بالمختصر المفيد.. قصف الأنذال للأنذال
عبدالفتاح علي البنوس
الرخيص الذي باع نفسه ووطنه وأهله وناسه من أجل المال المدنس والكسب الرخيص ، يظل رخيصا في نظر الآخرين ، بمن فيهم أولئك الذين يدين لهم بالولاء والسمع والطاعة ، ويظل محط احتقارهم وسخريتهم مهما حاول أن يقدم من عرابين لإثبات العمق في العمالة والإخلاص في الخيانة والارتزاق ، فقد باع وطنه وشعبه ، ومن الطبيعي أن لا يثق فيه الغازي المحتل حتى وهو يقاتل في صفه ويقدم نفسه ضحية بالنيابة عنه ، ويدافع عن مشاريعه ، ويسعى لإنفاذ مخططاته.
حال بئيس وواقع محزن ونهاية مخزية لهؤلاء الأنذال الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتجندوا تحت لوائه ، وتحالفوا معه وقاتلوا في صفه وتحت رايته ، عندما يتم التفريط والتنكيل بهم من قبل أسيادهم وهم في ساحات المواجهة يقاتلون وطنهم وشعبهم بالنيابة عنهم مقابل ريالاتهم ودراهمهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولا تحميهم من الموت الذي يتخطف أرواحهم ، مئات الحوادث الممنهجة الموجهة بدقة التي تقوم بها طائرات العدوان والتي تستهدف المرتزقة الأنذال وهم في خط المواجهة أثناء شنهم لزحوفات أو خلال لحظات هروبهم من ضربات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، حوادث سقط ويسقط فيها المئات من القتلى الأنذال الذين لهثوا وراء المال المدنس ، وظنوا بأن السعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا ستحميهم من الموت وستحول طائراتهم بينها وبينه.
أمس الأول أقدمت طائرات السعودية على استهداف مجاميع من مرتزقتها في جبال الربعة بمديرية برط -محافظة الجوف أثناء قيامهم بشن زحف فاشل على مواقع الجيش واللجان الشعبية ، الأمر الذي أسفر عن مصرع أكثر من 35قتيلا وجريحا ، تناثرت أجسادهم إلى أشلاء متطايرة وتمزقت بقية الجثث بطريقة بشعة ، مشاهد مؤلمة ومحزنة تعكس حقارة ونذالة قوى العدوان ، وتظهر مدى استخفافهم واستهانتهم بأرواح المرتزقة الذين يقاتلون في صفهم ، فلا قيمة ولا مكانة ولا قدر لهم لذلك يتم استهدافهم بكل قذارة دونما اكتراث بفداحة ما قاموا به ، لأنهم يدركون بأن المرتزقة الأنذال بلا كرامة وأن علاجهم هو المال ، فما داموا خانوا وطنهم وتآمروا عليه وتحالفوا ضده من أجل المال ، فحتى وإن قتلوا فالمسألة عند السعودي والإماراتي تعالج بالمال بذريعة أن القصف تم عن طريق الخطأ والغلط كما هي العادة في كل الحوادث المماثلة التي يرتكبها طيران السعوديين والإماراتيين الأنذال في حق مرتزقتهم الأكثر منهم نذالة ووضاعة وانحطاطا.
بالمختصر المفيد ،من استرخص نفسه استرخصه الآخرون ، وهذا هو حال مرتزقة العدوان ، يقاتلون مع السعودي والإماراتي ضد وطنهم وشعبهم ، وفي الأخير يكونون هم كبش الفداء والضحية بأيدي أسيادهم ، نتيجة طبيعية ، وتصرف متوقع من معتد نذل تجاه مرتزق أكثر خسة ونذالة ، اللهم لا شماتة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.