المحويت/ابراهيم الوادعي –
لا يدفع بعض الزبائن الذين يدلفون إلى محل رزق لبيع الملابس المال¡ بل يكتفون بتسليمه ورقة صغيرة ويغادرون المحل بما يحملون من الملابس¡ والسعادة تكسوا وجوههم¡ ووجوه أطفالهم.
> يكتظ المحل الذي يتوسط السوق الصغيرة في مدينة المحويت هذه الأيام وفي خواتم رمضان بالزبائن رجالا ونساء واطفالا يختار كل منهم ما يحبه وفي كثير من الأحيان ما تسمح به قدرتهم المالية من الملابس قبيل قدوم عيد الفطر المبارك.
> ويقول مالك المحل أن هذه الأوراق الصغيرة وهذا النوع من التعامل التجاري جزء من اتفاق خيري يعقده مع بعض الشخصيات في مدينة المحويت من الميسورين¡ الذين يرغبون في مساعدة عائلات فقيرة على توفير كسوة العيد لأطفالها.
ويضيف: نقوم بتوفير عدة موديلات للأطفال ذكورا وإناثا¡ ومن نوعيات جيدة نتفق بشأنها ومستوى أسعارها مع من يرغبون بالعمل بهذا النظام في كسوة الايتام والأطفال الفقراء¡ ونتلقى دفعة مالية مقدمة تساعدنا على الشراء والباقي عند إقفال الحساب عقب عيد الفطر المبارك.
> ويوضح أن هذا التقليد عمره عدة سنوات وبدأ بفكرة صغيرة مع أحدهم¡ قبل أن يتوسع في العامين الماضيين ليشمل أطرافا◌ٍ عدة¡ وأنواعا عدة من الملابس يجري توفيرها لهذا الغرض الخيري ولفئات عمرية أكبر.
ولا يخفي أنه يرضخ احيانا ويتجاوز الاتفاق نزولا عند إلحاح طفل أعجبه موديل معين ليس ضمن الاتفاق ويجري المبادلة بما يقابله بما لا يتجاوز السقف السعري المتفق عليه مع الطرف الذي سيتكفل بالدفع.
> ويتكفل الحاج عبدالله كسوة عيد الفطر المبارك لأكثر من خمسين طفلا◌ٍ فقيرا ويتيما من أبناء حييه والأحياء المجاورة عبر هذا النوع من الاتفاقات مع محلات بيع الملابس¡ ويقول: بدأت بهذه الفكرة منذ ما يقرب خمس سنوات¡ واجدها مميزة كونها أقرب إلى صدقة السر¡ وتحفظ كرامة الأسر الفقيرة أمام الناس¡ كما يسعد أطفالهم كذلك بأنهم انتقوا ما يريدون من ملابس من السوق كالأطفال الآخرين¡ ووفق مقاساتهم¡ وهذا الأمر دفعنا إلى التفكير بهذا الأمر.
> ويوجه الحاج عبدالله نداءه لكل الخيرين بالقول: بلدنا بلد معطاء.. بلد خير.. وأهل الخير كثر¡ وعلى الإنسان الايفوت فرصة الشهر الفضيل دون أن يقدم ويمد يد المساعدة للفقراء والمساكين¡ وكل في محيطه¡ هناك أسر لا تطلب رغم حاجتها وعلينا نحن أن نبحث عن هؤلاء ونحسن إليهم بما يصون ويحفظ كرامتهم¡ وهؤلاء أيضا هم أولى بفعل الخير لأنهم لا يمدون أيديهم رغم حاجتهم وفاقتهم كما قال الله عز وجل تحسبهم أغنياء من التعفف.
> ويكسو الحاج محمد مطهر عشرات الأطفال من الأيتام والفقراء سنويا بمبادرة شخصية وهو يرى في أسلوبه هذا حفظا لماء وجه العائلات الفقيرة المستفيدة¡ وسعادة أكبر للطفل اليتيم والفقير¡ مبادرة أخذت تتوسع وتلقى استحسانا كبيرا هنا في مدينة المحويت لميزاتها الإيجابية ولأنها تقوم على تلك الركيزتين صون الكرامة وإسعاد أكبر للطفل.