المندوب السامي السعودي وحرمه
عبدالفتاح علي البنوس
يبدو أن آل سعود باتوا على مقربة من الخلاص من الخائن العجوز علي محسن الأحمر ، بعد أن أدركوا بأنه أصبح كرتا حارقا ولم تعد له أي فائدة تذكر ، ولم يعد يمثل أي رقم في معادلة الصراع في اليمن، ولذلك قرروا أن يرفعوا أيديهم عنه ولو بطريقة غير مباشرة ، قناة mbc)) السعودية استضافت السفير السعودي لدى بلادنا محمد آل جابر وأجرت معه حوارا مطولا فيما يتعلق بالشأن اليمني ، حيث جاءت هذه المقابلة في توقيت خطير جدا وحملت معها الكثير من الرسائل والدلالات التي تؤكد على أن الذراع العسكري للسعودية في اليمن علي محسن الأحمر بات ضمن البضائع المستهلكة للنظام السعودي ولم يعد له أي مستقبل سياسي أو دور قيادي في المستقبل وأن السعودية لم تعد في حاجة له بعد كل سنوات الخدمة التي قضاها في خدمتهم ورعاية مصالحهم وإنفاذ مخططاتهم وأهدافهم الإجرامية التدميرية ، وهي اليوم بالتفاصيل الدقيقة التي أعلن عنها سفيرها المفترض لدى بلادنا ذات الصلة بهروب علي محسن والاحتماء بالسفارة السعودية والسفير السعودي ونقله عبر مروحية عسكرية من دار الرئاسة إلى جيزان تؤكد بأن علي محسن الأحمر والذي قام بتهريبه السفير السعودي على اعتبار أنه زوجته لم يعد يمثل أي رقم وبات في حكم المستغنى عن خدماته ولا يستبعد أن توعز السعودية لأذنابها في مارب تصفيته أو أن تطاله نيران صديقة أو قصف طائرات بالغلط وهذه النهاية المستحقة وغير المستغربة لكل خائن عميل مرتزق .
وبالعودة إلى تصريحات السفيه السعودي يبدو واضحا وجليا بأنه كان يعمل في اليمن كمندوب سامي للسعودية لا كسفير ، وأن سفارته كانت بمثابة مركز وسلطة القرار اليمني وكان عبدربه مركوز فاضي ينفذ ما يطلب منه وما هو مرسوم له من سعادة السفير الذي بات يملك سلطة تحريك الطائرات العسكرية وتحويل مهمته الدبلوماسية إلى مهمة إستخباراتية وتجسسية للدرجة التي بات معها مرتبطا بشبكة من الإعلاميين الذين ينفذون البرنامج والسياسة التي يفرضها سعادة السفير ، وهنا ينكشف المستور ويظهر الدور المشبوه الذي كان يقوم به الجنرال الفار والعمالة الواضحة والتبعية المطلقة للسعودية وهو الأمر الذي يؤكد على صوابية التحرك الثوري الذي أطاح به ، ويبين الأهمية التي اكتسبتها ثورة 21سبتمبر والتي كانت بحق ثورة الخلاص والتحرر من الوصاية والتبعية السعودية ، وهنا لا غرابة أن يصف السفير السعودي علي محسن بالزوجة وأن يفضحه على الملأ ، فهكذا يتعامل الأسياد مع خدامهم ومرتزقتهم ، وأتوقع شخصيا بأن يقدم النظام السعودي على نشر المزيد من المعلومات والحقائق التي تفضح وتعري الكثير من الخونة العملاء الذين أرتموا في أحضانهم وباعوا وطنهم وشعبهم من أجلهم، فهذا هو السيناريو المتوقع، وهذه هي النهاية المرتقبة ، اليوم فضح علي محسن وسيتوالى مسلسل الفضائح وإذا كان علي محسن قد ظفر بمكانة ومنزلة زوجة السفير ، فالعالم الله ماهي المكانة التي سيظفر بها من دونه منزلة ومكانة في مستنقع الخيانة والعمالة والارتزاق؟!
بالمختصر المفيد، سقط علي محسن الأحمر في وحل الخيانة والعمالة منذ وقت مبكر ومواقفه جلها مشبعة بذلك وزاد السفيه السعودي أكمل ما كان ناقصا، وسيجد علي محسن نفسه في القريب العاجل معرضا للتزفير والترحيل القسري من السعودية حاله حال المغتربين اليمنيين الذين يتعرضون لممارسات تعسفية سعودية مهينة ومذلة ، هذا إن سلم من المكر والغدر السعودي الذي قد يطاله مع أقرب فرصة تلوح لهم.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وعملا متقبلا وإفطارا شهيا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .