المحرر السياسي الرئيس ولقاء المثقفين… أول الغيث
في لقاء جاد ومثمر جمع كوكبة من المثقفين اليمنيين ،شعراء وكتابا ونقادا ومفكرين وباحثين- مع فخامة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الرئيس بدأه بكلمة افتتاحية أكد فيها على دور المثقف في تثوير الوعي ،والرهان عليه في إضاءة خيارات الصمود والتصدي للعدوان ،وفي تثوير الوعي السياسي، وثوابته الوطنية ممثلة بالحرية والوحدة والسيادة والمساواة بين اليمنيين ،ومواجهة أهداف العدوان التي استهدفت تمزيق اللحمة الوطنية ،وجعل اليمنيين أعداء لبعضهم البعض.
وقد تنوعت أطروحات المثقفين في اللقاء الذي عقد أمس بصنعاء حيث أكد الجميع على ضرورة تكريس اللحمة اليمنية ،وفق يمن واحد ووطنية جامعة متجاوزة لكل الهويات التفتيتية ، وفي سياق الحدث أكد الحاضرون أن إطلاق معتقلي الرأي خيار ثوري يقوي من الجبهة الوطنية ،ويسحب البساط عن العدوان الذي لا يحترم إنسانية طفل أو شاب أو شيخ أو امرأة ،حين يوزع صواريخه القاتلة لتميت عشرات الآلاف دون ضمير ،وباطمئنان تجاه صمت الغرب عن هذه الجرائم الجماعية…
وقد وعد الرئيس مهدي المشاط بإطلاق كل من اعتقل بسبب اشتباه أو رأي ،مشيرا إلى أن خدمة العدوان لا تدخل في حرية الرأي وقال “لهذا فعلينا أن نفرق بين خطأ اعتقال س أو ص من الناس ويجب أن يعالج وبين من أدين بالتخابر مع قوى العدوان.
وتطرق النقاش إلى ضرورة مواجهة العدوان وفق وحدة النضال اليمني ،فكل شبر تم احتلاله هو قضية نضالية يمنية ،لا تخص جهة أو منطقة ما ، لكنها مسؤولية نضالية ملزمة لكل يمني حر، وذلك وفق نضال وحدوي يؤمن بأن الوحدة والحرية والعدالة المتكافئة لكل اليمنيين هي بوصلتنا النضالية في التمسك بالحق ،وباستقلال كامل التراب اليمني ،وفق حدود اليمن الطبيعية ، ولنا في نضال حركة القوميين العرب والجبهة القومية والاتحاد الشعبي الديمقراطي قدوة حين واجهوا الاستعمار البريطاني واتحاده الفيدرالي للجنوب بوعي وحدوي ونضال انخرط فيه اليمنيون من مختلف المحافظات والمناطق ،مستلهمين وعي الحركة الوطنية اليمنية التي انتقدت الممارسات الانفصالية لدى (حزب الاحرار) ولدى(الجمعية العدنية) و(المؤتمر الوطني )و(ورابطة أبناء الجنوب)…كما أكد الحاضرون على ضرورة دعم وتفعيل دور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بما يحقق هدفه الوحدوي ،وضرورة تحقيق أهداف نظامه الأساسي التي تجرم كل النزعات الانفصالية والمناطقية والمذهبية والطائفية.
وأشار الحاضرون إلى أن فكرة الدولة الاتحادية كانت فخا وقفزا على طبيعة اليمن ،والمعالجات التي تناسبها ،بحكم محلي مطلق الصلاحيات ، وتقوية الدولة المركزية كفريضة ظلت غائبة طيلة العقود الماضية.
وقد انتقد الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى فساد السياسي مراهنا على حيوية ضمير المثقف بان يكون بوصلة للحق والحرية والوحدة ،ونقد التخلف الاجتماعي والسياسي، مؤكدا أن الفعل الثوري المستدام يبنى على استقراء لممكنات العد وتوظيف لقدراتنا الوطنية بما يعزز استمرار الصمود ،والجنوح إلى السلم إن جنحوا له ،من موقع سلام الأنداد ، لدولتين جارتين لا تابع فيها ولا متبوع ،وإنما علاقة أساسها احترام سيادة الشعوب أرضا وإنسانا…
ولقد أحسن فخامة الأخ الرئيس مهدي المشاط حينما تطرق في هذا اللقاء إلى دور المثقف في إحياء القيم الوطنية ، مؤكداً بحس الرجل المؤمن بوطنه على حقائق عدة تذكر جميع المثقفين بمسؤولياتهم وواجباتهم نحو وطنهم، وتفتح أعينهم على مسلمات ثابتة تبين في مضمونها أن المفتاح الأساسي لنهوض المجتمعات وتقدمها وتطورها هم المثقفون ، وأن الأوطان بأبنائها وأن الإنسان لا يكبر إلا بإكباره لوطنه، ولا عزة ولا كرامة له إلاّ بعزة وكرامة وطنه وأنه لا سبيل لانتصار اليمن إلا بتضافر جهود أبنائه وإخلاصهم في الولاء له.
فليكن هذا اللقاء تأسيسا لربيع يعيد الدور لقادة الرأي وصناع الوعي ينفض عن الأشهاب ما علق وتراكم من حديث الساسة ، ربيع يتشح بزوابع شعب يستعيد جذوة وجوده في مقاومة العدوان وصده واجتثاث الاحتلال إن شاء الله.
وفي الأخير فإن استذكار الدور المهم والمتميز للأدباء والمثقفين والإعلاميين في ترسيخ الوحدة وتجسير أواصرها يحتم على الجميع أن يعاد هذا الدور إلى مكانه ، أن يعاد لاتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين دوره أيضا كمؤسسة نضالية نهض بها اليمنيون وحققوا من خلالها وحدة البلاد واستقلالها ، وقد آن الأوان لإدراك أن اليمن للجميع وأن قوة اليمن في تلاحم كل أبنائه واصطفافهم في خندق واحد.