العدوان الإماراتي على المرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
أكثر من ٣٠٠ قتيل وجريح من مرتزقة الريال السعودي سقطوا في عدن وأبين جراء القصف الجوي للطيران الإماراتي الذي دشن قصفه لمرتزقة السعودية أثناء توجههم لتعزيز قوات حكومة الفنادق وخلال تمركزهم في عدن بعد دحر مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الموالية للإمارات والتي سبق وأن أحكمت سيطرتها على عدن وأبين وحاولت السيطرة على شبوة قبل أن تتعرض للهزيمة مما اضطرها إلى التراجع للوراء بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
أكثر من ٣٠٠ما بين قتيل وجريح غالبيتهم من أنصار الزنداني الذي وصف التحالف والعدوان السعودي الإماراتي على بلادنا بأنه فضل من الله، ومن رفاق صعتر الذي تغزل وهام في السعودية والإمارات وأثنى عليهما وطالبهما بقتل ٢٤مليون يمني ليبقى هو وأمثاله على قيد الحياة، ومن أتباع اليدومي الذي ذرف الدموع بعد مرور عام على العدوان مطالبا السعودي والإماراتي بمواصلة عدوانهما مترجيا إياهما بأن لا يتركانه في منتصف الطريق حد وصفه، من طبلوا للإمارات وتحالفوا معها وقاتلوا تحت رايتها، وتسابقت قياداتهم لزيارتها وأخذ التوجيهات منها، وباركوا جرائمها التي ارتكبتها في حق أبناء شعبنا على مدى أربع سنوات، ها هم اليوم يسقون من نفس الكأس، يتساقطون قتلى وجرحى على وقع قصف طائرات تحالف العدوان، ويتعرضون لصنوف التنكيل على مرأى ومسمع الجميع.
مرتزقة السعودية يقتلون اليوم بطائرات من قالوا أنهم جاءوا من أجل تحريرهم من الانقلابيين واستعادة شرعيتهم المزعومة، ذات الطائرات التي أشبعت المحافظات اليمنية قصفا وتدميرا طيلة السنوات الماضية، ها هي تقصف الشرعية التي قالوا بأنهم جاءوا من أجلها، انكشف المستور، وتجلت الحقائق، وسقطت كل الأقنعة ولم يعد هناك مجال للمغالطة واللف والدوران، فماذا ينتظر اليدومي والآنسي وصعتر والديلمي والحسن أبكر والعرادة وبقية قيادات الإصلاح المرتهنون للرياض وريالاتها ؟؟!!! هل أدركوا بأن المخطط الإماراتي الأمريكي يستهدفهم قبل غيرهم، وأن ما يحصل في الجنوب تأكيد على ذلك ؟!! الوقت يمر ورهانهم على السعودية رهان خاسر، فالإماراتي يتحرك بتنسيق سعودي أمريكي، والهدف هو اجتثاث الإصلاح من الجنوب، كخطوة أولى تسبق إعلان الانفصال الذي يشتغل عليه الجميع.
إن من يعول على أكذوبة الشرعية، كمن يعول على السراب في الحصول على الماء، والبيان الهزيل الذي صدر عن الدنبوع والذي جاء عقب قصف الإمارات للمرتزقة في عدن وأبين، يؤكد أن استمرارية الوقوف خلف الشرعية الدنبوعية مدعاة للسخرية وضرب من ضروب الحماقة، هادي كان وما يزال وسيظل دمية رخيصة، ولن يمتلك الجرأة لأن ينتقد الإمارات، ولذا توقعوا المزيد من الضربات، فالإماراتي صاحب مشروع وهو الآن يعمل على تنفيذه بالتنسيق مع السعودية وأمريكا.
بالمختصر المفيد، العدوان الإماراتي على مرتزقة السعودية في الجنوب، تأكيد عملي على أن السعودي والإماراتي يخططان لتصفية الجنوبيين والخلاص من مرتزقتهما باختلاق صراعات ونزاعات مناطقية وسياسية، وعبر القصف والاستهداف المباشر، ليتمكنا من اقتسام الغنائم في ما بينهما، ونحن إذ ندين هذا العدوان الإماراتي السافر في سياق إدانتنا للعدوان والحرب التي تشنها السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل وبقية دول تحالف قرن الشيطان، فإننا نؤكد على أن المقاومة والحراك الوطني الشعبي الثوري هو الخيار الوحيد والسبيل الأنسب الكفيل بإفشال المخططات وإجهاض المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب خاصة والوطن عامة، فالمحتل لن يدحر بالانبطاح لمحتل آخر، فكلاهما يحملان نفس المشروع ونفس الأهداف التي تخدم مصالحهما، ومن يستنجد بالسعودي لإنقاذه من الإماراتي كالذي يستجير من الرمضاء بالنار، ولن يتوقف إجرامهما إلا بتحرير الوطن من دنسهما والعودة إلى حضن الوطن، حينها سيكون مصير اليمنيين بأيديهم وستكون طاولة الحوار قادرة بإذن الله وتوفيقه على حل كافة القضايا ومعالجة مختلف الملفات الشائكة، والوصول إلى صيغة توافقية مرضية ومقنعة للجميع على قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.