قوى الغزاة والمرتزقة يستهدفون مطاحن البحر الأحمر في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي ومحاولات لتجويع الشعب اليمني
الثورة / خاص
لم يبق العدوان ومرتزقته أي حق من الحقوق التي كفلتها الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية إلا وانتهكوها، وتجاوزوا ذلك إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، آخرها قصف مرتزقة العدوان مطاحن البحر الأحمر في محافظة الحديدة أمس الأول تسبب بحريق صوامع الغلال، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي وإصرار على عدم الوفاء باتفاق السويد .
القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أوضح لـ”الثورة” أنه ليس بغريب أن يرتكب الغزاة والمرتزقة مثل هذه الأعمال الإجرامية المتمثلة في قصفهم المدفعي لمطاحن البحر الأحمر وإحراق صومعتين ، فقد سبق وأن استهدفوا مخازن صوامع الغلال ومستشفى الثورة والميناء والأحياء السكنية وخزانات المياه والمدارس والطرقات وكل مظهر من مظاهر الحياة، التي يجرمها كل قوانين الأرض والسماء خلال الأعوام الأربعة الماضية.
مؤكدا أن المرتزقة وقوى العدوان لم يلتزموا باتفاقيات السويد، ويصرون على إفشالها، وارتكبوا مئات الخروقات منذ بدء آلية التنفيذ للاتفاقيات.
ودعا في ختام تصريحه المنظمات الأممية إلى اتخاذ موقف إزاء صلف العدوان وتعمده زيادة معاناة الشعب اليمني وتجويعه من خلال استهداف المنشآت الحيوية وخاصة صوامع الغلال.
من جانبه أعتبر نائب وزير الخارجية حسين العزي مساء أمس الأول ما حدث في مطاحن البحر الأحمر يعكس قبح المرتزقة وبشاعة معسكر العدوان.
وأضاف في تغريده له إن أبواق العدوان سارعت لاتهام الجيش واللجان الشعبية بعد إحراق أحد صوامع الغلال بالمطاحن إثر قصف مدفعي مكثف للمرتزقة.
مشيرا إلى أن الأقبح من ذلك هو الخطاب التضليلي الذي يحاول العدو ترويجه حول الموضوع لكنه ينسى أن غباءه يفضحه وأن الناس لن يجدوا لهذا الفعل الإجرامي أي سابقة إلا في سلوكه فقط وينسى أننا نحن من طرح مبادرة فتح الطريق إلى المطاحن.
بدوره أوضح عضو الوفد الوطني المفاوض سليم المغلس أن إحراق مطاحن البحر الأحمر من قبل تحالف العدوان قبل وصول كاميرت بيوم، يأتي لعرقلة دخول الفريق الاممي إلى المطاحن للتحقق من جهوزيتها لاستقبال قاطرات النقل، وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الطرفين بناء على مبادرة الفريق الوطني في لجنة التنسيق التي تقضي بفتح الطرقات من والى المطاحن وتوزيع المواد لمستحقيها.
من جانبه أوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القصف المدفعي لمرتزقة العدوان على صوامع مطاحن البحر الأحمر واشتعال النيران فيها عمل جبان ينم عن مدى الحقد وعدم مبالاتهم بقوت المواطنين.
وأكد متحدث القوات المسلحة أن استمرار العدوان ومرتزقته لخروقاتهم المكثفة في الحديدة والتصعيد غير المسبوق في باقي الجبهات باتت مكشوفة ودليلا على عدم رغبتهم في وقف إطلاق النار وإحلال السلام في اليمن على الرغم من التزام الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق النار في الحديدة.
يذكر أن جريمة استهداف المرتزقة وقوى الغزاة لمطاحن البحر الأحمر أمس الأول تعد الثالثة خلال 12 شهرا، وتحتوي مطاحن البحر الأحمر على آلاف الأطنان من القمح وفقا لمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانة في الیمن الذي قال في بيان له أمس إن حريقاً نشب في مطاحن البحر الأحمر بمحافظة الحديدة ما ألحق أضراراً باثنتین من الصوامع، وأن الحریق نتیجة لإطلاق قذائف الهاون».
البيان أوضح أنه یوجد لدى برنامج الأغذیة العالمي حالیا 51 ألف طن متري من القمح مخزنة في مطاحن البحر الأحمر، وهو ربع مخزون القمح في البلد، ما یكفي لإطعام 7.3 مليون شخص لمدة شهر.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الیمن ليز غراندي «نفقد هذا القمح في وقت صعب للغایة، حیث یعاني أكثر من 20 ملیون شخص یمني، أي ما یقرب من 70 %من إجمالي عدد السكان، من الجوع».
وأشارت إلى أن الأوضاع في الیمن تفطر القلوب، فربع ملیون شخص أصبحوا في أوضاع كارثیة، یواجهون فیها مجاعة وشیكة في حالة عدم حصولهم على المساعدات.. وأضافت» هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها ظروفاً كهذه فنحن بحاجة إلى هذا القمح».
فيما قال المدیر القطري لبرنامج الأغذیة العالمي ستیفن أندرسن، «إننا قلقون للغایة من تضرر بعض مخزونات القمح لدینا في مطاحن البحر الأحمر».
وأضاف « يحتاج البرنامج بشكل عاجل للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر حتى نتمكن من تقییم مستوى الضرر والبدء في نقل مخزون القمح غیر المتضرر إلى مناطق تعاني من احتیاج شدید في الیمن».
وبحسب إحصائيات رسمية فإن أكثر من 22 مليونا من اليمنيين يحتاجون لمساعدات إنسانية (غذاء، ماء، إيواء) و11.3 مليون شخص يحتاجون إلى غذاء وصحة، وسبعة ملايين و500 ألف شخص في حاجة ماسة لمساعدات التغذية الصحية، و2.9 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية و400 ألف فرد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
كما يعيش 16 مليون فرد في حالة انعدام أمن غذائي و16.4 مليون فرد يحتاجون إلى الصحة و17.8 مليون فرد في حالة انعدام الأمن الغذائي، و16 مليون فرد يحتاجون للمياه والصرف الصحي والنظافة.
وكشفت الإحصائية أن أكثر من 35 بالمائة من سكان اليمن ضمن مؤشر المرحلة الخامسة (مرحلة المجاعة)، فيما مليون و500 ألف موظف يعانون من انقطاع المرتبات منذ نقل البنك المركزي إلى عدن.
وتسبب الحصار الشامل على اليمن بنزوح أكثر من مليون و450 ألف مواطن داخل اليمن، وما يقارب من 30 بالمائة من العالقين خارج اليمن، لم يسمح بدخولهم بسبب منع فتح مطار صنعاء الدولي ويقدر عدد العالقين والمغتربين في الخارج بحوالي 70 ألف شخص.
ويمعن العدوان في استهداف المنشآت الاقتصادية والتجارية بهدف تجويع الشعب اليمني حيث بينت الاحصائية ان العدو استهدف ألفين و421 حقلاً ومساحة زراعية و77 مزرعة دجاج ومواشي.
واستهدف العدوان خلال 2018م أربع صوامع غلال و630 منشأة تجارية و37 مصنعاً تجارياً و41 سوقاً ومجمعاً تجارياً و73 مخزن أغذية، وخلال فترة العدوان تم استهداف 15 صومعة غلال وثلاثة مطاحن قمح وتسعة آلاف و328 منشأة تجارية و358 مصنعاً تجارياً لشركات القطاع الخاص و641 سوقاً مركزياً و722 مخزن أغذية.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك حذر في وقت سابق من تدني الأوضاع الإنسانية في اليمن ، مشيرا إلى أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ودمرت خلالها بنيته التحتية وشرد الملايين من ديارهم بحثا عن سبل العيش بعد أن تم تدمير الخدمات العامة وشهد اليمن ما يٌعتقد أنه أسوأ تفشي لوباء للكوليرا في العالم على الإطلاق، ترافق ذلك مع انهيار اقتصادي.
وأكد أن نحو 18 مليون شخص أصبحوا، بما في ذلك نسبة كبيرة من أطفال اليمن، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من ثمانية ملايين منهم يعانون من الانعدام الشديد للأمن الغذائي، ما يعني ذلك هو أن هؤلاء الناس لا يعرفون من أين سيأتون بوجبتهم التالية، وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة من أجل البقاء على قيد الحياة .