في خضم ذلك يشير الشهيد القائد إلى أن التنمية من منظار الدول الرأسمالية تأتي في سياق استغلال تدني أجور الأيادي العاملة، لا سيما وأن من دوافع توجه الشركات المتعددة الجنسيات إلى الاستثمار في الدول النامية هو انخفاض تكاليف العمالة، حيث تسعى تلك الشركات إلى زيادة أرباحها باستغلال واستنزاف الأيادي العاملة الرخيصة نظراً لانخفاض تكاليف العمالة في الدول النامية، حيث يقول:” لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا” ويصل الشهيد القائد إلى القول: أن ” التنمية لهم هنا وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ، لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول الصناعية”.
وللشركات متعددة الجنسيات آثار اقتصادية سلبية على الدول النامية ، ومنها الدول العربية والإسلامية ويجب أن لا يغيب عن البال أن هذه الشركات لا تعرف سوى لغة تحقيق الربح ولجأت إلى استغلال الأيدي العاملة الرخيصة في الدول النامية والفقيرة من خلال إقامة فروعها ومصانعها في هذه الدول، وجعلها مناطق تجارية خاضعة لهيمنتها مستفيدة من الحوافز والإجراءات التي تفرضها منظمة التجارة العالمية على الدول التي تسعى لإزالة القيود والحوافز والعوائق أمام حرية حركة السلع والخدمات ورؤوس الأموال، وجعلها صناعة متطورة تنافس الصناعة الوطنية الضعيفة والتقليدية في هذه الدولة.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي