
مذكرات والدي الكاملة هي رصد واقعي لأحداث الثورة ستضع النقاط على الحروف عندما ترى النور قريباٍ
وثيقة الإرياني الموقعة بيده ومعه الشيخ الأحمر وصبرة في اجتماع الحديدة تكذب ادعاءات الانقلابيين على السلال
تعتبر مذكرات المشير عبدالله السلال – أول رئيس لليمن- إحدى أهم وثائق الثورة اليمنية التي لم تنل حقها إلى اليوم من التوثيق والرصد التاريخي بكل تجلياتها وهي تضع النقاط على الحروف لتضيف حقائق ووقائع جديدة بتجرد وأمانة متناهية تنسب الأحداث إلى ابطالها الفعليين انصافا وتصحيحا لتاريخ الثورة اليمنية ومسارها من الاجحاف والزيف !
وتكشف من هو القائد الفعلي للثورة .. خصوصا مع قرب نشرها العام الحالي. بعض هذه الحقائق وغيرها من أحداث الثورة اليمنية الأم وسيرتها وكيفية انبثاقها واندفاع الشعب اليمني للذود عن حياضها في 42جبهة عسكرية جاءت على لسان النجل الاكبر للمشير وهو اللواء علي عبدالله الذي اثراها في حديث مطول أجرته »الثورة« – الصحيفة – معه بالكثير من الوقائع من منظور شهادات ضابط مخضرم عايشها لحظة بلحظة وشارك وهو مازال في ريعان الشباب في مختلف أحداثها ودافع عن الثورة السبتمبرية في اكثر من جبهة إلى جانب معظم زملائه من تنظيم الضباط الأحرار وغيرهم من الثوار مدنيين وعسكريين وصولا إلى غيرها من التحولات السياسية والاحداث المثيرة التي تناولناها خلال الحوار الشيق الطويل فتكونت هذه المحصلة التي نضعها أمام القارئ الكريم:
مِضامينú المذكرات واتجاهاتها
● نْريد أن نعرف في البداية اين هي مْذكرات المْشير السِلال ¿
> مذكرات والدي المشير عبدالله السلال كانت ستخرج للنشر ..لكننا اختلفنا مع اخوتي حول الوقت المناسب لنشرها وهي محفوظة في خزنة احد البنوك وجاءت مذكرات القاضي عبدالرحمن الارياني المشمولة بكثير من المغالطات والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة فقررنا جميعا نشر مذكرات والدنا المرحوم لأننا نعتبرها شهادة للتاريخ وملكا لكل ابناء شعبنا وهي المرجع الوحيد لكل المذكرات الشخصية والوطنية ..فكل ما قدمه والدي وما قدمته انا واجب وطني لانطلب عنه جزاء ولا شكورا .. بل أننا نطالب كل من يكتبْ مذكراته أن يكون منصفا وعادلا وطنيا غير متحيز لأن الفترة التي حكم فيها والدي كانت من أصعب الظروف التي مرت بها بلادنا كونه كان الوحيد الذي قبل ان يقود الثورة ويخرجْ لمواجهة الموت مع أبنائه ضباط الثورة .. كما أنه واجه 42 جبهة عسكرية بكل شجاعة وثبات ..بينما كان السياسيون الاخرون مشغولين بالمؤتمرات وحياكة المؤامرات والسعي وراء استلام الحكم من السلال ومن العسكر – ضباط الثورة كما كانوا يقولون منذ قيامها أنهم لا يريدون أن يكرروا ما حدث في مصر وأن العسكر يجب ان لا يحكموا ..في حين كان ضباط الثورة يرفضون أي منصب وزاري لانهم جندوا انفسهم لمواجهة الجبهات العسكرية .. حتى عندما عرضت عليهم مناصب في الحكومة العسكرية باقتراح من الأخ المناضل اللواء حسين الدفعي .. رفضوا جميعاٍٍ حتى أن والدي – رحمه الله- قال لحسين الدفعي : يا حسين السياسيون رافضون حكم العسكر وليس منهم في الحكم سوى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيس الاركان فكيف تطلبْ مني تشكيل حكومة ستشعل قيامتهم هم وأنصارهم من المشائخ ومراكز القوى التي بدأت تتشكل في ذلك الحين .
إنصاف التاريخ
● ماهي مضامين هذه المذكرات لوالدكم المشير واتجاهاتها¿
> تضمنت مذكرات والدي الكثير من الوقائع التي لم تشمل في معظم المذكرات وفيها إنصاف لضباط الثورة الحقيقيين الذين وضعوا رؤوسهم على اكفهم وخرجوا في تلك الليلة العظيمة – ليلة السادس والعشرين من سبتمبر1962م- وكذلك الذين خاضوا معارك الدفاع عن الثورة ونظامها الجمهوري في 42 جبهة عسكرية وانتشر الكثير منهم في تلك المعارك – وبإمكانك – يوجه اللواء علي السلال حديثه إلى المحرر – العودة إلى الكتاب الذي أصدرته مجموعة من ضباط الثورة لتطلع على اسماء أعضاء التنظيم من الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة ومن شارك معهم من القوى العسكرية والمدنية حتى تنشر المذكرات وبها كل الوقائع التي سبقت التحضير للثورة والاتصالات التي جرت بين المشير السلال ومجموعة من الضباط الاحرار وكشف وقائع الثورة كما سجلها في مذكراته .
صياغة اهداف الثورة
● كيف وضعت اهداف الثورة¿
– وضعتها قيادة التنظيم ولا يدعي أحد بأنها صيغت في مصر.. وأنها نفس الاهداف فأهداف الثورة اليمنية كانت ولاتزال عظيمة ساهم في اعدادها مدنيون وضباط من كبار السن أمثال الحاج عبدالله الجائفي – واللواء حسين السكري كذا اللواء عبدالكريم السكري واللواء عبداللطيف ضيف الله وغيرهم من شباب القوات المسلحة من قيادة التنظيم كما ساهم فيها مدنيون من الذين انضموا في وقت مبكر إلى التنظيم أمثال الاستاذ الكبير عبدالعزيز المقالح وغيرهم من الذين شاركوا في اجتماعات قيادة التنظيم .وتم صياغة بيان الثورة واهدافها في منزل الثائر عبدالسلام صبره .
حقائق انقلاب 5نوفمبر
● هناك لغط كبير حول احداث انقلاب 5 نوفمبر 1967م.. ماهي حقائقه .. وهل كان المشير السلال ضحيته ام انه كان على معرفة مسبقة بوقوع الانقلاب¿ الرجاء رفدنا بوثائق.
> الحقائق واضحة وجليه فقد كان رفض المشير السلال لاتفاقية الخرطوم التي تمت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز بإرسال لجنة من وزراء خارجية ثلاث دول هي الجزائر والسودان والمغرب من المشاركين في مؤتمر الخرطوم لتقديم تقرير عن الحالة التي تعيشها اليمن في ظل الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين على ان يجري بعدها استفتاء يخيرْ الشعب اليمني بين النظام الملكي البائد وبين النظام الجمهوري الجديد مما دفع المشير السلال لرفض هذا الاتفاق لسببين الأول :
- إن النظام الجمهوري قد قطع اشواطا كبيرة في السيطرة على كل المدن والقرى اليمنية طاردا القوى الملكية إلى خارج الحدود فإذا كان الهدف من الزيارة الوزارية الثلاثية المعلنة لليمن دراسة الموقف العسكري اليمني وزيارة المناطق التي يسيطر عليها النظام الجمهوري فأهلا وسهلا وإذا كان بهدف التمهيد لاستفتاء شعبي حول النظام الجمهوري فهذا الاستفتاء مرفوض نصا وروحا ٍلأن الخوف يكمن في أن يغرق الطرف الآخر الداعم للملكيين اليمن بالذهب والريالات فإن النظام الجمهوري سيصبحْ عندها في خطر بسبب فقر ميزانيته وعدم قدرته على مواجهة الاغراءات المالية للملكيين وانصارهم خصوصا وأن معظم ابناء الشعب اليمني فقراء وغير قادرين على فهم ما يحققه النظام الجمهوري لهم وأنه سيخرجْ هذا الشعب من الظلم والقهر والاستبداد ويخلصه من التخلف الشديد والثلاثي البغيض – الفقر والجوع والمرض - مما جعل انصار الدولة الإسلامية من القوى الثالثة من النظام السعودي تتقول على السلال وتصفه بأنه “شخص متطرف” لا يقبل التفاوض مع القوى الملكية خصوصا أسرة بيت حميد الدين وأوهموا في الوقت نفسه الطرف الجمهوري بأن السلال إن خرج من البلاد سيحلْ السلام وستعترف السعودية بالنظام الجمهوري وتتخلى عن القوى الملكية .
وهكذا اجتمعتú كْل القوى للتخلص منú السلال تحت زِعم هذا الوهم ثم خرج السلال في انقلاب 5 نوفمبر مع انه تم الاتفاق في اجتماع الحديدة بينه وبين الحاضرين من السياسيين على أن يذهب لطلب دعم عسكري من الدول الثلاث مصر والعراق والاتحاد السوفياتي ويعود رئيسا للمجلس العسكري الذي كان سيشكل من مجموعة من السياسيين العائدين من مصر وأنه – أي السلال زعيم البلاد وقائدها لن يتخلى أحد عنه -وهذه الوثيقة بحوزتنا موقعة من القاضي عبد الرحمن الارياني وعبدالله الاحمر والقاضي عبدالسلام صبر ومجموعة كبيرة من ضباط الثورة وانا احتفظ بها – أي الوثيقة – لإرفاقها بمذكرات المشير .. وليس للكلام الذي تردد انه كان يعلم بانقلاب أوأنه قال للشيخ عبدالله الأحمر كما زعم أنني مسافر وأوصيك بحفظ النظام الجمهوري والثورة ومبادئها فذلك محض افتراء.
والكلام هنا للمشير السلال الذي يقول وقد فوجئنا ونحن نتفاوض مع وزير الدفاع العراقي أنا واللواء عبدالله الضبي بالوزير يسألنا عن البيان الذي صدر في صنعاء وأن القاضي الارياني نائب الرئيس السلال قد قاد انقلابا وأقصى المشير عبدالله السلال وانتخب رئيسا لمجلس جمهوري .. هذه هي الحقيقة رغم ان المشير السلال في اول تصريح له بعد الانقلاب طالب الثوار بالحفاظ على النظام الجمهوري وعدم التفريط في الثورة ومبادئها السته .
بالوقائع السلال قائد الثورة
● يثار دائماٍ حديث حول القائد الفعلي للثورة.. هل هو عليعبدالمغني أم المشير السلال¿
– لو كان الشهيد علي عبدالمغني على قيد الحياة لأجاب عن هذا السؤال لأن المشير عبدالله السلال – رحمه الله – هو قائد الثورة الذي اختارته قيادة التنظيم ولو كان على عبدالمغني هو قائد الثورة لما كان موجودا في غرفة عمليات الثورة داخل الكلية الحربية بحيث انحصرت مهمته في الانضمام إلى اللواء حمود بيدر لاحتلال المدفعية وحماية مبنى الكلية الحربية – مقر قيادة الثورة لمنع المدفعية من ضرب مقر قيادة الثورة وذلك لقرب المدفعية من المقر وهي المهمة التي نجح فيها اللواء حمود بيدر بمفرده .
> واذا كنت تقصد بهذا السؤال هو أن علي عبدالمغني كان قائداٍ لتنظيم الضباط الأحرار فبالإمكان توجيه هذا السؤال إلى احد قيادات التنظيم فأنا اعلمْ – وهنا ما يزال الحديث للواء علي عبدالله السلال – أن الشهيد عبدالمغني كان مكلفاٍ من قبل التنظيم بالاتصالات بين التنظيم والقادة ومن تبقى منهم من ثوار 1948 وكذلك الاتصال بمحمد عبدالواحد – القائم بالأعمال المصري لإيصال برقية إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي وعد التنظيم بدعم الثورة بكل الامكانيات وختم حياته النضالية – والقصد هنا عبدالمغني – بالانضمام إلى زملائه الذين كانوا يقاتلون الفلول الملكية في جبهات القتال فتوجه إلى على رأس حملة عسكرية إلى خولان في طريقه إلى مدينة مارب وفي صرواح تآمر من كان متصلا بالقوى الملكية بمواجهة الحملة ومنعها من الوصول إلى مارب مما اضطر الشهيد القائد علي عبدالمغني للرد على المتآمرين مع مجموعته وقاتل بشجاعة واصرار على المقاومة حتى استشهد في المعركة- رحمه الله – وجزاه عن شعبه خير الجزاء .
مفتاح نجاح الثورة
● ماذا يمثل دور المشير السلال عندما رفد الثوار بالأسلحة من قصر السلاح وبالذات ذخيرة الدبابات ويقال لولا هذا الموقف المشرف لفشلت الثورة في مهدها .. إلى أي مدى تتفقون مع هذا الرأي ¿
> سأرد على هذا السؤال بصفتي احد الضباط المشاركين في احداث ليلة الثورة- لا كنجل المشير السلال – لقد كان الدور الذي اضطلع به المشير السلال ليلة الثورة اولا قبوله لقيادة الثورة لا كما يردد الحاقدون – بانه تردد ثم قبل ثانيا انتقاله من منزله مرتديا بدلته العسكرية إلى حارة البونية وابلاغه بتحرك ضباط التنظيم لحصار قصر الإمام البدر ولما وصل إلى البونية قابله هناك اللواء عبدالله الراعي – احد ضباط الثورة – وابلغه ان الاشتباكات قد بدأت بين القوات المحاصرة لقصر الإمام البدر وبين الحرس الملكي وبالتالي ليس بمقدوره الذهاب إلى القيادة لشدة الاشتباكات وخوفا على حياته عاد المشير السلال إلى منزله واتصل بالقاضي الثائر عبدالسلام صبره الذي كان احد المكلفين من التنظيم بإجراء اتصالات مع زملائه ثوار1948 والمشائخ وبعض المدنيين والذي تمكن من اقناع محمد الفسيل بعدم تسليم الرسالة التي حملها من محمد محمود الزبيري والأستاذ محمد احمد نعمان لتنظيم الضباط الاحرار – لأن الثورة قد شارفت على القيام ولن تمنعهم الرسالة التي طلبوا فيها من تنظيم الضباط الأحرار التمهل في قيام الثورة تعطي فرصة للبدر لاختباره ولأن محمد الفسيل كان مختفيا في منزل القاضي صبرة فقد اقتنع وأجل تسليم الرسالة ثم شارك في احداث الثورة بعد أن علم بأن تنظيم الضباط الأحرار قد قرروا القيام بالثورة دون تأخير أو انتظار لنصيحة احد .
ويواصل اللواء علي السلال حديثه بالقول :
اعود إلى اتصال المشير عبدالله السلال بالقاضي عبدالسلام صبره والذي طلب منه التعجيل بإرسال المدرعة التي وصلت وعليها الملازمان صالح الرحبي واحمد الرحومي – وهما من ضباط الثورة البارزين لتقل المشير السلال إلى مقر قيادة الثورة – مبنى الكلية الحربية سابقا – فالتقى هناك بمجموعة قيادة العمليات وسألهم ما لذي تحقق وماهي الاخفاقات التي اعترضت مسيرة عمليات الثورة فقدموا له تقريرا مفصلا ليصدر على إثره أمرا كتابيا يوجه مجموعة خلية الثورة للملازمين صالح الرحبي وصالح العروسي بفتح قصر السلاح مذيلا ذلك الامر اوالتوجيه بتوقيعه كونه امير الحرس الملكي – حتى يطمئنوا في حال فشل الثورة – لاسمح الله – وبفتح قصر السلاح فتحت أمامنا كل الأبواب الموصدة بعد أن نفذت ذخيرة ووقود الدبابات والمدرعات والمقاومة من قصر الإمام البدر على اشدها وبعدالتزود بما يلزم من الوقود والذخيرة تواصل قصف ودك قصر الإمام البدر وتم ضرب منازل سيوف الإسلام علي وأولاد الحسين وعبدالله بن الحسن الذين كانوا يوجهون اسلحتهم نحوالدبابات والمدرعات والضباط العاملين عليها – حتى أن مجموعة من الضباط اصيبوا بجراح خطيرة امثال الملازم عبدالله الراعي والملازم محمد السراجي والملازم يحيى المتوكل ونقلوا إلى مصر لتلقي العلاج لاحقا .
وهنا يصف اللواء علي السلال نتائج فتح قصر السلاح وانعاسكاتها الايجابية على معنويات الضباط الأحرار والثوار وهو باعتباره احدهم فينطلق مؤكدا صدق حديثه لمحرر هذه السطور بالقول:
واقول لك بصدق ان مجيء المشير السلال إلى القيادة لم ينقذنا من الفشل فحسب … بل انه اعطانا جرعة معنوية عالية مكنتنا من مواصلة ادوارنا كلُْ في مهمته المكلف بها ولقد كان لشجاعة ضباط الثورة وصمودهم ليلة قيامها أثر كبير في نجاح كل المهام الموكلة رغم حصول بعض الاخطاء وبروز بعض الصعاب.
وبالرغم من ذلك روجت بعض الاشاعات مردها بان تأخر المدرعة كان سبب انتظار قيادة التنظيم للمرحوم اللواء حمود الجائفي واشاعة اخرى تقول ان بعض قيادات التنظيم قد اوهموا اللواء عبدالله جزيلان – مدير الكلية الحربية – بأنه سيكون قائد الثورة في حال عدم موافقة المشير السلال وطلوعه لمبنى قيادة الثورة .. ولذلك تأخر إرسال المدرعة – حتى تأزمت المواقف في المواقع فأضحت الذخيرة والوقود على وشك النفاد فأسرعوا لإحضار قائد الثورة المشير عبدالله السلال الذي كان مرتديا بدلته العسكرية ومنتظرا في منزله حتى جاء وحل معظم المشاكل وأولها فتح قصر السلاح الذي فتح امام الثوار كل الأبواب الموصدة .
الوحدة قضية ايمان
● لاشك بأن تحقيق الوحدة اليمنية كان حاضرا وبقوة في وجدان قادة الثورة .. كيف تم التعامل مع هكذا قضية هامة بحجم الوطن¿
– لو لم يكن ضباط الثورة ومن كان معهم مؤمنين بقضية وحدة الوطن لما جاء في اهدافهم الستة تحقيق الوحدة الوطنية تمهيدا لتحقيق الوحدة العربية والتي تجسدْ هذا الهدف في وجدان الثوار وكل اليمنيين شمالا وجنوبا حتى تحقق هذا المبدأ الثوري في الثاني والعشرين من مايو1990م.
هتافات الثورة وراء هروب البدر
●ماذا عن كيفية استقبال المواطن لحدث الثورة السبتمبرية¿ وهل كانت الثورة متجسدة في وعي الناس بالشمال ¿
– استقبل المواطن اليمني هذا الحدث العظيم بحماس شديد وقوة واندفاع إذ هب كل المواطنين من المحافظات الشمالية والجنوبية بالآلاف للتسجيل في ملاك الحرس الوطني الذي تشكل بعد – قيام الثورة وأن سبب هروب الإمام البدر وتوقف المقاومة من قصره دار البشائر هو المواطن الذي خرج من المدارس والشوارع والمنازل للقيام بالمظاهرات هاتفاٍ بحياة الثورة وسقوط الحكم الملكي الإمامي وقد حاول حرس البدر وهم يقاومون من قصور سيف الإسلام وعملاء الإمامة إيهامه بسهولة القضاء على الثوار بقولهم له: انهم شويه ضباط سيتم ْ القضاء عليهم واعتقال الآخرين فلما سمعِ اصوات المظاهرات وهتافات المواطنين الهادرة الرافضة للحكم الإمامي ارتعد خوفا ورد على عكفته: انها ثورة الشعب بأكمله ليقرر بعدها الهروب والنجاة بحياته .
هبة ثورية
● انتصارات الثورة على المتآمرين من الداخل والخارج¿ كيف تصفونها ¿
- رغم الهجمة الشرسة على الثورة السبتمبرية فقد هب الجيش والشعب والقوى القبلية وفي مقدمتهم الحرس الوطني لمواجهة الهجمة منذ اليوم الأول وقبل وصول قوات مصر عبدالناصر وتمكنت تلك القوات الجمهورية من مواجهة المؤامرات الخارجية التي استهدفت وأد الثورة في مهدها بتوزيع اطنان من الذهب ومئات الآلاف من الريالات وشن حرب أهلية بين ابناء الشعب اليمني استمرت سبع سنوات شارك فيها الجيش الإيراني والأردني والاسرائيلي ومرتزقة من كثير من البلدان الأوروبية .. لكنها فشلت جميعها رغم حصار السبعين يوما ومحاولة اسقاط العاصمة صنعاء التي انهت تلك المحاولة بالفشل الذريع للقوات الملكية ومن تعاون معهم وانسحابهم وهم يجرون اذيال الخيبة والفشل والهزيمة الْمرة وهكذا انتصرت الثورة بفضل الذين خاضوا ملاحم البطولة والنضال بعد قيام الثورة واثناء حصار السبعين يوما .