الثورة نت/ خاص
في تركيز واضح وممنهج على العملية التعليمية والبنية التحتية لقطاعات التربية والتعليم في مختلف محافظات الجمهورية أوغلت دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي في القصف البربري المباشر والمتعمد للمدارس، ومكاتب التربية والتعليم.. فلماذا يركز العدوان والإرهاب والتطرف على المؤسسات التعليمية وتحديداً المدارس.. ؟! وما حجم الدمار الذي ألحقه قصف العدوان للمدارس.. وما وراء استهداف الجماعات الإرهابية في عدن لمدرسة الشوكاني للبنات، ومدارس أخرى.
وكشف عدد من الأكاديميين و التبرويين في أحاديث لـ”الثورة” مغازي العدوان والتطرف والإرهاب، من استهداف المدارس ومؤسسات التربية والتعليم.. مؤكدين أن إدراك دول العدوان لأهمية التعليم الذي كانت اليمن وعبر 50 عاما قد قطعت مرحلة بنيوية كبيرة في تكوين مقوماته وبنيته التحتية والبشرية هو أساس نهضة المستقبل.. وأدانوا ما تعرضت له مدرسة الشوكاني للبنات، ومدرسة أبو حربة في عدن من هجومين إرهابيين خلفا جرحى في صفوف الطالبات وذعراً يقرع أجراس الخطر في نفوس الأسر اليمنية.
مدير عام الخارطة المدرسية بوزارة التربية والتعليم رضوان العزي،يؤكد أن خارطة الجمهورية اليمنية المدرسية تعرضت للقصف المباشر أو التحييد التام بفرض وضع إنساني كارثي جعل المدرسة مبنى للنازحين كضرورة لايد منها تقدّم فيها حق الأسر وأطفالها في الإيواء بعد دمار منازلها تحت طائرات المعتدين، على حق الأطفال في التعليم- موضحاً أن إجمالي المدارس المدمرة كليا وجزئيا والمستخدمة لإيواء النازحين 2559 مدرسة في 22 محافظة يمنية)).
العزي قال لصحيفة الثورة: لقد طاول العدوان إلى جانب المدارس نحو 82 معهدا و مكتبا للتربية والتعليم في المحافظات والمديريات، ليصل إجمالي ،استهدافه 2700 منشاة تربوية وتعليمية بين مدرسة ومكتب ومعهد تعليمي تابعة لوزارة التربية والتعليم.. وأردف: (( عدد المدارس المدمرة كليا تجاوز300 مدرسة وتضم 5000 غرفة دراسية وخدمية منها 3656 دراسية فيما بلغ عدد المدارس المتضررة جزئيا 2283 مدرسة تضم 41816 غرفة دراسية وخدمية منها 29144 غرفة دراسية)).
واعتبر(( استهداف المدارس اليمنية سواء بالقصف المباشر المدمر أو بالهجوم الإرهابي كما حصل في مدرسة الشوكاني للبنات في عدن وغيرها أو غير عدن هو استهداف للعملية التعليمية التي تعد رهان المستقبل في تكوين الأجيال معرفيا وعلمياً، وذلك سعيا من العدوان وجماعات الإرهاب والتطرف المسلحة للقضاء على المقومات التعليمية في اليمن سعيا للقضاء على الانسان، وإعادة الشعب اليمني إلى عصور الجهل التي تضمن لدول العدوان تبعيته وخضوعه لقوى الاستكبار والاحتلال)).
لكن العزي يرى أن صمود العملية التعليمية وصمود قياداتها وكوادرها كل في موقعه، وكذلك استمرار المعلم في أداء رسالته التنويرية انتصار كبير وغير مسبوق لم يكن في حسبان العدوان، رغم إيقاف مرتباته منذ تنفيذ قرار نقل البنك المركزي من العاصمة التاريخية صنعاء، ذلك القرار المشؤوم من العدوان ومرتزقته بهدف شل مؤسسات وأجهزة الدولة بما فيها المؤسسة التعليمية..
وأضاف ((كذلك الطلاب كان لهم دور في الصمود والمتمثل بحضورهم وتمسكهم بحقهم في التعليم في ظروف قاسية محكومة بواقع استثنائي (فلا كتاب، ولا راتب، لا مستلزمات دراسية، لا وسائل إيضاحية)، وبرغم كل ذلك نجد تحدياً إصرارا على مواصلة التعليم لينتصر أبناؤنا وشعبنا على أقوى الأسلحة في العالم فتكا وأغبى تحالف سعودي إماراتي أمريكي إسرائيلي يحاول إخضاعنا قتلاً وحصاراً وإرهاباً)).
وفي سياق الحديث عن صمود المؤسسة التعليمية يؤكد التربوي محمد الغويدي- مدير مكتب التربية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة أن ((الاستهداف والتدمير للمنشآت التعليمية بتلك الهجمات البربرية لم يؤثر كما أراد العدوان على طلابنا وعلى الكادر التربوي، بل زادهم إيمانا بعدالة قضيتهم)).
لقد تعامل التربويون والاداريون والقيادة التربوية في هذا الظرف مع معضلة النزوح بروح المسؤولية جاعلين من اليمن مدرسة واحدة حيث تم استيعاب الطلبة في أماكن بديلة. واستوعبت المدارس الحكومية اكبر عدد ممكن منهم فمثلا أمانة العاصمة استقبلت ما يزيد عن سبعين ألف طالب وطالبه من الطلبة النازحين العام الماضي (٢٠١٦/٢٠١٧م) رغم تسرب عدد كبير من الطلبة جراء استهداف المدارس بالقصف أو تضررها غير المباشر ،وترك بعض المعلمين لها جراء انقطاع الراتب منذ سنتين وهو أحد نواتج العدوان.
وأضاف: ورغم كل الظروف والتحديات إلا أننا حددنا المدارس المتضررة وعملنا على إعادة تأهيلها المتضررة وترميمها وكان لمنظمة اليونيسف الدور الريادي والكبير في ذلك، إضافة لتقديم دورات تدريبيه في الدعم النفسي للطلبة النازحين وللمدارس المتضررة بتعاون قطاع التدريب والتأهيل في الوزارة وبالتنسيق مع بعض المنظمات والمبادرات)).
الترب قال لـ ((الثورة))إن استهداف العدوان للمدارس يجسد غيظهم ..وقال :إن ما يغيظ العدوان هو أن المدرسة تعني للشعب اليمني التعليم والتعلُّم والتنمية والازدهار للبلد، وهي بوابة الطريق السالك إلى المستقبل المنشود.. موضحاً أن ((الهجوم الإرهابي على مدرسة الشوكاني للبنات في دار سعد بعدن قبل أيام، وكذلك مهاجمة مدرسة أبو حربة في مدينة إنماء السكنية بعدن أيضاً ، تأتي في نفس سياق هذا الاستهداف للتعليم بل ومؤشراً لبث الرُّعب في المدارس وفي المجتمع واستهداف التعليم، خصوصا بعد فشل العدوان والمرتزقة عسكريا فأرادوا بث الرعب في مؤسسات التعليم بالتزامن مع الحرب الاقتصادية بإغلاق الموانئ والمطارات وحصار ظالم لم يشهد العالم مثيلاً له)).
الانتصار حتمي
واختتم مستشار المجلس السياسي الأعلى البرفسور عبدالعزيز الترب حديثه قائلاً: ومع هذه الكلفة الباهظة على اليمنيين قوى بشرية وبنية تحتية وعمرانية، مع كل هذا العدوان والحصار سننتصر حتماً بعون الله وبفضل صمود الشعب وبسالة أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين لقنوا ويلقنون حتى اللحظة دول العدوان دروساً في الرجولة والبطولة، وما لم يتحرك العالم لوقف العدوان الغاشم والحصار الظالم ،لا استقرار في المنطقة ولن يخسر اليمن أكثر مما خسر)).