الأشتر الشهيد
الحسين بن أحمد السراجي
إن استشهاد الرئيس ليس بالأمر الهين والبسيط, ففي دول العالم المتحضر والمتخلف على حدٍّ سواء تتعمد الأنظمة والحكومات إخفاء خبر الوفاة وتتحفظ عليه خوفاً من الانهيار وانتشار الفوضى ولا يتم الإعلان إلا بعد الترتيب والتهيئة وأخذ جميع الاحتياطات وذلك طبعاً في حال السلم فكيف لو كان في حال حرب كما هو حالنا مع الرئيس المجاهد الشهيد صالح الصماد ؟!
ما يجب أن يعرفه الجميع بأننا بضاعة موت وصرنا في مرماها حين اخترنا واقع التحرر من ربقة الاستكبار وأدواته الخانعة الذليلة التي تصب جامَّ حقدها بُغية التركيع والعودة للحظيرة الخلفية لمملكة العهر !!
إنما الرئيس الشهيد بطل لم يختبئ أو ينكفئ كما يفعل من لو كانوا في مقامه وهم أبعد عن فعل عُشر عشير ما فعله ولكنه كان متحركاً يطوف الجبهات ويزور المرابطين ويشهد الاحتفالات والمناسبات والدورات التدريبية والتأهيلية ودفعات التخرج يرفع المعنويات محتزما جُعبته ولابساً لامَّة حربه وآخر ما شهد مما عرضه الإعلام مؤخراً كان ورش التصنيع الحربي بشجاعة أبهرت العدو نفسه وتركته في ذهول !!
بطلٌ وأي بطل يضاهيه أو ينافسه وهو الذي ما جلس ولا ركن ولا تخفَّى ولا غاب عن واجبه كرئيس دولة وقائد ميداني يعلم يقيناً بأن كل شيء يرقُبه ويتربص له ويتأبط شراً للفتك به حتى لو كان داخل الكعبة أو في ميدان السبعين بين مئات الآلاف من البشر كونه يعلم حقيقة خصمه وفجوره ومع كل ذلك واصل تحركاته بإيمان مذهل ويقين عجيب !!
خلال ثلاث سنوات من العدوان الإجرامي كنا متميزين في نظر العالم وحتى في الشهادة صرنا مميزين ففي ميدانها عانق رئيسنا المنايا بطلاً في سوح الجهاد والاستبسال ونحن في صمود وهدوء تامين !!
والله ما أذهلني خبر استشهاده وإنما زادني إيماناً ويقيناً فـ (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً )) .
نال الرئيس المجاهد الأشتر اليماني حُسنى الشهادة الذي لا شك كان شعاره في مسيرة جهاده ككرامة من الله تعالى, فطب نفساً سيدي الرئيس فكما أحببناك حياً زاد حبك بعد نيلك الشهادة وسلام الله عليك في الدنيا والآخرة .
يا إلهي فأي شعب هذا الذي يستقبل نبأ استشهاد رئيسه بهذا الاحتساب والتجلد والصبر والثقة !! لك الله يا شعب الإيمان .