سنوية الشهيد الصماد.. عنوان لمرحلة جديدة من مواجهة العدوان
علي الدرواني
لم تمر السنوية الأولى للشهيد الرئيس صالح الصماد مرور الكرام، على كل المستويات العسكرية والمدنية الشعبية والرسمية، بل كانت محطة فاصلة في تاريخ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وعنوان تحول هام في سياق التصدي لهذا العدوان، ونقطة فارقة على طريق تحويل الصمود الكبير الى انتصار اكبر بعون الله وتوفيقه.
على المستوى العسكري حقق الجيش واللجان الشعبية العديد من الانجازات على المستويات العسكرية الميدانية المختلفة، مستفتحا بها العام الخامس وفقا لوعد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ومهداة الى روح الشهيد الرئيس صالح الصماد، حيث ظهرت حالة الإمساك بزمام المبادرة بيد الجيش واللجان الشعبية من الناحية الميدانية في عدد من الجبهات، وعلى رأسها جبهة البيضاء بالتحديد في ذي ناعم حيث اعلن المتحدث العسكري عن السيطرة التامة على كامل المديرية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش المدعومة من الرياض وأبو ظبي، بما يعنيه هذا الانجاز من اعادة وصول الجبهات الى مديرية الزاهر، وتضاعف فرص تحقيق المزيد من التقدم في تلك الجبهة.
وفي ذات الاطار كشف المتحدث الرسمي عن آخر الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية بتحرير أكثر من 100 قرية سكنية وعشرات المواقع التي كان يتمركز فيها المرتزقة في العمليات الواسعة بجبهات الضالع، ووصلت القوات الى مشارف اهم معسكرات للغزاة والمرتزقة في محافظة الضالع والتي باتت في مرمى النيران، ومن غير المستبعد ان تكون هدفا في العمليات القادمة وتشهد تلك الجبهات تقدما جديدا للجيش واللجان الشعبية، مع ما تمثله هذه الانجازات والانتصارات من أهمية في قطع الطريق على تنفيذ مخططات العدوان في المناطق الوسطى واستهداف محافظة إب التي ظلت طوال هذه السنوات هدفا لمخططات العدوان الخبيثة واستطاعت بجهود الشرفاء من ابنائها الذين وقفوا ضد هذه المخططات على جميع المستويات الشعبية والميدانية، في مختلف المنعطفات التي تعرضت لها المحافظة، وهذه المرة كان لأبناء وقبائل العود الدور الكبير والمحوري في دحر عناصر الارتزاق من جبال العود ودعم الجيش واللجان الشعبية في هذه المعركة الحاسمة.
وبالانتقال الى الإضافات النوعية في مجال رفع القدرات الصاروخية فإن انظمام صاروخ “بدر F” الى الترسانة الصاروخية بالتزامن مع سنوية الشهيد الصماد، يحمل اكثر من دلالة على التحول الميداني القادم، ابتداء من هذه اللحظات، لا سيما اذا نظرنا الى طبيعة هذا الصاروخ ومميزاته العسكرية، سواء من ناحية دقة التصويب أو المدى الذي يصل الى 160 كم، والذي يجعل كل معسكرات الغزاة وتجمعهاتهم في الداخل هدفا سهلا، بل وحتى في عمق العدو السعودي الى مدى 160 كم، في عمق نجران وجيزان وعسير، وبأخذ التقنية التي يعمل بها هذه الصاروخ وانفجاره في الجو قبل الوصول الى الهدف بعشرين مترا ، نافثا عددا هائلا من الشظايا يصل عددها الى 14 ألف شظية، مايعني أن وصول هذا الصاروخ الى تجمع ما لقوات العدو سيجعلها في خبر كان، وقد رأينا مشاهد الإعلام الحربي سواء لعمليات تجرييبة للصاروخ او التنفيذ الميداني على قوات العدو، وكيف كان تاثيره، وهو ما ينقل المعركة الى مرحلة بالتاكيد لن تكون كسابقاتها، وسيعاني العدو الأمرين في مواجهة كل هذه التطورات.
من الانجازات التي تكتسب أهميتها أيضا من هذه السنوية، هو إسقاط الدفاعات الجوية في محافظة صعدة طائرة حديثة مقاتلة دون طيار سعودية، وهي من نوع “وينج لونج” الشبيهة بالطائرة الامريكية ام كيو 9، بعملية نوعية أظهرت مقدرة متقدمة لسلاح الدفاع الجوي لاصطياد هذا النوع من الطائرات، سيما اذا عرفنا ان هذه الطائرة قادرة على إطلاق خمسة أنواع من الذخائر بما في ذلك القنبلة العنقودية الموجهة بالأقمار الصناعية.. ومن عجائب القدر ان يسقط حطام هذه الطائرة في مزرعة الشهيد الصماد في مثل يوم استشهاده.
هذه الانجازات وغيرها لا يتسع المقام لذكرها، هي هدية الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية لروح الشهيد الرئيس، ولا يليق بروحه الا مثل هذه الانجازت والانتصارات، وقد عبر الشعب اليمني في صنعاء وصعدة والحديدة عن عظيم امتنانه للشهيد، وعن الوفاء لدمه الطاهر، والمضي في مشروعه الكبير تحت عنوان يد تحمي ويد تبني، وبإذن الله فإن دماء الشهيد وكل الشهداء ستروي شجرة الصمود اليماني لتثمر نصرا وعزة وكرامة يستحقها شعب الإيمان والحكمة.