خطوة فاعلة لنجاح التسويق ودفع الإنتاج


تعتبر محافظة صعدة الواقعة في شمال البلاد من أهم مناطق الإنتاج الزراعي في اليمن منذ القدم وقد قيل قديماٍ (كمهدي القضب إلى صعدة) وتشتهر صعدة بإنتاج الفواكه والخضروات ذات الجودة العالية والإنتاج المميز وتنوع المحاصيل الزراعية نظراٍ لتنوع التضاريس والمناخ والتربة الخصبة الصالحة لزراعة كافة المحاصيل الزراعية وإلى جانب زراعة الحبوب والمحاصيل النقدية (البن) يتم زراعة كل أنواع الفواكه والخضروات كـ(العنب (الكروم) والرمان والحمضيات (البرتقال واليوسفي والليمون) والتفاح والخوخ (الفرسك) والمشمش (البرقوق) والحبحب والموز وزراعة النخيل) وكذلك الخضروات (الطماطم البطاط البصل الخيار الجزر البامية ……) .
وتتميز محافظة صعدة بإنتاجها الزراعي الكبير وخصوصاٍ الفواكه والخضروات التي من خلالها تغطي نسبة كبيرة من احتياج الأسواق المحلية اليمنية وتصدر كميات كبيرة من الفواكه عالية الجودة إلى الأسواق الخارجية في دول الجوار.
ونظراٍ لحجم الإنتاج المتزايد للفواكه سنوياٍ أضحت مسألة تسويق المنتجات الزراعية الهاجس الأكبر لدى المرازعين والقيادات المسؤولة في المحافظة وعلى أمل خلق مناخات أفضل للتسويق عمدت قيادة المحافظة قبل ثلاث سنوات إلى إقامة مهرجان سنوي لفاكهة الرمان للدفع بعملية التسويق ويجري حالياٍ الإعداد للمهرجان الرابع للرمان الذي من المقرر إجراؤه خلال الفترة 17-19 سبتمبر في عاصمة المحافظة.
الأخ المهندس عبدالله عبدالكريم الوادعي مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة تحدث عن الإعداد للمهرجان وواقع الحركة الزراعية بالمحافظة بالقول:
– محافظة صعدة هي محافظة زراعية بامتياز وقرابة 80% من سكانها يعتمدون على العمل الزراعي ويعتبر المورد الاقتصادي الأول ومصدر العيش وبرغم أن المساحة الإجمالية لمحافظة صعدة تبلغ (29 ألف كيلو متر مربع) فإن إجمالي المساحة الزراعية الكلية يبلغ (50.726 هكتار) ومع ذلك لم يتم حتى الآن استغلال سوء جزء من هذه المساحة الكلية الصالحة للزراعة مما يعني أن محافظة صعدة يمكن أن تمثل واجهة اليمن الزراعية والإسهام بنسبة كبيرة في الناتج القومي للوطن خلال سنوات مقبلة إذا حظي القطاع الزراعي بدعم واهتمام من الدولة خاصة وأن جميع مقومات التوسع في استصلاح الأراضي الزراعية متوفرة وتوفر موارد الري وصلاحية الأراضي الزراعية لزراعة مختلف المحاصيل الزراعية من الحبوب والفواكه والخضروات وتمثل الفواكه والخضروات أكثر من ثلث المساحة الزراعية الحالية.
وعلى ضوء الاحصائيات فإن فاكهة الرمان تحتل المرتبة الأولى حيث تمتد في قرابة 4000 هكتار وتبلغ كمية الإنتاج 100.000 طن من الفاكهة يليها العنب في 1.200 هكتار وتنتج قرابة 20.000 طن من العنب والتفاح في مساحة 1.200 هكتار تنتج قرابة 20.000 طن من التفاح ويوجد في المحافظة 12000 بيت محمي لإنتاج الخيار وتبلغ مساحة زراعة الحبوب 15.084 هكتار تنتج 15.927 طن من الحبوب أما المحاصيل النقدية فمساحتها 3.471 هكتار تنتج 1.764 طناٍ من الحبوب.
وأضاف أن فاكهة الرمان في المحافظة هي الأكثر اتساعاٍ والأكثر إنتاجا وتمتاز بها صعدة عن غيرها ومحاصيل فاكهة الرمان في صعدة من أجود أنواع الرمان على مستوى الوطن العربي برمته وهي تغطي الأسواق المحلية في عموم المحافظات ويتم تصدير كميات هائلة إلى دول الجوار والتوسع في زراعتها مستمره ويتطلب ظروفاٍ أفضل في الإنتاج والتعليب والتسويق والتصدير.
وقد كان الأخ محافظ المحافظة الشيخ فارس محمد مناع الدور الأهم والأكبر في تبني وإعداد المهرجان الأول وماتلاه وحقق المهرجان خلال السنوات الثلاث الماضية مردودات إيجابية كبيرة ويهدف المهرجان إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان في المحافظة وربط المصدرين والمستثمرين بإنتاج هذه الفاكهة وفتح آفاق أفضل للتسويق والتصدير وفتح مجال للتنافس بين الجمعيات الزراعية والمصدرين والمستوردين لتقديم أفضل منتجاتهم كما أن المهرجان يقف أمام صعوبات ومشاكل هذه الفاكهة زراعة وإنتاجا ووضع الحلول والمعالجات لها ويكفل أيضا إيلاء إنتاج الرمان ومنتجاته أهمية كبيرة من خلال مشاركة كثير من الجهات والمستثمرين والصناعيين في المجال الزراعي وقد حرصنا في المهرجان الرابع للرمان على اختيار سوق الاتحاد التعاوني الزراعي مقراٍ للفعاليات لضمان مشاركات أكبر والتمكين لمختلف الجهات المشاركة في الترويج لمنتجاتها وبيع المنتجات والمشاركة الفاعلة في المهرجان حيث تكفلت الجهة المنظمة بكافة تكاليف إجراء هذه الفعاليات خدمة للزراعة والمزارعين في المحافظة وستتضمن فعاليات المهرجان إقامة عروض إرشادية متنوعة وحلقات نقاش ومحاضرات وعرض لمنتجات الرمان وبقية المنتجات الزراعية والرعوية في المحافظة وعرض كميات من المنتجات الزراعية للبيع المباشر لكبار المستهلكين كالأسواق ومراكز التسوق الكبرى والشركات والجهات المرتبطة بالإنتاج الزراعي.
الأخ/ حسين أحمد صبر المدير التنفيذي للمهرجان الرابع للرمان تحدث عن جوانب أهمية المهرجان والآثار الإيجابية التي أحدثتها المهرجانات السابقة فقال:
أشكر صحيفة”الثورة” على اهتمامها بهذه الفعالية الزراعية المهمة لهذه المحافظة الزراعية التي ترفد السوق المحلية بكثير من المنتجات الزراعية في مجال الفاكهة والخضروات بخلاف مايتم تصديره منها إلى الأسواق الخارجية والمهرجان الرابع للرمان يعول عليه تعزيز الايجابيات والنجاحات المتحققة خلال المهرجانات الثلاثة الماضية خاصة في ظل تزايد أعداد الجهات المشاركة من الجهات ذات العلاقة بالإنتاج الزراعي وارتفاع نسبة الإقبال من الزائرين والمزارعين في حضور هذه الفعاليات التي نتطلع من خلالها إلى زيادة القدرات والمهارات لدى المزارعين في أعمال الإنتاج والتسويق لهذه الفاكهة بما يكفل تعزيز الإنتاج وتطوير عملية التسويق والحفظ لهذه المنتجات وخلق إقبال أكبر في أوساط المصدرين لتبني عمليات التصدير ورفع مستوى الثقافة التصديرية لديهم وخلق التعاون الوثيق بين جهات الإنتاج وجهات التصدير لما من شأنه تحقيق فرص أكبر ووسائل أفضل.
ويمكن القول أنه في الواقع الراهن بلغ حجم ونسبة مايتم تصديره من منتجات فاكهة الرمان بحوالي 60.000 طن سنوياٍ بنسبة 60% فيما 40.000طن ونسبة 40% يتم تسويقه على الأسواق المحلية في مختلف المحافظات وقد شكلت المهرجانات الثلاثة السابقة عاملاٍ أساسيا في زيادة حجم المنتجات المصدرة للرمان وبالتالي زيادة الإنتاج والتوسع في زراعة الرمان وتحسين طرق الفرز والحف والتعبئة والتدريج لها والانتقال في عملية التسويق والنقل لهذه المنتجات من وسائل النقل المكشوفة إلى وسائل نقل مبردة وحديثة وزيادة السعة التخزينية للمخازن من 1200 طن إلى 450 طناٍ في اليوم الواحد وهيأت لفتح أسواق جديدة وتجاوزت السعودية إلى دول كثيرة كـ” الإمارات قطر عمان البحرينتركيا سوريا الأردن وغيرها نظراٍ لجودة هذه المنتجات وتميزها عن المنتجات المماثلة في بلدان أخرى ونأمل أن يكون هذه المهرجان رصيداٍ إضافياٍ لما تم تحقيقه من قبل.
تحديات تواجه التسويق
الأخ علي صالح اشيب مسؤول التوسيق الزراعي بمكتب الزراعة والري بالمحافظة تحدث عن مجمل التحديات التي تواجه التسويق الزراعي بقوله:
هناك جملة من التحديات التي تواجه عملية التسويق الزراعي في المحافظة منها تحديات متعلقة بالإنتاج وتتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج نظراٍ لعدم دخول كثير من وسائل الإنتاج الحديثة في عملية الإنتاج حتى الآن وزيادة نسبة التألف من المنتجات الزراعية في كثير من المواسم والذي يدفع بكثير من المزارعين إلى قطف المنتجات قبل أوانها من أجل البيع المبكر لها.
كما أن هناك تحديات تتعلق بالوسطاء «المصدرين للمنتجات» حيث يعمدون إلى احتكار لتسويق المنتجات والتحكم في اسعار السوق وارتفاع الارباح التي يحصلون عليها على حساب المنتجين وعدم اهتمامهم بطرق التسويق الحديثة أو الاسهام في مجال حفظ المنتجات بإنشاء الثلاجات المركزية لهذه المنتجات والسعي لفتح أسواق خارجية جديدة واعتماد المنتجين على عمليات التسويق والتصدير الفردي بعيداٍ عن العمل الجماعي.
كما أن الجهات الرسمية المعنية في وزارة الزراعة خاصة المرتبطة بالتسويق الزراعي لاتقدم أي عون أو مساعدة لإنجاح عملية التسويق وتبني عملية تصدير المنتجات الزراعية المطلوبة في الأسواق الخارجية بحيث لا تتوفر المعلومات الكافية عن الاتفاقات المبرمة مع بلادنا في مجال التبادل للمنتجات الزراعية وايجاد الأسواق الخارجية والتعريف بالإجراءات والقوانين المنظمة إذ تعتمد عملية التسويق الخارجي من خلال عرض المنتجين لنوعيات من هذه المنتجات على تجار وأسواق خارجية أو في المعارض الدولية لإيجاد الأسواق لهذه المنتجات وعدم قيام هذه الجهات الرسمية المعنية بمهام الترويج لهذه المنتجات .
كما أنه لا يسمح للبرادات اليمنية بالدخول بشكل منتظم من منفذ علب ومصاعب أخرى تحد من الدفع بالصادرات الزراعية لا تجد حلولاٍ لها.
ونتطلع إلى لفتة من وزارة الزراعة والري لمعالجة مثل هذه التحديات ووضع حلول لها للدفع بعمليتي التسويق والتصدير لهذه المنتجات الزراعية التي تشكل رافداٍ للدخل القومي وتعزيز حجم الصادرات اليمنية.

قد يعجبك ايضا