الثورة /أحمد المالكي
في مسلسل دراماتيكي وبسيناريو خبيث تعده غرف عمليات قوى تحالف العدوان على اليمن في الرياض ودبي وتل أبيب وواشنطن تتوالى احداث الأزمات وصور الطوابير الباحثة عن دبة بنزين أو برميل ديزل أو أسطوانة غاز حيث يقوم المخرج الأمريكي بتوجيه منتجي الأزمات وصانعي أفلام المعاناة التي تشهدها مدن ومحافظات الجمهورية اليمنية بالتزامن مع استمرار العدوان والحصار الاقتصادي الشامل على اليمن، إذ بدأت منذ مطلع الأسبوع تقريبا موجة جديدة من طوابير الأزمات بالذات فيما يتعلق بالمشتقات النفطية البنزين والديزل والغاز تظهر في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى بما فيها المحافظات الجنوبية الأمر الذي فاقم الأزمة في المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ..ورفع أسعار البترول إلى أكثر من 9 آلاف ريال والبرميل الديزل إلى أكثر من 100ألف ريال .
شركة النفط اليمنية بالعاصمة صنعاء أكدت في بيان لها صدر مؤخرا أنه لا وجود لأي زيادة في أسعار المشتقات النفطية.. داعية جميع المواطنين إلى عدم التدافع أمام محطات البنزين والديزل، وعلمت “الثورة” من مصادر مطلعة أن الشركة تعمل بخطة طوارئ لتوفير الكميات اللازمة وسيتم السيطرة على الأزمة عما قريب حيث سيتم تحديد محطات معينة تفتح للجمهور في الأمانة والمحافظات وستعمم الشركة أرقام شكاوى للتواصل للإبلاغ عن أي شخص يقوم بإخفاء المشتقات والنزول الميداني لمنع الاحتكار أو الإخفاء كما أن هناك سفينتين لشركة النفط تم التصريح لهما لتغطية حاجة السوق وستدخل قريبا لسد العجز.
وقد التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمس السبت بصنعاء وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس ، الذي أطلعه على الجهود التي تبذلها الوزارة لمواجهة الاختناقات التي يشهدها السوق المحلي من المشتقات النفطية والغاز المنزلي .
وقدم الوزير دارس أثناء اللقاء شرحا عن سبب هذه الاختناقات في هذه المواد والمعالجات التي تبذلها الوزارة لمعالجة النقص التمويني في الاسواق المحلية منها .
وأوضح أن تصعيد العدوان السعودي الإماراتي في الساحل الغربي واستهدافه المباشر لمدينة الحديدة يقف بصورة مباشرة وراء الاختناقات الراهنة .. مشيرا إلى أن الوزارة تعكف حاليا على وضع التدابير اللازمة التي من شأنها عدم التأثير على استهلاك المواطنين من هذه المواد وضمان عدم الاحتكار لها ..
وأكد وزير النفط اهمية تعزيز مستوى التعاون بين الوزارة والوزارات والجهات الأخرى ذات العلاقة والقطاع الخاص في مواجهة النقص القائم في المشتقات النفطية وتنفيذ المعالجات اللازمة بهذا الشأن .
ووجه رئيس الوزراء ، وزارة النفط ومؤسساتها المختصة إلى تكثيف جهودها في المعالجة ووضع التدابير الكفيلة في مواجهة النقص القائم في السوق من هذه المشتقات والعمل عبر كافة الوسائل لمواجهة اي احتكار لها بما لا يؤثر على احتياجات المواطنين من هذه المواد .
وحمل تحالف العدوان الاعرابي المسؤولية الكاملة عن هذه الاختناقات التي يعشها السوق المحلي من هذه المشتقات التي تعد ضرورة رئيسة للمواطنين وذات صلة مباشرة بحياتهم اليومية .
ودعا الدكتور بن حبتور الامم المتحدة إلى القيام بواجباتها القانونية والأخلاقية والتدخل العاجل لوقف هذا العدوان السافر وإجرامه اليومي المتنامي بحق الانسان اليمني وعبثه واستهتاره بدمه ومقومات حياته اليومية على هذا النحو غير المسبوق والذي يعد وصمة عار في جبين العالم أجمع.
يشار إلى أن ازمة المشتقات النفطية في المناطق الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ سببها تلك القيود التي فرضت مؤخرا من قبل حكومة المرتزقة على تجار المشتقات النفطية بالإضافة الى المخاوف التي منعت التجار من الوصول الى ميناء الحديدة نظرا للتصعيد العسكري هناك بالإضافة الى تأخر وصول السفن من المنبع نتيجة عرقلة تحالف العدوان ومنع ناقلات النفط في المنافذ البرية وفرض مزيد من الرسوم الجمركية والضرائب على تجار مناطق الواقعة تحت يد حكومة الإنقاذ.