بين السقوط والهزيمة الطبيعية لتحالف العدوان
الثورة / ماجد الكحلاني
وسط التقدم الميداني المستمر في دك مواقع تحالف العدوان على اليمن ودحر المرتزقة المأجورين في مختلف جبهات القتال الداخلية، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية- مع بداية العام الرابع للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا- من شن عمليات عسكرية واسعة في جبهة نهم البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء انتهت بتطهير مساحات واسعة وسلاسل جبلية متعددة كانت تحت سيطرة المرتزقة منذ العام الماضي 2017م.
جغرافية نهم
تعتبر مديرية نهم أولى مديريات محافظة صنعاء من جهة مأرب وبوابة العاصمة الشرقية، تتجاوز مساحتها 1841 كلم مربع، (أربعة أضعاف مساحة العاصمة)، وتتميز جغرافيتها بسلاسل جبلية وعرة تطل مباشرة على العاصمة.
تبعد نهم عن وسط صنعاء حوالي 60 كلم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 41502 نسمة، بحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004.
وتحاذي “نهم” مديرية أرحب، البوابة الشمالية للعاصمة (يشكلان معا ثلث محافظة صنعاء بأكملها)، ومحافظتي مأرب والجوف (شمال شرق صنعاء)، ومديرية بني حشيش.
وبموقعها الاستراتيجي الهام، يرى مراقبون عسكريون أن معركة نهم الأخيرة كشفت هشاشة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وارتباك طيرانه حتى أضحى المرتزقة عرضة لغاراته العشوائية.
ويبررون ذلك بأن معارك ما بعد جبهة “نهم” ستكون أسهل بكثير وليست بذات التعقيد الجغرافي الجبلي الوعر الذي أخر حسم المعركة مع قوات ومرتزقة العدوان في نهم خلال الفترات الماضية، و يؤدي إلى تباطؤ التقدم الميداني وتطهير ما تبقى من مواقع في جبهة نهم والجبهات المحاذية باتجاه مارب والجوف .
بداية الانهيار
وفقا للمعلومات العسكرية الواردة فإن المعركة الأخيرة انطلقت وفقا لمعلومات استخباراتية ومعرفة مسبقة بتضاريس وجغرافية مديرية نهم، وبناء على خطة هجومية من ثلاثة محاور اعتمدت عليها قوات الجيش واللجان الشعبية ونفذتها أواخر فبراير الماضي.
كان المحور الأول هو غرفة عمليات القوات الموالية للتحالف ومواقع قياداته وأساليب الحماية والتأمين ومواقع القوة والضعف
المحور الثاني، قطع طرق الإمداد والتموين عن القوات الموالية للعدوان في توقيت محدد.
في حين كان المحور الثالث: تنفيذ عمليات هجومية شاملة على خطوط الدفاع وتحصينات القوات الموالية للعدوان وصولا الى القضاء على مراكز تمترسها والسيطرة على كل المواقع التي كانت تحت قبضتها .
ووفقا للمصدر العسكري فإن المعركة لم تستغرق سوى أسبوعين كاملين، انهار خلالها مرتزقه العدوان في وقت قياسي غير متوقع.. كما تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من اختراق دفاعات وتحصينات ومعاقل مقاتلي العدوان مسجلة بذلك بداية الانهيار التدريجي في صفوفها.. وشل غرفة عملياتهم الخاصة وقطع طرق الإمداد والتموين في توقيت واحد.
خسائر فادحة
لقي أكثر من 120 مسلحاً من المرتزقة مصرعهم بينهم قيادات، على رأسها قائد ما يسمى “لواء حفظ السلام” العميد ظفر قائد أقوى لواء موال للتحالف في جبهة نهم بالإضافة الى جرح مئات المرتزقة ووقوع العشرات في الأسر بينهم قيادات بأيدي الجيش واللجان الشعبية.
وبجانب تدمير عشرات الآليات التي بحوزتهم استولت قوات الجيش واللجان على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري، وتولت في الوقت نفسه مواجهة أي مقاومة محتملة ومنع حدوث أي مفاجآت.
ثلاثة محاور
وضعت قوات الجيش واللجان الشعبية خطة عسكرية هجومية في جبهة نهم تمثلت بشن هجوم واسع لإسقاط الجبهة من ثلاثة محاور :
المحور الأول: محور الميمنة – جبهة يام حيث شنت وحدات عسكرية خاصة هجومين وفق مسارين الأول منها ركز على سلسلة جبال الأنصاب باتجاه جبل رباعين والتباب المجاورة لجبل رباعين وانتهت بالسيطرة على جبل رباعين وتم الامتداد إلى غول ساحب وتبة عدن والمواقع المحيطة بها وموقع طحنون باتجاه والتباب المحيطة وجبل الادمغ وقطع طريق إمداد العدو بالكامل من جبل حلبان ودوة من جبل رياعين.
اما المسار الثاني فقد كانت مهمة قوات الجيش واللجان الشعبية فيه تنفيذ هجوم واسع من القطاع الأيمن من جبهة يام ، وتطهير سلسلة مواقع السوداء وموقع البزي امتداداً إلى السيطرة على سلسلة مواقع الانصب وجبل الحصين وكل التباب والمواقع العسكرية المجاورة لها بالكامل .
قلب الجبهة
أما المحور الثاني من العملية العسكرية فركز على الوسط (قلب الجبهة) وكانت مهمة قوات الجيش واللجان الشعبية الشأن تطهير سلسلة جبال البياض امتداداً إلى السيطرة على موقع عياش والتباب المحيطة بها ، وتمت السيطرة عليها بالكامل.
ايضا المحور الثالث (محور الميسرة ) فقد انيطت بوحدات من قوات الجيش واللجان الشعبية مهمة تطهير سلسلة عيدة الشرقية والغربية والمنصاع وتمكنت من السيطرة عليها بالكامل.
ارتباك العدوان
يأتي ذلك في حين تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من تنفيذ خطّة محكمة عطلت نقاط قوة المسلحين المتحصنين ودمرت نقاط الإسناد للمرتزقة، فيما اعتمدت الخطة أيضاً على استغلال الظروف الجوية والبيئية التي ساهمت في إرباك تحركات طيران التحالف القادم من القواعد العسكرية السعودية وهو الارتباك الذي تسبب أيضاً في قصف الطيران مواقع القوات الموالية للتحالف ما أدى لمقتل العشرات بينهم قيادات رفيعة.
إحصائيات القتلى
على وقع الاشتباكات الجارية، ومنذ الأيام الأولى بدأ الانهيار الكبير في صفوف المرتزقة الذين مُنيت بالفشل عملياتهم الهجومية المسنودة بغطاء جوي ، وتعرضت لمزيد من الخسائر بصفوف مقاتليها اثر قصف جوي ادى لمقتل عدد من المرتزقة بينهم قيادات، جراء تغير مواقع الإحداثيات في ظل تقدم الجيش واللجان الشعبية بحسب مصادر عسكرية .
أما في ما يتعلّق بأعداد القتلى الذين سقطوا خلال المعركة الأخيرة، فقد تفاوتت المصادر في ترجيح أعدادهم، وفيما تحدث أحدها عن سقوط 120 قتيل، رفعت مصادر أخرى الرقم إلى 3٠٠ منذ بدء المعركة.
وتقدر مصادر ميدانية عسكرية، أن حوالي 80 % من مساحة مديرية نهم بات تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وارتفعت أكثر من ذلك مع التقدم الميداني المستمر خلال الأيام الماضية.
مؤشرات النصر
يبدو أن استكمال تحرير جبهة “نهم” بات وشيكا جدا، وهو ما يتضح من التقدم الميداني والسيطرة الكبيرة لقوات الجيش واللجان الشعبية على أجزاء واسعة في وقت قياسي، وسط انهيارات متسارعة وفرار جماعي للمرتزقة باتجاه مارب، بحسب مصادر ميدانية.
ومع التحول المتسارع في مسار المعركة، يبدو أن التحالف وأدواته من المرتزقة استنفدوا كل خياراتهم وأوراقهم، وما سقوطهم وهزيمتهم المدوية في جبهة إلا المصير الطبيعي بعد كل ما ارتكبه التحالف عبر مرتزقته وطيرانه من جرائم ومجازر غير مسبوقة أبناء الشعب اليمني.
وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية أجادت توظيف الوقت والتضاريس لصالحها في تنفيذ عمليات عسكرية نوعية رغم التحليق المكثف للطيران.. ونفذت في جبهة نهم على مدى الفترات الماضية عدداً من العمليات، تمثلت بالهجوم والاقتحام الخاطف، وإيقاع مرتزقة تحالف العدوان بخسائر مادية وبشرية كبيرة..
وبين استهداف تجمعات وتعزيزات تلك القوات بصواريخ قصيرى المدى، والإغارة والسيطرة على مواقعها، حاولت قوات المرتزقة خلال الفترة الماضية، الدفع بالمئات من المرتزقة والعشرات من الآليات العسكرية إلى جبهة نهم، إلا أن معظم تلك التعزيزات، تم استهدافها بسهولة.
كما استهدفت تعزيزات عسكرية أخرى تابعة لمرتزقة العدوان في عدد من المناطق بصواريخ «زلزال 2» و«زلزال 3» وصاروخ «قاهر تو أم»، المصنعة محلياً، مستهدفة معسكراً تدريبياً تابعاً للمرتزقة في فرضة نهم، وعدداً من التعزيزات العسكرية.