كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله

 

عبدالفتاح علي البنوس

( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) هكذا أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بأن أعداء الحياة وأعداء الإنسانية من الطواغيت والبغاة والمجرمين كلما حاكوا من مؤامرات وكلما قاموا به من حيل وألاعيب ، وكلما حشدوا وجمعوا من عدة وعتاد ومرتزقة ، لإشعال فتيل الحرب وإغراق المنطقة في الفتن والصراعات ، أطفأها الله وأفشل مخططاتهم ورد كيدهم في نحورهم حيث تتجسد هذه الآية الكريمة في واقع الحال الذي عليه بلادنا اليوم في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر ، وتتجلى شواهدها يوميا في جبهات العزة والكرامة والتي يحاول الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم التقدم فيها من خلال شن زحوفات وعمليات غادرة على مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ودائما ما يتجهون للتصعيد والتأزيم وإشعال المزيد من الحروب والصراعات بهدف إطالة أمد الحرب وتشعبها وتضييق الخناق على أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ولكنهم رغم فارق الإمكانيات ورغم الغطاء الجوي المكثف إلا أن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد ، حيث يطفئ نيرانهم المستعرة ويحبط مؤامراتهم الدنيئة ، ويؤيد أبطال الجيش واللجان بتأييده ويزرع الرعب والخوف والهزيمة في نفوس أعدائهم فتنقلب مخططاتهم وتآمراتهم وبالا ونكالا عليهم فيحصدون الخيبة والخسران والهلاك .
خلال وبعد مشاورات السويد حشد الغزاة والمحتلون مرتزقتهم في الساحل الغربي بشكل مكثف ، وعملوا على التصعيد في بقية الجبهات بهدف إرباك المشهد اليمني والحيلولة دون نجاح المشاورات بعد أن كان هدفهم الحيلولة دون انعقادها ، ومع كل تصعيد تكون ردة الفعل قوية ومزلزلة لهم ، وسرعان ما تنعكس تداعياتها إيجابيا ، زحفوا في الساحل الغربي لعشرات المرات خلال هذه الفترة الوجيزة ولكنهم لم يحصدوا غير الفشل ، وكذلك عملوا في نهم بعد أن دخلت الهدنة المتفق عليها في السويد حيز التنفيذ حيث صعدوا بكثافة ، وكذلك عملوا في صرواح والجوف نتيجة الضغوطات الإماراتية التي مورست على قيادة الإصلاح وإلزامهم بتحريك جبهتي نهم وصرواح وذلك من أجل التقدم إلى أقرب نقطة من مطار صنعاء والتي تتيح لهم استهداف المطار بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا وذلك نزولا عند رغبة محمد بن زايد الذي يرنو إلى السيطرة على محافظة مارب ومد نفوذه إليها ، ورغم الإسناد الجوي المكثف والتعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت إلى جبهتي نهم وصراوح إلا أن الله خيب آمالهم ، ففي نهم ما يزال التعثر سيد الموقف بالنسبة لمرتزقة العدوان ولا جديد في زحوفاتهم غير مضاعفة أعداد قتلاهم وجرحاهم وأسراهم وتدمير المزيد من مدرعاتهم وآلياتهم .
أما صرواح فحكايتها حكاية، فالمرتزقة الذين كانوا يمنون أنفسهم بالسيطرة المطلقة على صرواح ، متوكلين ومعتمدين في ذلك على طيران العدوان تفاجأوا ببسالة أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين نجحوا بتأييد الله وتوفيقه في إسقاط المواقع التي سيطر عليها المرتزقة مع بداية العدوان بمساحة تصل إلى 34كم مربع وتم تطهير مديرية صرواح بالكامل من دنس المرتزقة ورجسهم ، لتتنفس صرواح عبق الحرية والانعتاق من براثن الاستبداد والوصاية والاستعباد .
بالمختصر المفيد، أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بأن الجموع ستهزم وسيولون الدبر ( سيهزم الجمع ويولون الدبر) وها هم يهزمون في اليمن ويولون الدبر بإذن الله وتوفيقه وتأييده وسيرينا الله في قادم الأيام الكثير من الآيات التي ستتجلى للعيان واضحة وضوح الشمس في رابعة السماء ولن تكون اليمن إلا مقبرة للغزاة والمحتلين ومن تحالف معهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا