وسينجح مبعوث الأمم الجديد
أشواق مهدي دومان
ليس لأنّه مؤيّد من الله، فالله لا يؤيد إلا أولياءه،و ليس لأنّه متعبّد ناسك زاهد فقد يكون يهوديّا أو نصرانيّا لا يعرف لبِيعته أو كنيسته طريقا سوى في المواسم أو المناسبات،وليس لأنّه يوحى إليه من الله ،فالوحي خاص برسل الله ، و ليس لأنّه كبير في السّن فالغرب تضجّ ملاجئهم ودار مسنّيهم بهم في هجر من أبنائهم لهم ،و ليس بقدرة قادر فهذا اسم نوع من حلوى الكيك على الكراميل ، و ليس لأنه كبير القلب الذي يخاف وينجرج لما قد كان خلال ثلاثة أعوام في اليمن من عدوان وانتهاك سافر للإنسانيّة،فلم نرَ عينيه ابيضّتا من الحزن علينا ،وأين كانت إنسانيّته منذ بداية العدوان ؟؟!!
إذن : ما الذي يجزم بتكهّنات نجاح وتوفيق مبعوث الأمم المتّحدة الجديد ؟؟
احتمال نجاحه أو بالأصحّ ترجيح نجاحه في مساعيه التي تنطلق من قاعدة استعماريّة انتهازيّة واحدة يؤمن بها المستعمر الذي أُغلقت منافذ النّور عليه فبات يتخبّط في ظلام ،و يخبط خبط عشواء فثلاثة أعوام مرّت على العدوان أرضعت فيها مهلكة بني سعود اليهود والنّصارى ومرتزقتهم ذهبا ونفطا و ريالات وأموال ،ما يكفي فقد حان الفطام لمولود غبيّ أحمق هجين ،قد لُقّح فكرا وأدلجةً من خليط من كلّ فكر منحرف فلُقِّح من الوهابيّة والإخوانجيّة و هما من وجوه التّكفيريّة الإرهابيّة الدّاعشيّة الأمريكيّة البريطانيّة الإسرائيليّة الماسونيّة ،و قد جعل مولودهم المسخ يرضع الانحراف في الفكر والهدف وكذلك الأداة التي كانت كلّ سلاح محرّم،و أمّا هدفهم فهو صنعاء كبوابة اليمن الأساسيّة ،و جعلوا يحشدون ويدعمون بالسّلاح و( أشباه الرّجال ) والمعلومات لاحتلال و نزع صنعاء منها ،فما اسطاعوا و كانوا الأوهن والأهين و الأرذل والأفشل والأعجز ، وقد كاد ضرع بقرتهم الحلوب أن يجفّ ،ولأنّهم جرّبوا أعتى سلاحاتهم فاحترقت ،وكانت رمادا ،وأنزلوا وبعثوا بمسوخهم فسُحِقوا وتم هرسهم وقليهم ورميهم ،و اجتمعوا بمستشاريهم من الجنّ والإنس فكانت شهب الله تطاردهم فتشعلهم نيرانا ثمّ تخمدهم فضلات في الفكر والروح والجسد، وتتخلّص منهم إلى مزابل التّاريخ، ما جعلهم يشعرون بالملل والإحباط والرّتابة وقد انهزموا فعادوا عبر بوابة الأمم المتحدة كاسم ظاهره الرّحمة للأمم ،ومن باطنه العذاب والظلم لبني آدم ، و هم يثقون بأنّ : فاقد الشيء لا يعطيه ،وقد فقدوا الانتصار، وفقدوا أحلامهم وأمنياتهم وطموحاتهم و حتّى لا يعترفوا بالهزيمة و الفقدان أرادوا أن يعالجوا نفسياتهم المحبطة و معنوياتهم الهابطة بمحاولة التّظاهر بالقوة ،ففي فلسفتهم : كلّ الطّرق تؤدي إلى روما ، ولكنّها تعجز عن الوصول إلى صنعاء ،فكلّ الطّرق لم ولن تؤدي إلى صنعاء ،وهناك سبيل واحد لصنعاء اليمن ،و الوصول إليها ولكن ليس كجارية و بغي تحتضن الإماراتي والسعودي والجانجويدي والسّنغالي والكولومبي ،والمصري ،والبلاك ووتري ،والمارينزي،و…الخ..
صنعاء هي مريم العذراء الطاهرة البتول ،التي نفخ الله فيها من روحه فكان رجال أولو قوّة وأولو بأس شديد يذودون عن عرضها بدمائهم،
صنعاء: رجال الله من قبائل اليمن ومن جيشه الحرّ ومن الشّعث الغبر الحفاة خريجي مدرسة الكهف الأسمى وقد داسوا بأصحاب ناطحات السّحاب وبرج خلائفهم ومخلّفات البشريّة ،داسوهم وانتعلوهم تحت أقدامهم ،ولن يدخلوا صنعاء إلا زائرين يقتبسون من جمالها ونورها ودلالها وروعتها وحضارتها وعفافها وصمودها وشموخها وعنفوانها ونسيمها الشّمالي الذي تنفّس نسيم شمال الشّمال من صعدة ،فكرا زيديّا نقيّا مشبّعاً بالقرآن ،عاملا،مستبصرا به ، فزادها رونقا وكانت الجوهرة التي لن تكون إلّا لأهلها فالقبائل من كل محافظة ومديريّة وشارع وحارة هم أهل المروءة والشّهامة والكرم والرّجولة افتدوها بأرواحهم وأبنائهم وما يملكون ، و طردوا و أعدموا العملاء والخونة فما عادت يد للبقرة الحلوب ورعاة البقرة ،وما عاد من سبيل لخروج رعاة البقر بماء أو ببعض من ماء الوجه الخنزيري إلا تناسي الهزيمة و الخضوع لسلام الرّجال ،و ليس استسلام الدّجاج والأرانب ..
سينجح مبعوث اللا أخلاق في مسعاه و هو صاغر خانع لسلام رجال الله الأقوى ،لسلام الأخلاق القرآنيّة ..
سينجح كمحاولة لرفع روح إسرائيل وأمريكا وكبيرتهم بريطانيا كفكر استعماري انهزم وطرد في الهند و جنوب اليمن ،وغيرها من دول انتزعت حرّيتها من بين فكوك أفعى لها رؤوس عدة .
وقد كان قائد المسيرة القرآنيّة السيّد المنتصر بالله : عبد الملك بن البدر الحوثي هو عصا موسى في زمانه وعصره ، وهو سفينة نوح ،وهو من نفس نَفس إبراهيم وإسماعيل ،ومن بشرى بشرى عيسى ،فهو ابن رسول الله ( صلّى الله عليه و آله ) ، ولن يكون سلاما إلا على يديه الطاهرتين ، ورجاله وهم الأفذاذ الصّادقون ،
وهنا سيتهمني الحمقى بتقديس السّيد القائد ولكنّي سأدعوهم من جديد لقراءة الواقع ،وربطه بالماضي فتاريخ النّصر ( كأي تاريخ ) كشجرة لن تورق مالم يكن لها ساق قويّ يحمله جذر أقوى في عمق الأرض ، وتاريخ أولياء الله أنّهم رجال النّصر لله ودينه وعباده، و بهم سيتلاشى فكر و تعبئة الماسون الخاطئة حين ألقمت،وغرست في نفس العربيّ المسلم أنّ العاقبة لمن يضع نجمة ترامب على كتفه ،وعقال نتنياهو على رأسه ،وزنّار بن عبد الوهّاب جهتي وجهه ،و بدلة الجبير (الضمير المؤنث) على جسده ،وقد لبسها كلّ مرتزق و عميل للعدوان بكرفتّاتهم ،وصدّقوا فكرة الأفلام المصريّة المستقاة من الغرب الصّهيوني : أن الذي يلبس جلابيّة الصّعيدي هو غبي ووضيع في رتبته الاجتماعية ،وهو المجرم وهو عم حسن أو عم عبدو حارس العمارة ، وأنّ صبحيّة وفاطنة وتفيدة المحتشمة في لبسها هي زوجه ( مراته )، و على هذا الأساس أفشل العدوان مساعي ( جمال بن عمر ) المبعوث العربي المسلم الذي فهم خيوط اللعبة ونطق بالحقّ فهُدّد ،و ُمش و تمّ استبعاده من ملف العدوان على اليمن لتأكيد فكرة استعمارية وترسيخ نظريّة للمستعمرين في نفوس الشّعوب العربيّة تقول :
العربيّ الإسلاميّ الحرّ فاشل ،عاجز ،وقد أكّدوا ذلك حين امتطوا وأتوا بخليفة لـ(جمال بنعمر) وأسموه مبعوثا للأمم يدعى : اسماعيل ولد الشّيخ ،وبطحوه وأحرقوا شخصيته كمسلم باسمه الإسماعيلي ،
ولهذا لن ينقذ اليمن ( كما يحاولون ترسيخه في نفوسنا ) إلا البريطاني 🙁 مارتن غريفيث )
ولهذا : سينجح مبعوث الأمم المتحدة الجديد، واحتمالية و رجحان نجاحه هو معركة ومخاض يحفظ للاستعمار هيبة مزيفة أسقطها ثبات وجهاد وقتال رجال الله، وكفى .