البرامج المسابقاتية‮.. ‬مصيدة للجمهور في‮ ‬الشهر الكريم


تحقيق/محمد دماج –
أن تربح مائة ألف ريال وجهاز كمبيوتر في‮ ‬اتصال هاتفي‮ ‬تلك هواجس وطموحات جمهور المتسابقين وكثير من الناس خلال شهر رمضان المبارك حيث نجدهم‮ ‬يتهافتون على البرامج المسابقاتية التي‮ ‬تقدمها مختلف القنوات أملاٍ‮ ‬بالحصول على شيء ولكن للأسف الكثير من المتسابقين‮ ‬يزيدون‮ ‬يخسرون ما في‮ ‬الجيب قيمة وحدات الاتصال وتتحول الآمال إلى أوهام وسراب في‮ ‬سوق مفتوح‮ ‬يسوق بضاعته بإغراءات مادية تثير حاجة الناس إليها‮.‬
نتابع ذلك من خلال هذا التحقيق‮.. ‬فإلى ثنايا سطوره‮:‬

‮> ‬سحب الوحدات
تعددت برامج المسابقات واتخذت اشكالاٍ‮ ‬مختلفة في‮ ‬القنوات الفضائية فمنها من جعل التلفون همزة وصل بينه وبين المتسابق وذلك‮ ‬يترتب عليه عدد من الخطوات حتى‮ ‬يصل المتسابق إلى المذيع وهذه الخطوات تعتريها ملابسات بغض النظر عن نزاهتها الا أن البعض أصبح‮ ‬يشكي‮ ‬منها حيث‮ ‬يقولون أنها تقضي‮ ‬على الوحدات دون فائدة فمنهم من‮ ‬يقول أن خسر حوالي‮ ‬الفين ريال ومنهم من‮ ‬يقول إنه خسر من‮ ‬5‮ ‬إلى‮ ‬7‮ ‬آلاف ريال دون جدوى‮ ‬وهذا النوع من المسابقات تقريبا هو السائد في‮ ‬أغلب القنوات في‮ ‬شهر رمضان المبارك‮.‬
وهناك طرق أخرى مثل المسابقات بين مجموعات تخضع للتنافس حتى تفوز أحدها وهذه الطريقة قليلة الشكوى‮..‬
الطريقة الأولى والتي‮ ‬كثر الشاكون منها وقع ضحيتها الأخ صادق هزبر تحت ضغوط من ولده محمد الذي‮ ‬يريد تلفون لمس وأجبره على الاتصال على الرقم‮ “‬353522‮” ‬الذي‮ ‬يربط بين المتسابقين وإحدى القنوات حيث‮ ‬يقول الأخ صادق بدأت المحاولة من الساعة الثانية بعد منتصف الليل واستمريت حتى بعد صلاة الفجر وكلما افشل أعيد المحاولة من جديد وكلما انتهى كرت اشتري‮ ‬آخر وهكذا حتى تأكدت أن إمكانية النجاح تبدو شبه مستحيلة‮ ‬وكنت اعرف مسبقا أن مثل هذه المسابقات تديرها شبكات محترفة باصطياد المساكين وهنا لا ألوم‮ ‬المذيع المتألق الذي‮ ‬يقدم البرنامج لأنه واقع مثلنا في‮ ‬المصيدة ولكن ألوم منهم في‮ ‬سراديب الجوائز ومن‮ ‬يوقعون بالمساكين نتيجة الظروف الاقتصادية التي‮ ‬يمر بها الناس واستغلال ظروفهم التواقة لمصروف رمضان‮.. ‬فهل نحن ناقصون سحب وحدات على الفاضي‮.. ‬المهم اتصلت بالرقم المذكور ويقول لي‮ ‬أدخل الرقم واحد ثم الرقم اثنين وهكذا وبعد سحب الوحدات‮ ‬يفصل التلفون وأنا أعيد المحاولة من جديد‮.. ‬وهكذا حتى أجاب على التلفون أحد القائمين على الرد قائلاٍ‮ ‬من معي‮ ‬قلت له فلان بن فلان هل هذا تلفون برنامج المسابقات لكن أغلق التلفون والنهاية بصحيح العبارة إنها مصيدة‮.‬

أمر ليس مقصوداٍ
وشهر رمضان شهر موسم عند المعدين والمخرجين والمقدمين وجدناهم مشغولين جدا وليس عندهم وقتاٍ‮ ‬يضيعوه في‮ ‬لقاءات مع الصحفيين‮ ‬غير أن البعض أفاد أن انقاطاع خطوط الهاتف ليس مقصودا وانما الذي‮ ‬يحصل هو تزايد اعداد المتصلين مما‮ ‬يرفع الضغط على الهاتف ويجعل بعض المتسابقين‮ ‬غير قادرين على التواصل مع برامج المسابقات نتيجة ازدحام الاتصالات على الأجهزة المرتبطة بالهاتف‮.‬
وأضافوا أن برامج المسابقات تمتلك وجهاٍ‮ ‬آخر ايضا أكثر إيجابية ففيها المعلومات والترفيه وأشياء كثيرة مفيدة للمشاهدين والمتسابقين والمفروض أنها لا تقتصر على شهر رمضان فقط وانما‮ ‬يفترض أن تستمر طول شهور السنة‮.‬

إغراء
الأخ عبدالله الزبدي‮ ‬معد ومقدم برامج قال تسعى القنوات الحكومية والخاصة خلال شهر رمضان إلى اعداد برامج مختلفة ومنها البرامج المسابقاتية لجذب المشاهدين وترفيههم ونلاحظ أن البرامج المسابقاتية في‮ ‬مختلف القنوات التي‮ ‬لدى بعضها أكثر من برنامج‮ ‬يجذب المشاهد عن طريق الإغراء المادي‮ ‬من خلال تقدير الجوائز لمن‮ ‬يحالفهم الحظ بطريقة‮ ‬يمكن وصفها بسوق مفتوح تعرض سلعتها من خلالهم على الهواء بإغراءات وطرق جذب شيقة الأمر الذي‮ ‬جعل المشاهد‮ ‬يقبل عليها إقبالاٍ‮ ‬غير مسبوق وبرغبة واسعة في‮ ‬المشاركة بحثا عن الفوز بجائزة ما ومن الطبيعي‮ ‬أن تكون الجوائز مغرية والأعمال المعروضة كثيرة‮ ‬والمشاهد لا‮ ‬يدري‮ ‬متى سيحالفه الحظ‮.‬
ويواصل عبدالله بقوله كما أن مثل هذه البرامج المسابقاتية بعض الأحيان‮ ‬يكون مردودها خطيراٍ‮ ‬على القنوات وربما تفقدها مصداقيتها نتيجة تقصير في‮ ‬العمل أو التعامل بشكل‮ ‬غير شفاف مع المشاهد أو القيام ببعض الممارسات التي‮ ‬تفيد أو تشعر المشاهد بالخداع‮.‬

عملية تمويلية
الدكتور حمود العودي‮ ‬استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء‮ ‬يقول‮:‬
الجوائز تثير حاجة الناس إلى المادة وتستغل حالتهم المادية المتردية التواقة للحصول على شيء فنجد أن معظم الذين‮ ‬يدخلون هذه المسابقات‮ ‬يخسرون المتبقي‮ ‬بالجيب وهذا‮ ‬يرقى إلى الابتزاز لأن الناس‮ ‬يفقدون قيمة الوحدات أملا بالحصول على الجوائز ولكن الكثير منهم لا‮ ‬يحصلون عليها‮.‬
ويوضح بقوله هذه العملية معروف أنها تقوم بها شركات تتفق مع بعضها على وسيلة من وسائل تحريك الرأي‮ ‬العام لكي‮ ‬يسهم في‮ ‬عملية تمويل هذه الشركات أو المؤسسات وذلك من خلال وسائل عدة قد ترقى إلى مستوى نشر الأوها وربما الكذب والوعود‮ ‬غير المضمونة ويفترض أن تكون هناك رقابة عليها‮.‬

قد يعجبك ايضا