
ظهر تلفزيون عدن في 11 سبتمبر 1969م كأول محطة تلفزيونية على مستوى منطقة الخليج والجزيرة العربية وبدأ العمل باللونين الأبيض والأسود وبإمكانيات متواضعة ولكنه سجل علامة فارقة في تاريخ الإعلام والصحافة العدنية خاصة واليمن عامة.
ونظمت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون حفلاٍ تكريمياٍ لـ268 من رواد الرعيل الأول لتلفزيون عدن بمناسبة الذكرى الـ49 لتأسيسه.
دنيا الإعلام واكبت الحدث والتقينا بعدد من المكرمين في سياق السطور التالية:
والبداية كانت مع المذيع وصاحب البرنامج الإذاعي والتلفزيوني الشهير (كلمتين اثنتين ـــ العلم والإنسان).. الإعلامي القدير أحمد عمر بن سلمان والذي قال إن شعوره اليوم وهو يشارك زملاء مهنة العمل الإعلامي في تلفزيون وقناة عدن هذه الفرحة والتكريم الذي جعله يستشعر ذكريات اللمسات الأولى لتلفزيون عدن بجبل التواهي بمدينة عدن.
وأشار إلى أن التكريم جاء ليذكره بقول المثل “عليك أن تعمل كل شيء جميل وألقه في البحر ودع الأمواج المتحركة تعود به لك من جديد” ولهذا نستلهم من ذلك أن كل من عمل واجتهد لابد أن يحصل على ثمار جهوده وإبداعاته سواء في الإعلام أو في الفنون والثقافة أو التربية والتعليم وغيرها من مجالات الحياة.
لافتا إلى أن التكريم يظل حقا مكتسبا لكل المبدعين على الدولة وكل القائمين على المؤسسات أن تتبنى مثل هذا الدعم والتحفيز لكل العاملين في القطاع الإعلامي الحكومي والأهلي .
ودعا بن سلمان الإعلاميين الجدد والصحفيين الذين يعيشون اليوم ثورة إعلامية إلكترونية وفضائية لا حدود لها أن يسخروا طاقاتهم الإبداعية وجهودهم المهنية موضحا أن مهمة العمل الإعلامي والصحفي إرشاد الجماهير وتوعيتهم وتثقيفهم وتبصيرهم بما يحقق لهم الحياة الكريمة والسعيدة.
ويقول المذيع المتميز ناصر بحاح: “إني أشعر بالفرحة الغامرة وأنا أحضر حفل التكريم لتجعلني أعود بالذكريات إلى السنوات الأولى من أعمارنا بوسط الإرشيف الجميل من الحياة والأداء الإعلامي المتميز رغم ما ينقصه من تقنيات حديثة في ذلك الوقت”.
وأضاف أنه ومن خلال تلفزيون عدن استطاع الجميع أن يوصل إلى جملة من الأعراف والمناهج الإذاعية والتلفزيونية على مستوى اليمن والوطن العربي ككل.
وقال: ما يسعنا من على منبر صفحة دنيا الإعلام إلا أن نترحم على زملائنا من الرعيل الأول الذين وافاهم الأجل وتحية نبعثها لكل الزملاء سواء من حضر ومن لم يسعفه الحظ أن يشاركنا هذه الفرحة الغالية على قلوبنا جميعا.
ـــ الأستاذة القديرة والمساهمة في البرامج الصحفية والإعلامية صباح منصر: إن الاحتفال بتأسيس تلفزيون عدن يؤكد أن مدينة عدن ومعلمها التاريخي والإعلامي الزاهر مازال وعلى مدى هذه السنوات الطويلة يحمل الكثير من الإبداعات على مستوى شبه الجزيرة العربية .
فنحن أتينا لنشاهد الفيلم الوثائقي الذي عرض أمام الجميع وهو يحمل صور كوادر من الرعيل الأول الذين لا يتسع المقام لذكرهم يسطرون أعمالهم الإعلامية والدرامية رغم الإمكانيات البسيطة ولكن روح العمل الواحد الجماعي والإدارات استطاعوا أن يحققوا النجاحات التي يلتمسها الجيل الجديد.
المخرج والمذيع بإذاعة وتلفزيون عدن بدر ناصر الحماطي يشير إلى أن العمل بداية الأمر بالاستوديو التلفزيوني كان بسيطا وخصوصا عندما كنا في الجبل ومبنى الإذاعة ومكتب النشر بموقع البحرية حاليا.
وإن من الذكريات الجميلة العمل المتواضع لم يكن لدينا كراسُ كافية مما يدفعنا إلى تغليف الخشب بالقماش ليتم الجلوس عليها ولهذا كان يتم تقديم أروع البرامج بهذه الإمكانيات البسيطة التي استطعنا أن نعكس الصورة الجمالية من خلال المتابع للبث الإذاعي وهو الأمر يعزز روح الأخوة والتفاهم والحرص على العمل في أحلك الظروف وإنجاح جميع الأعمال المقدمة.
واستطرد بالقول: إن التكريم ليس وحده يشعرنا بالفرحة ولكن حضور الجمهور المتلقي هو أكثر من خلق هذا الفرح الإعلامي الذي تتميز به مدينة عدن ثغر اليمن الباسم.
– المحرر ومعد البرامج الأستاذ علي سلام فارع هو الآخر يقول: مرت 49 عاما من تأسيس تلفزيون عدن وكذا 50 عاما على تأسيس إذاعة عدن الإخبارية ومازالت هاتان الوسيلتان تتألقان وتزخران بين القنوات العالمية رغم كل الظروف التي مرت وتمر بها عدن المعلم التاريخي والإعلامي.
لافتا إلى أننا نشعر بالفخر والاعتزاز أن تأتي هذه الذكرى للتأسيس وبعد مرور 49 عاما من الجهد والإبداع الإعلامي المرئي والمسموع والذي تطور وتحول العالم بهذه الطفرة الإعلامية إلى قرية أو مدينة واحدة دون أي حدود أو حواجز.
ووصف الأخ/ محمود البير -مدير إدارة الإرسال الإذاعي والتلفزيوني- التكريم بحد ذاته هو لفتة كريمة لعمال وموظفي الرعيل الأول لمحطة الإذاعة والتلفزيون هذه المحطات التي شهدتها عدن في وقت مبكر قبل سابقتها من المدن العربية.
شاكرا بنفس الوقت كل من نظم لهذا اليوم الذي يعد يوما عريقا ودافعا قويا لمواصلة المشوار الإعلامي وتأصيله في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.