فقراء الحديدة يلجأون للملابس المستعملة هروبا◌ٍ من جحيم الأسعار


فتحي الطعامي –

.. مع حلول الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك واقتراب العيد يتقاطر المواطنون في محافظة الحديدة إلى الأسواق العامة لشراء ملابس العيد التي تتنافس المحلات التجارية على تقديم نوعيات مختلفة منها لكن مع الارتفاع الكبير في الأسعار الذي يحدث مع اقتراب المناسبات العيدية وينعكس سلباٍ على طبقة كبيرة من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود الذين يعجزون في ظل استمرار ارتفاع أسعار الملابس الجديدة عن إدخال الفرحة على أسرهم فيبحثون عن بديل يعيد ولو بعضا من ألق العيد إلى وجوه تعاني ظروفاٍ اقتصادية صعبة.. يحدث هذا في الحديدة المحافظة التي يتواجد فيها العدد الأكبر من ذوي الدخل المحدود والفقراء والمحتاجين على مستوى الجمهورية والذين يجدون أنفسهم في مواجهة مع المناسبات العيدية ولكن بمزيد من المرارة.
(الثورة) اقتربت من معاناة أبناء الحديدة من خلال الحصيلة التالية:
٭ البداية كانت مع عبده ناجي صاحب إحدى المحلات التجارية التي تبيع الملابس الجديدة حيث قال: أنا كتاجر أسعى في كل موسم للعيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى إلى توفير كل ما هو جديد ومرغوب من الملابس التي يطلبها المواطنون الذين يسعون لشراء الملابس الجديدة والتي لم يتم عرضها سابقاٍ في الأعياد السابقة وأنا كصاحب محل عملي فقط أن أوفر الخامة الجيدة والأنواع الجيدة من الملابس بغض النظر عن الأسعار مع تقديرنا للكثير من الأسر التي تعجز أمام متطلبات العيد لكن المعني بالشراء من عدمه هو المواطن.
القدرة الشرائية
٭ ياسين الشميري – تاجر ملابس قال: هذا العام شهد ارتفاعاٍ في أسعار الملابس الموجودة في الأسواق خاصة التركية منها والهندية وهي الأنواع التي تشهد انتشاراٍ في المحلات التجارية في أسواق الحديدة.
وأضاف الشميري : نحن كتجار ملابس يحكمنا السوق والقدرة الشرائية للمواطنين وهناك أصناف رخيصة من الملابس متوفرة لكنها غير جيدة هذا ما يحدث الفرق في الأسعار.
– محمد ناجي تاجر يضيف قائلاٍ: الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني سبب ضعف القدرة الشرائية وعلى الحكومة إعادة النظر في هذه المعاناة من خلال حلول اقتصادية تستهدف الفئات المحتاجة.
البحث عن الملابس الرخيصة
٭ المواطنون من أبناء محافظة الحديدة عبروا عن تأثرهم من ارتفاع أسعار الملابس حيث أكد عبدالرحمن الشميري قائلاٍ : منذ النصف الثاني من شهر رمضان المبارك وأنا أقوم كل ليلة بالنزول إلى أسواق الحديدة لشراء ملابس العيد إلا أن الأسعار مرتفعة بشكل غير مسبوق وهذا يمثل عائقاٍ بالنسبة لي وللكثير من الأسر فما كان يباع بمبلغ 3000 ريال تضاعف سعره في هذه الأيام.
وقال عبدالرحمن : كيف يستطيع مواطن راتبه 50.000 ريال أن يوفر ملابس العيد لخمسة من الأطفال مشيراٍ إلى أن الازدحام في أسواق الحديدة لا يعود للإقبال على الشراء ولكن بحثاٍ عن ملابس رخيصة أو لأشخاص صدمتهم أسعار الملابس فظلوا يدورون بدون وعي.
٭ عبدالله أبو زيد قال : أسعار الملابس هذا العام مرتفعة جداٍ وأقل أسرة تحتاج مابين (70.000- 100.000) ريال لتوفير احتياجات العيد موضحاٍ: إن بعض الملابس التي توجد فيها بلد المنشأ هي مقلدة وليست أصلية ويقوم بعض التجار باستغلال الاسم ورفع الأسعار والتي تصل في بعض الأحيان إلى 10.000 ريال سعر القطعة الواحدة.
وأضاف عبدالله : حاجة المواطن إلى أن تقوم الدولة بتوفير أسواق حكومية بشكل واسع ودائم تقوم بتوفير حاجيات المواطنين وبشكل يعمل على كسر احتكار المحلات التجارية الخاصة ويحمي المواطن من الوقوع ضحية لغش بعض التجار خاصة في الجودة للأصناف التي يبيعونها.
الملابس المستعملة
٭ حراج باب مشرف في محافظة الحديدة واحد من كثير من الحراجات التي تعرض كثيراٍ من أنواع الملابس المستعملة القادمة من دول شرق آسيا وهي التجارة التي يجد فيها الفقراء حاجتهم من الملابس المستعملة كبديل للملابس الجديدة التي يعجزون عن شرائها ويقول كداف محمد من حارة الشهداء التي تعد إحدى الحارات الفقيرة : منذ الأيام الأخيرة من شهر رمضان يطالبني أبنائي بشراء ملابس العيد فلا استطيع شراء ملابس جديدة كون ما أحصل علية لا يكفي مصاريف توفير لقمة العيش الضرورية.
ويضيف كداف : في أسواق الحراج نستطيع أن نقنع أبناءنا أن هذه الملابس المستعملة ملابس جديدة والعيد كما يقال عيد العافية.
٭ أما حسن علي بائع ملابس مستعملة فقال : أنا أعرض أنواعاٍ مختلفة من الملابس المستعملة ويقبل الفقراء على شرائها نتيجة الوضع الاقتصادي الذي تعانيه كثير من الأسر وتباع كميات كبيرة من هذه الملابس نتيجة زيادة نسبة الفقراء في محافظة الحديدة.
٭ محمد صالح عامل في مصنع خاص يقول من جانبه: أنا راتبي في المصنع الذي أعمل فيه 25000 ريال وهو بالكاد يغطي الاحتياجات الضرورية لأيام العيد التي نتوقف فيها عن العمل والحمد لله استطعت اقناع أبنائي بلبس الملابس القديمة أما الأسواق التي تعرض الملابس الجديدة فهي حكراٍ على الأغنياء والقادرين على الشراء من الميسورين.
وأضاف محمد : أتمنى أن يأتي العام القادم وقد تحسنت الأمور وأصبح الحال غير الذي هو عليه اليوم على أمل أن نعوض أبناءنا فرحتهم بالعيد مع تمنياتنا للجميع بعيد مبارك.

قد يعجبك ايضا