قصاص العاشر من محرم
عبدالفتاح علي البنوس
في الثامن من أغسطس الماضي امتدت أيادي الغدر والخيانة والإجرام والعمالة لتغتال المجاهد إبراهيم بدرالدين الحوثي ومرافقه محمد حسين قاسم البدر في العاصمة صنعاء في عملية إجرامية غادرة وجبانة لحساب قوى العدوان ، مستغلين بساطة وتواضع الشهيد إبراهيم الحوثي وعدم استعراضه بالمرافقين خلال تحركاته والمواقف التي يحضر فيها لرأب الصدع وإصلاح ذات البين كمسار ومنهج وسلوك تربى ونشأ عليه ، حيث ظن القتلة أنهم في مأمن من استأجرهم لتنفيذ هذه الجريمة ، وأن العدالة لن تطالهم بعد أن وصلوا معقل المرتزقة في مارب .
الأجهزة الأمنية وفور اللحظات الأولى التي أعقبت ارتكاب الجريمة باشرت جمع الأدلة وشرعت في التحقيق مع المشتبه بتورطهم في الجريمة بناء على المعطيات التي خلصت إليها نتائج التحقيقات والتي أوصلت إلى تسمية المجرم الذي ارتكب الجريمة والذي يدعى محمد علي قايد ضاوي ، والذي تشير التحريات التي اجرتها أجهزة الاستخبارات إلى تواجده في مدينة مأرب ، لتبدأ بعد ذلك مهمة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية والتي نجحت في وقت قياسي في تحديد مكان المدعو محمد ضاوي ، وبدأت في رصد تحركاته والمناطق التي يرتادها لتتوج كل هذه الجهود بتنفيذ عملية نوعية استهدفت رأس الأفعى المجرم محمد ضاوي مساء الثلاثاء العاشر من محرم الموافق العاشر من سبتمبر ، هناك في عمق العدو ، وفي المناطق الخاضعة لسيطرته، وبالتحديد في مارب التي تمثل المنطقة الأكثر تشديدا فيما يتعلق بالإجراءات والاحتياطات الأمنية ، ولكنها تهاوت وتلاشت وبدت واهية واهنة أمام رجال الله الذين قاموا بتحييدها ونفذوا العملية باحترافية مهنية أصابت الأعداء بالذهول ، وخلقت في أوساطهم حالة من الرعب .
قرابة الشهر هي المدة التي تفصل بين ارتكاب الجريمة والقصاص من القاتل ، وهو زمن قياسي تحقق فيه انجاز أمني واستخباراتي مذهل ، عكس القدرات والإمكانيات الاستخباراتية التي تمتلكها وزارة الداخلية في ظل الظروف الراهنة بكل تعقيداتها ، أرسلت معها قيادة وزارة الداخلية وأجهزتها الاستخباراتية رسالة قوية للمرتزقة وأسيادهم من السعوديين والإماراتيين مفادها أن لا عاصم لهم من بأس رجال الأمن البواسل وأبطال الجيش واللجان الشعبية ، وأن من يحاول منهم إقلاق الأمن والسكينة العامة في مناطق السلطة الشرعية اليمنية الممثلة للإرادة الشعبية المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ، لن يكون في مأمن ، ولن تنفعه ريالات السعودية ، ولا دراهم الإمارات ، وستكون نهايته الحتمية مماثلة للنهاية التي عليها المجرم الصريع محمد ضاوي ، الذي لم تنفعه الأموال التي منحت له لتنفيذ جريمته البشعة ، والتي أوصلته إلى جهنم وبئس المصير ، ومنحت الشهيد إبراهيم الحوثي وصهره الشهيد محمد البدر وسام الشهادة الذي لطالما صالا وجالا في مختلف الجبهات بحثا عنه ، وطمعا فيه .
بالمختصر المفيد، نهاية الخونة العملاء أمثال الصريع ضاوي ومن على شاكلته ، نهاية مخزية ومذلة أمام الله وخلقه ، وهي نهاية من سار خلف إغراءات الأعداء وباع نفسه بالمال المدنس ، وتحول إلى أداة بأيديهم يقتل هنا ويبطش هناك ، لقد ولى زمان الفوضى ، وكما وعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بقطع كل يد تمتد لتعبث بأمن واستقرار اليمن وتهدد حياة اليمنيين بالخطر ، ها هي العيون الساهرة تترجم ذلك عمليا ، متوعدة كل من تسول لهم أنفسهم بسلك مسلك الغدر والخيانة والعمالة والإجرام بالقصاص العادل الرادع ، رحم الله الشهيد المجاهد إبراهيم بدر الدين الحوثي والشهيد محمد البدر وكل الشهداء العظماء الأبرار ، والخزي والعار لكل الخونة العملاء ومن دار في فلكهم .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .