اللواء علي الحيمي :اقتحمت البوابة الشرقية لقصر الوصول.. والاستيلاء عليه أول انتصارات ليلة ثورة 26 سبتمبر


لقاء/ أحمد حسن الطيار –

ضغوط إخوان الحسن على البدر لإعدام الضباط الأحرار ومن معهم من خريجي الكليات العسكرية جعلنا نسرع بإعلان الثورة
احتلال القصر كان هدفا استراتيجيا لأن مخازنه مملؤة بالذخائر والأسلحة والأموال المكرسة لخدمة الأسرة الحاكمة
كتبنا وصايانا ليلة الثورة وانطلاقنا نبذل الروح والجسد لإنقاذ الوطن من الحكم الجائر
كنا نوفر وقود الدبابة أثناء التدريب استعدادا لساعة الصفر
حين كانت الوفود الأجنبية المهنئة بجلوس البدر على كرسي الحكم تغط في نوم عميق بغرف قصر الوصول التابع للمملكة المتوكلية كأحدث القصور فخامة وأناقة كان الملازم ثان علي بن علي الحيمي ورفيقاه الملازمان علي الحجري وعلي السوسوة قد أحكما السيطرة على فنائه فجرا واقتحموا بدبابتهم تي 32 الروسية بوابته الحجرية دون هوادة معلنين أن عهد الملكية قد ولى وأن على الحراس والعسكر هناك الانضمام للثورة وتسليم القصر دون شرط .
قصر الوصول والمسمى اليوم “القصر الجمهوري” كان هدفا استراتيجيا بالدرجة الأولى للثوار الأحرار فهذا القصر يمتلئ بدرونه بالأموال المكدسة والأسلحة والذخائر والاستيلاء عليها يعد هدفا استراتيجيا لإنجاح الثورة واستمرارا لنشاطها وهذا ما تم بالفعل .
في هذه القصة البطولية التي يحكيها لنا بطلها اللواء علي بن علي الحيمي نحس بالفخر والاعتزاز تجاه القادة العظام من بذلوا أرواحهم في سبيل الارتقاء بهذا الوطن فمع التفاصيل :

اللواء علي الحيمي في سطور
اسمي علي بن علي عبدالله الحيمي ولدت عام 1943م في مدينة ( الكبس ) خولان الطيال الثالث لأربعة إخوة أشقاء توفي والدي رحمة الله _ وأنا في السنة الخامسة من العمر وبعد عام واحد فقط من وفاة والدي دخلنا الأشقاء الثلاثة _ مدرسة الأيتام ثم أكملت الدراسة الأساسية بالأيتام ومن ثم انتقلت إلى المدرسة المتوسطة وكانت مدرسة واحدة بصنعاء فقط ثم درست الثانوية وبعد التخرج التحقت بالكلية الحربية في الدفعة الثانية عام 1958م وتخرجت عام 1961م برتبة ملازم ثان والتحقت بمدرسة الأسلحة بفوج البدر مسئولا عن الدبابات وكنت ضمن خلية الملازم علي عبد المغني في خلايا الضباط الأحرار كلفت ليلة الثورة باقتحام قصر الوصول (القصر الجمهوري )ونجحنا في ذلك والحمد لله عملت قائدا للواء رداع ثم قائدا للواء إب ومسئولا بوزارة الدفاع ثم ملحقا عسكريا بموسكو أنا حاليا أمين عام هيئة مناضلي الثورة اليمنية.
مراحل
* برأيكم ما الأحداث والمراحل التي قادت لثورة سبتمبر ¿
– الثورة في 26 سبتمبر لم تكن وليدة اللحظة بل كانت نتيجة وعي تمخض عبر سنوات من التجربة والاطلاع على الأوضاع في البلد فالثوار كانوا على علم بالأخطاء التي وقع فيها من قام بثورة 48م وصمموا على تجاوزها أخذوا دروسا وعظات استفادوا منها يضاف إلى ذلك أن هناك وعياٍ كاملاٍ تبلور بواسطة أساتذتنا في الكلية الحربية فثورة 1948 م كنا درسناها وإنها كانت من قادة عظام لكن مشكلتهم أنهم تولوا السلطة وتركوا الحدود مفتوحة فتم التآمر عليهم بمستوى دولي حينها بدأٍ من دول الخليج ومن يدورون في فلكه.
دخول الكلية
* كيف دخلت الكلية الحربية¿ وكيف كان سير الدراسة والإعداد للثورة¿
– الكلية الحربية كانت مغلقة منذ العام 1944م وفي عام 1958م تم إقناع البد ر بفتح الكلية ووافق فدخلت الدفة الأولى وعلى رأسها الشهيد محمد مطر زيد وبعد ستة أشهر انتخاب الدفعة الثانية بعد الدفعة الأولى المكونة من أربعين طالبا وتم اختياري ضمن الدفعة الثانية وكان عددنا 60 طالبا تم انتخابهم من المدارس الثانوية الثلاث( الثانوية والعلمية ودار المعلمين ) وكان على رأسنا الزميل علي عبد المغني والذي يعتبر مهندس الثورة وقائدها الأول في الكلية كان يدرسنا أساتذة وضباط مصريون قاموا بتنوير الطلبة في الكلية بما يجري في العالم ودفعونا لتشكيل حلقات سرية ثورية.
* متى تخرجت من الكلية وأين عملت بعد ذلك¿
– تخرجت سنة 1961م وصرت ملازماٍ ثانياٍ وبعدها تم تحويلي للعمل في فوج البدر كتيبة الدبابات ودرست ستة أشهر دورة دبابات متقدمة ومدفعية وتم توزيعنا الخريجين من الكلية “10 دبابات و10 مدفعية و10 إشارة و10 مشاة” وكنت من ضمن الذين اختيروا ليكونوا في فوج البدر كتيبة الدبابات والتي تم إحضارها من باجل وهي ضمن صفقة أسلحة اشتراها البدر من الاتحاد السوفييتي عام 1956م فوصلت إلى الميناء ولم يسمح لها بالإفراج إلا بعض المصفحات والعربات فقط فيما بقت الأسلحة الثقيلة هناك تلعب فيها الفئران لأن الإمام خاف أن تستعمل ضد حكمه وكانت متوقفة في باجل حتى قامت الثورة.
* هل كانت الثورة ضرورة حتمية ¿
– نعم كانت ضرورة حتمية لا مناص منها كان الشعب يعيش حالة مزرية من الفقر والجوع وتفتك به الأمراض والإمام والأسرة الحاكمة لم تحرك ساكنا ولم تقم بواجبها تجاه الرعية فكان قيام الثورة استجابة لحق الشعب ولتخليصه من هذه المعاناة الكبيرة.
تنظيم الضباط الأحرار
* كيف التحقت بتنظيم الضباط الأحرار¿
– في مطلع العام 1961م بدأت عملية تنظيم خليتنا التنظيمية في إطار تنظيم الضباط الأحرار والذي حرص الإخوة الزملاء الضباط الأحرار على السرية المطلقة لكل خلية من خلايا التنظيم بشكل عام بحيث لا تعرف أية خلية في التنظيم أي شيء يذكر عن الخلايا الأخرى لا من حيث الأسماء وأدوارهم والمسئولية التي أنيطت بهم سواء داخل التنظيم أو خارجه عدا أقدم عضو في كل خلية باعتباره حلقة الوصل بين خليته والخلايا الأخرى .
في صباح أحد الأيام قام الشهيد محمد الشراعي وقد انتهينا من حصة التدريب الميداني الصباحي في الفوج وفي نفس ساحة التدريب في الفوج بالالتقاء بي على انفراد وبعد أن تنحينا جانبا طرح علي أن الملازم علي عبد المغني العقل المفكر للثورة طلب أن نجتمع في مكان نراه مناسبا نستطيع فيه بحث مهمة تشكيل خلية سرية ضمن الخلايا الأخرى لتنظيم الضباط الأحرار وكان الأشخاص الزملاء الذين طلب منا الاجتماع معهم وهم (علي عبد المغني – محمد صالح الشراعي – يحيى الحياسي – ناجي المسيلي )وحينها وبعد لحظات من التفكير أبديت استعداداٍ بأن يكون اجتماعنا الأول وفي فترة بعد الظهر في نفس اليوم في منزلي الكائن بحارة القاسمي وكان إيجاراٍ نسكنه أنا وأشقائي وهو ملك السيد علي بن إبراهيم وهو قريب من الكلية الحربية فوافق على اقتراحي وتم فعلا الاجتماع الأول لخمستنا ويومها ترأس الاجتماع الأخ الزميل علي عبد المغني في بداية الاجتماع قمنا بأداء القسم الوطني على المصحف الشريف والمسدس الذي كان يملكه علي عبد المغني ونص القسم كما يلي (أقسم بالله العظيم أن أعمل مخلصا لأمتي وبلادي وأن أفديهما وأن لا أفشي سرا ولو أدى إلى فقدان حياتي وخلال تلك الفترة كلفت بعمل استطلاع للرأي العام ودراسته والتنسيق مع القوى الوطنية في القطاعين المدني والإداري وعمل تقارير للخلية عن تحركات واتجاهات الرأي العام نحو العمل الوطني والثورة.
ليلة الثورة
* ما هي المهمة التي كلفت بها ليلة الثورة وكيف سارت معك الأوضاع¿
– أود الإشارة إلى إنه منذ اللحظات الأولى لإعلان موت الإمام أحمد كان كل زميل منا يحس باقتراب ساعة الصفر للتحرك قبل أن تصدر لنا أي أوامر وبلاغات قيادية عسكرية وما هي إلا ساعات حتى بلغنا بأن نكون على أهبة الاستعداد لأي حدث طارئ أو أمر نبلغ به وبعد الانتهاء من مراسيم دفن الإمام أحمد وسمعنا خطاب البدر الذي القاه بمناسبة اعتلاه العرش كان لنا جرس إنذار زد على ذلك الضغط من إخوان الحسن على البدر وتقديمهم له قائمة بالضباط الأحرار ومن معهم من الخريجين من الكليات العسكرية التي قدموها لأبيه قبل موته بأربعة أشهر ولما بلغنا بالاستعداد والتأهب الفعلي قام كل واحد منا بعملية التفتيش والفحص وتنظيف الدبابات بصورة كاملة ودقيقة أنا بالنسبة لي كان دوري أنني احتل القصر المسمى دار الوصول وهو حاليا القصر الجمهوري وأنا كنت في الفوج وكان عملي مدرس سرية الدبابات وقد اخترت أحسن دبابة وقمت بتدريب الجنود على القيادة والرماية بها وأثناء التدريب كنا نعد الخطة ومن ضمنها عملية توفير الوقود (النفط ) للدبابة والذخيرة ولهذه قصة هنا يجب التحدث بها .
في أثناء التدريب كان المقرر عمل عدة دورات بالدبابة وطبعا هذا يكلف الكثير من الوقود وكنت أقوم بعمل دورة أو دورتين في الميدان وهذا جعلنا نستفيد من الوقود الذي كان يصرف للدبابة في اليوم وهذه الخطة مهمة لأهميتها ليلة التحرك حيث وفرنا وقوداٍ وخزناه في مكان آمن استعملناه ليلة الثورة كما قمنا أيضا بتوفير الذخيرة للدبابات وكانت عبارة عن 30 طلقة دبابات مخبأة في المخازن أثناء التدريب قلنا لهم اخرجوا هذه الذخيرة ندرب الجنود عليها ونقوم بعمل مناورات بها لكن قلنا فيما بعد لاجدوى من أن نضرب بهذه الذخيرة لأنها ستفزع السكان في صنعاء لشدة إنفجاراتها وقلنا خلاص سوف نحتفظ بها عندنا في الدبابات لكن رفض قائد الفوج آنذاك العقيد محمد حميد وتم إرجاعها للمخزن وهذه كانت أعيننا عليها وعرفنا مكان تخزينها وعرفنا أنها 30 طلقة قمنا بوضع خطة لكي يتم الاستيلاء عليها ليلة الثورة وتوزيعها من طلقتين طلقتين في أدنى الحالات وخمس طلقات في الأعلى لكل دبابة وكان في الفوج رشاشات وذخيرة وقد عملنا لمدة أربعة أيام متوالية في التنظيف والتفتيش على الدبابات وكنا نبلغ بين الحين والآخر بضرورة الاستعداد الكامل للتحرك باعتبارنا فرقة الاقتحام التي هي أول من يتحرك عند إعلان ساعة الصفر حيث كانت توزع من المستودع القريب من الفوج فعندما تحركنا ليلة الثورة الساعة الحادية عشرة مساءٍ كان بيننا اتفاق مع محسن جياش وهو مدير المستودع أن نخرج الرشاشات ونركبها على الدبابات ونجهزها وكانت هذه الرشاشات من سابق معطلة حيث قام قائد الفوج بفك آلة إطلاق النار منها خوفا من أن تستعمل في أي انقلاب على البدر .
* هل كنتم تشعرون بالخوف ليلة الثورة ¿
– في الحقيقة كنا قد كتبنا وصايانا ووضعناها في رسائل للأهل وكانت فرص الموت أكبر من الحياة إلا أن إرادة الله فوق كل إرادة أوصينا أننا بعنا الروح لله والوطن وكتبنا أن لايحزن علينا أحد.. فأرواحنا بذلناها لله والوطن وأردنا بهذا تخليص الشعب اليمني من المآسي التي تمر به في تلك الليلة وهي ليلة الأربعاء الموافق 25 سبتمبر 1962م بعد تسليم الوصية للوالدة وأشعرت الأهل أني مناوب وعدت إلى الفوج كما عاد بقية الزملاء وكان ذلك في تمام الساعة السابعة ثم دخلنا المستودع وقمنا بتجهيز الرشاشات والأشرطة كاملة وبعدها بلغنا بالطلوع إلى سطح الثكنات العسكرية لمبنى الفوج والملتقى مع سطح مبن مدرسة الأسلحة وذلك للقيام باستلام قذائف مدافع الدبابات من قبل ضباط الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة حيث كان في استقبالنا النقيب عبد اللطيف ضيف الله والملازم محمد صالح الشراعي ومجموعة من الضباط الزملاء لم أميزهم من شدة الظلام .
قصة
قصة تحركنا من الفوج قصة مثيرة حيث قام أقدمنا فيه الملازم أول عبد الرحمن الترزي بتوزيع المهمات والمواقع المكلف بها كل واحد منا كما وزع لكل واحد منا قادة أطقم الدبابات مسدس وأفراد الطقم رشاش أبو صحن مع الذخيرة.
ساعة الصفر
كنا قد تبلغنا قبل البدء في عملية التحرك بأن ساعة الصفر هي سماع طلقات نارية من قبل النقيب حسين السكري ومجموعة الضباط الأحرار الذين كانوا معه في الحرس الخاص للبدر والذين نسق معهم مسبقا باعتبارهم أعضاء في تنظيم الأحرار وكلفوا بعملية فدائية شجاعة لاغتيال البدر داخل قصر البشائر وفي نفس الليلة يكون سماع الطلقات هو الإشارة لساعة الصفر للتحرك من قبل فرق الاقتحام ولما تأخر موعد الإشارة التي كنا ننتظرها وقلوبنا قد بلغت الحناجر تلقينا أمراٍ بالتحرك والاقتحام دون أي انتظار أو تمهل .. وقد سبق وان تم توزيع ضباط كلية الطيران كطاقم للدبابات لأننا لم نكن قد وثقنا بغيرهم إلى حد ساعة الصفر وتحركنا في الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الخميس ليلة 26 سبتمبر وقد تسلمت مهمي باحتلال قصر الوصول.
التحرك ليلا
قصة الخروج ليلا بدبابة قصة مثيرة وكان معي في الدبابة اثنان من الزملاء الضباط هما الملازم ثان علي الحجري و الملازم ثان عبد الرحمن السوسوة كطاقم للدبابات الأول على المدفع والثاني معه الرشاش وأنا أسوق الدبابة وأقودها خرجنا من الفوج حسب موعد الاتفاق ولما وصلنا إلى جانب الخندق أي الجسر الذي تمر فوقه الطريق المسفلت شارع الزبيري والقريب من مدرسة الشرطة العسكرية وعند تأخر الدبابة التي كانت أمامي تقدمت مواصلا الزحف ولما وصلت إلى محاذاة مقبرة خزيمة أي مكان التقاطع المؤدي حاليا إلى شارع علي عبد المغني وعلى هذا التقاطع أردت الخروج عن الطريق المسفلت الوحيد حين ذات للاتجاه نحو باب خزيمة الضخم والمغلق فدورت الدبابة مما أدى إلى اصطدامها بأحد أعمدة الكهرباء حيث توصل سلك التيار إلى جسم الدبابة فأحدث عملية سالب وموجب نتج عنها لهيب أخضر يتفجر أمامي فأطفأ نور الدبابة ونور المدينة في آن واحد وحينها تبادر إلى ذهني بأن الإمام البدر وأعوانه قد عرفوا تحركنا ويضربون بمدافع البازوكا الذي اعتقدت أن ذلك اللهب هو لها فما كان مني إلا أن زودت السرعة وبدون نور ولما وصلت باب خزيمة وجدته مغلقا أثرت اقتحام السور من الجانب الغربي الذي كان السور للمدينة حينذاك أثناء اقتحامي للسور تراكمت الأتربة وارتفع الغبار الكثيف أمام الدبابة وقفزت الدبابة وكان الشهيد علي الحجري ممسكا بيده كتلة المدفع فتصطدم فمه على مؤخرة المدفع فكسرت ثناياه فصرخ للألم تدفق الدم من فمه فقلت له (صبرك نحن قادمين على ما هو أسوأ )واسمرينا في السير حتى وصلنا الهدف وجدنا باب القصر الخارجي الشرقي وعندما سمع الحرس صوت زمجرة الدبابة لاذوا بالفرار من داخل ثكناتهم إلى مختلف اتجاهات حديقة القصر الخلفية غربا وجنوبا وتسلقوا الأشجار يسترقون السمع ويختلسون النظرات لأي حركة أو صوت أصدرهاا نحوهم ولما لم يفتح لي البوابة الخارجية اقتحمته بالدبابة فخر الباب على الأرض فأحدث الجنزير خدشاٍ للدعامة الحجرية ظل معلما لليلة الثورة لعدة سنوا .
وبعد اقتحامي للبوابة الخارجية الشرقية للقصر رأيت أحد موظفي القصر يتوارى فطلبت منه أن يجمع جنود الحرس الملكي الخاص وأن يطمئنهم فهذه ثورة الجيش والشعب والذي هم جزء منه وهم وكل من في القصر في أمان والمطلوب الآن هو تسليم مفاتيح القصر حسب أوامر القيادة العليا للثورة فأت الشاوش يحيى مساعد وسلمني المفاتيح فاستلمت القصر وأنا أحمل رأسي على كفي .
الوفود الأجنبية
ومع طلوع شمس الصباح ليوم الخميس 26 سبتمبر قمت ألتقيت مع أعضاء الوفود الذين كانوا ينزلون دار الوصول وشرحت لهم باقتضاب عن الدوافع والأهداف التي دفعت الجيش والشعب اليمني للثورة فابدوا ارتياحهم وأبدوا رغبتهم في المغادرة إلى بلدانهم فحزموا حقائبهم واتجه كل وفد إلى مقر السفارات والقنصلية المعتمدة في صنعاء وتعز حينذاك وقد بقيت مرابطا مع الدبابة في القصر لمدة أسبوع لم أخرج من بابه قط.
* هل كان معكم فرقة حماية تأمين ومشاة ¿
– لم يكن معنا أحد وهذا يؤكد مدى الشجاعة التي كنا نتحلى بها فلم نكن نخاف من الهزيمة ونتائجها والتي كانت قطع الرؤوس وهذه من الدروس المستفادة التي يجب أن تكون دائما في الجيش لم يكن معنا جهاز لاسلكي ولا أكل ولا شرب ولاشيء من المتطلبات الضرورية التي يحتاجها الإنسان وقد أحسسنا بأن حلوقنا تكاد تتقطع من شدة العطش كما نفدت منا الذخيرة وخفنا أن ينكشف أمرنا فينقضوا علينا .
* ماذا عملت في القصر بعد استلامه ¿
– استمريت فيه أسبوعاٍ كاملاٍ وخلال هذا الأسبوع وصلتني مجموعة من المشاة والتأمين من عدة جهات وفي نهاية الأسبوع قدم المشير السلال الذي تسلم القيادة بالحضور للقصر هنا وقام برئاسة اجتماع للضباط الأحرار والقيادة السياسية آنذاك وقاموا بتفقد ما بداخل القصر من ثروة مالية وذخيرة وكانت بكمية كبيرة أسهمت بقوة في دعم الثورة وتم الصرف منها لنفقات الثورة والثوار.

قد يعجبك ايضا