الثورة / عادل محمد
الحقائق التي أدركها الرأي العام العالمي والإسلامي أن تحالف الحرب الذي يواصل ممارساته الإجرامية في اليمن في دوره التخريبي وفي عمالته لأمريكا وإسرائيل وفي مؤامراته على شعوب المنطقة لا يمت لمبادئ وقيم الإسلام ولا تعاليم الدين الحنيف بأي صلة أبداً، بل بد تحالف العدوان على اليمن اليوم شاذاً عن الأمة، وبدا أنه ليس أكثر من كونه أداة، ليس سوى أداة بيد دول الاستعلاء والهيمنة.
عن دور المسجد في إحياء قيم الدفاع عن الوطن في ظل العدوان والحصار التقت “الثورة” العديد من الشخصيات العلمائية وهنا المحصلة:
الحشد والتعبئة
الأستاذ عمار الربيدي أوضح أن الجهاد هو امان للدين والدنيا، وهو دفاع عن الروح والحرية والكرامة وإقامة الحق والمسجد هو المدرسة والجامعة التي يتعلم فيها المسلمون القيم والأخلاق والأداب وصفات الخير والبر والعمل النافع ومن المسجد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بالحشد والتعبئة الجهادية.
وأضاف: العلماء كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أكثر علماء الأمة (إنما العلماء ورثة الأنبياء) وبما أن العلماء هم ورثة الأنبياء فإن الأنبياء والرسل عليهم السلام ما بعثوا إلا لتبيلغ الديانات والرسالات وعندما وجد في بعض الأحيان من ينكر هذه الديانات والرسالات من أهل الجحود والكبر أدى إلى إيذاء الأنبياء والرسل وأتباعهم الذين اتبعوا أنبياء الله وفي بعض الأحيان كان يؤدي ذلك إلى اضطهاد الرسل وأتباعهم ومحاولة تهجيرهم وإخراجهم عن مواطنهم وبلدانهم ولكن كما سجل لنا القرآن بعض مواجهة أنبياء الله ومن تبعهم من المؤمنين والمخلصين وكما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر من وطنه ودافع عن شريعة الله وبعد الجهاد الكبير والدائم مع الكفار وإعلاء كلمة الله وعاد إلى بلده ووطنه فاتحاً منتصراً وإنه مما تركز عليه وقامت عليه تبليع الرسالات ونشر دين الله وشريعته ونهجه وهو الأساس الأعظم بعد التعليم والتبليغ هو الجهاد في سبيل اله ومن أجل إعلاء كلمة الله ودين الله ونهجه وشرعه الذي هو أساس العدل والمساواة والحب والسلام والأمان، فلذا كان الجهاد من الأعمال المهمة في دين الإسلام ولذا قال عنه صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف الطويل حديث معاذ بن جبل وحديثه عن الإسلام فقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم (وذروة سنامه الجهاد) أي القمة العالية والمهمة في الإسلام هي الجهاد لأننا لو نظرنا لماذا شرع الله الجهاد في الإسلام لعلمنا فضله وغايته وأهدافه لأن الجهاد هو أمان للدين والدنيا، هو دفاع عن الروح والحرية والكرامة والعزة والشرف والحقوق والحضارة والاقتصاد والمجتمع وغير ذلك لأن الجهاد هو إقامة الحق وإزهاق الباطل هو قصم الظالم وعون للمظلوم هو خوف على الكفار والجاحدين والمنافقين والخونة والعملاء والفاسدين وهو أمان للضعفاء والمساكين والفقراء والمحتاجين لأن هؤلاء المساكين هم خيار وزبدة المجتمع وهم الذين يقدمون ارواحهم واموالهم وأبناءهم فداء للدين والوطن والقضية والشعب والأمة، ومنها خرج القادة والسادة والعلماء والمصلحون وأولياء الله وأنصاره وأنصار دينه لذا جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنة) رواه أبو يعلى.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم من مات مرابطاُ في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر رواه أبن ماجه، وزاد الطبرني في الأوسط والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه، وريح برزقه، يزوج سبعين حوراء، وقبل …. أشفع إلى أن يفزع من الحساب ويدل على كل ذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* ُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ) فالجهاد شأنه عظيم وفضله كبير لا يعلم ولا يحصى أجر المجاهد إلا الله، فلذلك كم حث رسول الله في عدة مواقف وأماكن ومن أهمها المسجد وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بالحشد والتعبئة الجهادية لأن المسجد هو بيت الله ومنه يصعد العمل الصالح إلى رب العباد، وهو في نفس الوقت وزارة الدفاع والداخلية وهيئة الأركان والقيادة العليا للدفاع عن بيضة الإسلام وحقوق الأنام وهو المدرسة والجامعة التي تعلم فيها المسلمون كل القيم والأخلاق والأداب والصفات من الخير والبر والعمل الصالح والقوة والشجاعة والجسارة والبطولة والتضحية والشموخ والعزة والإباء والإيثار والإعزاز والإجلال.
المحراب والميدان
الأخ كرار أحمد الوحصي تحدث قائلاً: إن الجهاد بوابة الحرية والاستقلال ومن خلال المسجد يتحرك المجاهدون إلى التصدي لأي عدوان غاشم فقد سمي المحراب مأخوذ من كلمة حرب .
وأضاف: المسجد هو أهم مؤسسة توعوية وإرشادية للناس وتبصيرهم بطريق الحرب والكرامة والاستقلال وعدم الخضوع للمستكبرين هذه المؤسسة الدينية ومن خلال دورها الرائد يصل الناس إلى الوعي الكامل بخطورة أعداء الأمة وكشف مؤامراتهم وفضحهم على حقيقتهم ومن خلال المسجد يتحرك المجاهدون إلى التصدي لأي عدوان غاشم على هذا البلد أو أي بلد إسلامي.
الجهاد في سبيل الله هو بذل الجهد في جميع المجالات لإقامة دين الله فلولا الجهاد لكنا أمة تحت أقدام المستعمرين إذا لا غرابة أن يكون الجهاد هو بوابة الحرية والاستقلال لأنه يبعد عن الأمة الذل والهوان والخسارة والاستعباد والخزي والعار، فالجهاد أعظم تجارة فهو في الدنيا عزة وكرامة وإباء وحرية ومبادئ عظيمة وفي الأخرة نجاح وسعادة في جنات الله ورضوانه.
دور فاعل
عن دور المسجد في إحياء قيم الدفاع عن الوطن ودور المسجد في توعية الأجيال بخطورة العدوان الذي تتعرض له بلادنا تحدث الأستاذ عبده علي الوتيحي قائلاً: في هذه المرحلة الخطيرة والاستثنائية لما يتعرض له بلدنا وأمتنا من عدوان غاشم وحصار جائر وحرب ضروس بما في ذلك الحرب الناعمة التي تستهدف الإنسان أخلاقياً ودينياً ومبدئياً فلقد حرصنا أن يكون للمسجد دوره وحضوره الفاعل لتحصين المجتمع من الحرب الناعمة التي تفسد النفوس وتفسد الأمة فكانت الرسالة للعدو قوية وبفضل الله ستكون الثمرة مثمرة للأجيال بفضل الله سبحانه وتعالى.
وكما قال الإمام علي عليه السلام( الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه) وكما قال سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وكما قال الإمام زيد عليه السلام ( ما ترك قوم قط حر السيوف إلا ذلوا) فالجهاد فيه عزتنا وفيه كرامتنا وفيه حقوقنا وحرياتنا فبدون الجهاد ستكون الأمة ذليلة وخاضعة وممتهنة ويعتلي عليها الطواغيت والظلمة والمجرمون لكن عندما تتحرك الامة تجاهد وتقاتل سيكون النصر والغلبة والتمكين لمن يستجيبون لله ولرسوله ولأولي الأمر وكما قال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
قاعدة عسكرية
الأخ عبدالولي الفاضلي أكد أن للمسجد دورا هاما في مسيرة الحضارة الإسلامية ونوه إلى أهمية إحياء دور المسجد في الوقت الراهن لمواجهة هجمة التضليل التي يتعرض لها أبناء الوطن العربي والإسلامي .
وقال: للمسجد في الحضارة العربية والإسلامية دور هام في مسار إحياء قيم الجهاد والدفاع عن الأوطان فالمسجد منذ العهد النبوي كان أشبه بقاعدة عسكرية للدفاع عن الدين ورفع رأية الإسلام، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى تفعيل دور المساجد لتعليم أبنائنا أسس الثقافة الإسلامية ومواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الجيل العربي والإسلامي، لقد منّ الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة بظهور المسيرة القرآنية التي أعادت للأمة عزتها وكرامتها.
لقد أحيت المسيرة القرآنية قيم الجهاد والدفاع عن الوطن، وبالجهاد في سبيل الله ينتصر الحق ويزهق حلف الشيطان وأوليائه.
الثقافة القرآنية
الأخ سامح بن محمد الوظاف – مستشار بناء القدرات أوضح أن بناء المسجد هو عمل قام به الرسول الخاتم محم صلى الله عليه وآله وسلم عندما قدم إلى المدينة المنورة في إشارة مهمة تتمثل بأن بناء الدولة وبناء الإنسان يبدا من هذه النقطة وهي المسجد، وشعبنا اليمني اليوم يعمل على إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الدينية من خلال إقامة المراكز الصيفية التي تهدف إلى رفد الطلاب بالثقافة القرآنية ليكونوا خلفاء الله في أرضه الذين سيرتقي بهم وطنهم وفي رحاب المسجد نعلم الأبناء دستور الحياة وعمران الأرض “القرآن الكريم” الذي هو دليل الإنسان لعمارة الأرض وبناء الحضارات.