العطلة الصيفية ومراكز تحفيظ القرآن

 

محمد أحمد المؤيد
هناك الكثير من التحديات المستقبلية لكل أبناء وبنات اليمن الميمون والتي لا يمكن إغفالها أو التساهل في أمرها , كون الإهمال والتطنيش لها من أشد الأمور ضرراً على المجتمع إلى جانب ما يمارسه العدوان السعوأمريكي من جرائم بشعة ومستمرة بحق اليمن واليمنيين والتي لا يغفلها كل فرد منا , فقد نهمل التنمية والاستثمار والإسفلت والمبنى والمسكن والمأكل والمشرب , لكن لا يمكننا أن نتغافل أو نهمل مستقبل الأجيال القادمة وحقوقهم الضرورية لبناء جيل مستقبلي قوي ومتين لا يترنح أو ينكسر أو يتذمر بالتوهان خلف الحضارات المادية العالمية المتلاطمة أمواجها بين مد وجزر من كل غث وسمين وقبيح وزين , حاملة معها ثقافات دخيلة على مجتمع محافظ وورع وشهم كالمجتمع اليمني وكيف أنه متمسك بمبادئ العروبة والدين بل ومحافظ عليها في حدقات عينيه منذ الأزل وعبر الأزمان , ومنها تلك الثقافة اليمنية المدنية والقبلية العظيمة التي لازالت إلى اليوم محافظة على كل ما من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي المتماسك , الذي رغم كل المؤامرات العدائية للعدوان السعوأمريكي الذي دائما ما يسعى للنيل من وحدة المجتمع اليمني الواحد وإذا باليمنيين يبدون كلما اشتدت المؤامرة ازداد الناس يقينا بضرورة التشبث بثقافة الأخوة والجورة وحق الحفاظ على الأرض والعرض , فالأخ من أخيه والجار من جاره واليمن يمن الجميع والعرض عرض الجميع.
كل المؤشرات الاجتماعية اليمنية تدل على عظمة الإنسان اليمني لأنه ليس من السهل الحفاظ على مجتمع تآمرت الكثير من الدول عليه بكامل قواها وإمكانياتها والتي لاشك يدخل من ضمنها الخبراء العسكريون والمدنيون والاجتماعيون والسياسيون والنفسيون وكل القوى العدائية الفاعلة التي سخرت من أجل مواجهة هذا الشعب العظيم بعظم حضارته وعنفوانه أكدها للعالم ذلك الصمود الأسطوري أمام أعتى دول العالم استكبارا وخبرة في إرضاخ الشعوب للاستجابة والمثول لأطماعهم وحق الطاعة لهم , غير أن شعبنا العظيم كان المستثنى بإلا وغير وسوى عن بقية الشعوب التي نالت منهم اليد الآثمة يد أمريكا وإسرائيل والذي قال كلمته منذ الوهلة الأولى للعدوان لا للاستعمار وإذلال الشعوب والأمم و” هيهات منا الذلة ” , وكون الثقافة القبلية اليمنية لا تكفي أمام الغزو الفكري العنيف الذي دائما ما يستهدف فئة الشباب وحديثي السن كونهم يكونون في سن التعبئة التي إن أهملت فلن تسلم من الخطأ كما هو في شأن العطلة الصيفية والتي يظل الكثيرون فيها من الأولاد والبنات عرضة للتسكع و(الفرغة) ولا شغل ولا مشغلة ولساعات طوال من اليوم والليلة، وهذا بحد ذاته خطر فادح قد يلقي بظلاله على واقعهم المستقبلي عاجلاً أم آجلاً وهذا ما يستدعي من كل أب وأم ورب أسرة أن يتنبه لمثل هكذا مشكلة لأبنائه وبناته كون ” كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول ” , والفراغ والغفلة هي باعتقادي أكبر ضياع كما قال المثل : ” يد الفارغ من النار “.
ولأن العطلة الصيفية هي بمثابة الفرصة الثمينة للأب والأم في محاولة منهم لتقوية ضعف أولادهم وخاصة في المجال التعليمي والتربوي والذي لاشك أن القرآن الكريم وعلومه هي من أهم الأمور التي يجب أن يلتفت إليها الوالدان كون حفظ وتعلم القرآن وتلاوته وتجويده وتفسيره هو السبيل إلى إيجاد جيل متسلح بسلاح العلم والأدب المبني على الثقافة القرآنية والنهج النبوي السليم , وهو ما نحتاجه فعلا لتعزيز ثقافة الدين ومبادئه العظيمة التي هي المحك الرئيسي لإرساء عامل الأخوة والألفة بين اليمنيين ككل ومواجهة العدوان بجيل قرآني رباني لا يتزحزح مع المرجفين والمذبذبين الأمر الذي دفع بأحدهم البارحة إلى القول عندما سمع الفقيه يناشد الآباء بإلحاق أولادهم وبناتهم بالمراكز الصيفية لتحفيظ القرآن وتلاوته وإذا به يقول : لماذا نلحقهم بالمراكز الصيفية وهي مجرد ” تعبئة خاطئة ” …!!! لا حول ولا قوة إلا بالله , هل القرآن الكريم وعلومه تعبئة خاطئة , هذا هو ما يريد أن يغرسه اليهودي والأمريكي والمشركون في بالنا حتى نبتعد بأنفسنا وأبنائنا وبناتنا عن كتاب الله الذي من تمسك به نجا وفاز .. حتى لا يحصل شك من قبل عامة الناس يجب التواصل بوزارة الأوقاف من عقال ومشرفي الحارات ومعرفة ما إذا كان المركز مصرحاً له من عدمه وكذا إشراف الآباء على أبنائهم إما حين استذكار الدروس في البيت أو عبر متابعة الطالب والمدرس في مركز التحفيظ ومعرفة ما الذي يتلقونه من علوم تأهيلية كالقرآن وعلومه.. والله المستعان وهو الموفق سبحانه.
..ولله عاقبة الأمور..

قد يعجبك ايضا