعنية بالحفاظ على الوطن كمساحة جغرافية وهي صمام الأمان الذي يحتمي الجميع به.. فالمدلول إذا◌ٍ ينبع من تقدير هو تقدير المواطن لهذه المؤسسة التي أفرادها هم أول من يقدمون حياتهم دفاعا◌ٍ عن مكتسباته¡ وما تحقق له وما يتحقق كل يوم..
والرسالة التي توجه دوما◌ٍ وأبدا◌ٍ من خلال الاهتمام بها تكون في مواجهة رسائل مهزوزة لأطراف تنظر للجانب المظلم في كل شيء.. فيحاولون الإساءة إلى مؤسسة يختزل فيها حب الوطن.. ويختزل في أدائها التضحية التي هي غائبة عن الأصوات النشاز والتي لا تستطيع إلاø أن تظل مستفيدة داخلة دائما◌ٍ في الربح غير الشريف¡ والتي تعتبر أن جنوحها لرغبة الوطن في استشراف آفاق المستقبل خسارة لها¡ فقد تعودت أن تساوم في قضاياه¡ ولذلك تظل منزعجة في حامي حمى الوطن الذي هو مؤسسة القوات المسلحة.
ويدلنا تاريخ الوطن اليمني منذ الستينيات أن ما تحقق جاء بوحي من صمود هذه المؤسسة في الدفاع عن الوجود والتصدي لكل المحاولات التي فشلت في إعادتنا إلى الوراء دوما◌ٍ.. والمحطات معروفة في نجاح الثورة اليمنية وتجذرها وتحولها إلى وعي عام وثقافة وسلوك وممارسة¡ والإنجاز الأبرز في الثاني والعشرين من مايو 1990م حين توحدت البندقية الحامية مع الكلمة التي كانت توثيقا◌ٍ بإعادة اللحمة.
والآن يجري التشكيك بهذه المؤسسة في الوقت الذي يتبدى الاهتزاز في جوانب وممكنات أخرى كلما أرسلت نظرها علø خ◌ِل◌ِلا◌ٍ ما يمكنها من الاختراق وجدت مؤسسة متين بناؤها¡ واضح هدفها¡ وحماية وطن محاط بحب أبنائه السياج الوحيد إلى جانب التفاف الناس ضمانة وحيدة لبقاء الوطن اليمني عالي الهمة قادرا◌ٍ على استيضاح معالم الطريق..
اليمن كله مختزل في مؤسسة عنوانها التضحية بالغالي والنفيس في الدفاع عن مكسب تحقق¡ ولا تفريط فيه مهما غلى الثمن.. وببلوغ الوطن اليمني عامه العشرين يكون الرد قاسيا◌ٍ على كل أولئك دعاة الفرقة والشتات والانفصال والعودة إلى الوراء إذا ما كانوا يمتلكون عقلا◌ٍ أن يرضخوا ليس للقمع الذي يتخيلونه¡ أو فرض الرأي لا.. بل يرضخون لمنطق الأشياء والذي أول خطواته العودة إلى جادة العقل والانخراط في عملية بناء الوطن في ظل ثوابت متفق عليها وتحميها المؤسسة الأنموذج وما دونها وتحت السقف اليمني يمكن الحديث عن كل شيء..
إن التذرع بواهيات الأمور واختراع الأسباب والمبررات والادعاء واختلاق الأكاذيب لن يؤثر على المسيرة مهما بدا أن لليل بعض الأيدي لكنها الأيادي المرتجفة¡ إذú ماذا ينتظر الإنسان من يد تخرج من وسط ظلام سوى أنها تكون مطلية بالسواد.. هي لحظة فاصلة.. على الجميع أن يرى رأس خيطها¡ والذكي من لا يفلت زمامها.. ودخول الوطن إلى عامه الحادي والعشرين سيكون بلاشك علامة فارقة.. والشجاعة التي عليها أفراد القوات المسلحة والأمن هي المطلوب أن يتأثر بها المترددون والمرجفون وإن كان ذلك عليهم كبيرا◌ٍ..
 لكن الوطن الذي يغفر قادر على أن يعفو من جديد.. بشرط واحد وحيد أن تكون الرجعة نهائية والأمر مطروح ليس أمامهم فقط¡ بل من يمارسون السياسة بأقل الأساليب تحضرا◌ٍ وشفافية وانتماء للعصر.. إن الباب لايزال مفتوحا◌ٍ¡ ونخشى أن تأتي اللحظة التي ترد في وجوههم فسيجدون أنفسهم منبوذين من الناس.. لأن اللحظة أيضا◌ٍ تتطلب تحليا◌ٍ خارجا◌ٍ عن المألوف للوصول إلى الشجاعة.
ويكفي أن نذكر أن الوطن محمي بمؤسسة أنموذج لايهمه تخرصات المتخرصين¡ ولا يعنيه ترددهم إن أرادوا مواصلة التردد والسير عكس مجرى النهر. فالوطن اليمني سائر باتجاه المستقبل واستحقاقاته القادمة آتية بلا ريب ومن لا يريد أن يلحق فليظل واقفا◌ٍ هناك حيث تسمرت أقدامه وتخشبت رؤاه.. وتجمدø عقله وفعله.. فالفعل الوطني مستمر.. وعلى المتخاذلين أن يعيدوا التفكير.. فالوقت يضيق بالفعل.

قد يعجبك ايضا