أسرى محررون يروون قصصاً مروعة مـــــن التعذيب داخل سجون تحالف العدوان
مقاطع الفيديو الوحشية بحق الأسرى لا تقل فظاعة عن جرائم داعش في سوريا والعراق وليبيا
استياء شعبي من جرائم العدوان ومرتزقته.. ومطالبات بتوثيق المجازر وعرضها على الرأي العام العالمي
تعذيب وقتل الأسرى جرائم حرب دولية لا تسقط بالتقادم
إعداد:حاشد مزقر
في مشهد لا يقل فضاعة عما يشاهد من جرائم تنفذها عصابات داعش والقاعدة في سوريا والعراق وليبيا وثق الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم أعمالهم الاجرامية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم بالفيديوهات التي صورت ممارساتهم البشعة بحق أسرى من الجيش واللجان الشعبية والعديد من المدنيين وتمثلت هذه الجرائم خلال 3 سنوات من العدوان السعودي الإماراتي بأعمال (حرق ، قتل ،ذبح ، سحل ، تعذيب ودفن أسرى أحياء ، إعدام جماعي ) ..في هذا الملف قصص وحكايات من الأسى والمعاناة والانتهاكات التي تعرض لها الأسرى من المدنيين والتي ارتكبتها بحقهم الأيدي الضالة من المرتزقة والمحتلين كما نستعرض قصص الصبر والجلد الذي أظهره أسرى الجيش واللجان الشعبية في زنازين دول العدوان:
خلال الأيام القليلة الماضية أقدمت مجموعة إرهابية من المرتزقة في محافظة أبين على ذبح أحد أسرى الجيش واللجان الشعبية وهو مشهد كررته هذه الفئة الضالة مرات عديدة وكأنها تقول لقد أصبح للفكر التكفيري في اليمن موطأ قدم،وفي جريمة سابقة أقدم مرتزقة تحالف العدوان على إعدام أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية بمديرية موزع بتعز بإشرافٍ مباشرٍ من القوات الإماراتية الداعمة والحاضنة لهذه المليشيات في تلك المنطقة وقاموا بتصوير المشهد ونشره على مواقع الاتصال الاجتماعي ضاربين بكل قيم الإسلام والإنسانية جمعاء عرض الحائط ولم تمض أيام على جريمتهم الوحشية سالفة الذكر حتى قاموا بما هو ابشع وافظع حين عرض زبانيتهم وبالفيديو مقطع مؤثر جداً لجريمتهم النكراء التي اقدموا من خلالها على دفن اسير من الجيش واللجان الشعبية وهو حي بمديرية المخا في جريمة تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين كل إنسان.
جريمة أخرى لا مثيل لبشاعتها ولم يسبق ان حدثت في قيفة بمحافظة البيضاء أقدمت بارتكابها عصابات داعش وعناصر القاعدة الإرهابية التابعة لقوى العدوان السعودي والتي تجرد عناصرها من الإنسانية وقيمها ومن الدين وتعاليمه ومن الأعراف القبلية و تقاليدها على قتل الشاب عبد الكريم مقبل ناصر من ابناء قرية المناسح شاب ليس له أي انتماء حزبي أو طائفي بحسب ما قاله أبناء قريته وبعد ان تم قتله بثلاث طعنات بالرقبه تم التمثيل بجثته حيث تم فقء عينيه وبتر شفتيه واذنيه وسلخ وجهة وبطريقة تعبر عن مدى قبح وتفسخ هذا الفكر التكفيري الدخيل على أبناء القبائل اليمنية .
مسلسل إجرامي
جرائمهم الأخيرة لم تكن إلا حلقة مكملة لحلقاتهم الإجرامية السابقة ففي مشهد جماهيري وبحضور مئات المواطنين في مدينة تعز احرقت المجموعات الإرهابية التابعة للغزاة والمرتزقة شخص بلباسه المدني بينما شخص آخر فقئت عيناه وهو حي ووجه له سب وشتم ثم قتل بطريقة وحشية كل ذلك بسبب انتمائه المذهبي(الحوثي) .
جريمة أخرى وثقت شهادات بشأنها مداهمة منزل “لآل الرميمة ” قتلت فيه هذه المجموعات امرأة كبيرة في السن بلغ عمرها (88) عاماً وابنها في سن الثلاثين من العمر وهو اعزل، على خلفية انتمائهم العائلي أو المذهبي مما تعد جرائم تمييز “عرقي ” يعاقب عليها القانون والقانون الدولي الإنساني، أيضا شهدت مدينة تعز جرائم ســحل بشتى الوسائل لأسرى عزل..وقد ثقت تقارير عديدة في صراع هذه الجماعات مع الجيش واللجان الشعبية في مناطق المواجهات في تعز وعدن رفعها لشعارات تنظيم القاعدة ذي اللون الأسود والعبارات بالخط الأبيض وهو ما وثقته فيديوهات نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ممارسات هذه الجماعات ضد الأسرى من أطراف الجيش واللجان الشعبية أو مواطنين من أبناء المناطق في تعز وعدن أو ممن يحملون القاباً تنتمي للمناطق الشمالية هذه الممارسات قوبلت باستنكار مجتمعي واسع وقد تمثلت هذه الممارسات في عدد من المحافظات الجنوبية بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وبطريقة عنصرية مقيتة ومن هذه الممارسات ما حدث خلال الفترة الماضية في مدينة تعز بقيام الجماعات التي تطلق على نفسها المقاومة بقيادة حمود المخلافي بذبح أشخاص وقتل بالرصاص لأسرى من الجيش واللجان الشعبية بينما في عدن سجلت حالات بالتعذيب للأسرى بصور مهينة ولا إنسانية وعمليات السحل وراء الأطقم التابعة لجماعات تطلق على نفسها المقاومة كما وثقت فيديوهات لجماعات ترفع راية القاعدة تعدم أشخاصاً بالرصاص الكثيف ينادون أثناء العملية الموت للروافض بينما يضفي على هذه العملية سلوكاً أجرامياً مبنيا على أساس الانتماء الديني والتمييز الطائفي والعرقي.
روايات لأسرى
قصص وحكايات أخرى من الأسى والمعاناة ومن الصبر والجلد الذي أظهره أبطال الجيش واللجان الشعبية في زنازين مملكة آل سعود..
زيد علي ابراهيم الشامي أصيب برصاص مرتزقة العُـدْوَان في مارب وتم على إثر هذه الجراح أسره من قبل المرتزقة، ويسرد زيد قصته قائلاً: “جرحتُ برصاص المرتزقة ثم وقعت أسيراً في أيديهم، فنقلوني إلَـى مستشفى مارب، لا رحمة بي ولا بجراحي ولكن حتى لا أموت فيخسرون صفقة كانوا عقدوها مع العدو الأَمريكي السعودي”..وَفي المستشفى تم إيقاف نزيف إبراهيم ومن ثم التحقيق معه باستخدام كُلّ وسائل التعذيب والعنف، هكذا لمدة يومين، كما يقول زيد، وَبعد يومين من التعذيب المُر تم نقلهم إلَـى معسكر الإماراتيين بواسطة طائرة هيلوكبتر..ويضيف زيد قائلاً: وما أن صعدوا بنا إلَـى الطائرة حتى أشهروا سياطَهم وألهبوا بهَا أجسادنا وعظامنا ضرباً وتعذيباً، كنت مجروحاً وكانوا يطأون جرحي بأقدامهم.. كانوا يركزون على المجروحين بشكل كبير.
ويواصل زيد حديثه بالقول: ساعتان من التعذيب فوق طائرة الهيلوكبتر وبعد هبوط الطائرة في شرورة بدأت مرحلة جديدة من التعذيب في السجن..يضيف زيد “وصلنا إلَـى شرورة وهناك أدخلنا إلَـى سجن.. لا شيء فيه سوى الاسمنت والروائح المتعفنة، وفوق هذا التعذيب بالصعق الكهربائي والكهرباء العمومية والرش بالماء البارد وكذلك كانوا يفتحون المكيفات بدرجة عالية نتجمد معها من البرد”..ويسرد زيد طريقة تعامل جنود العدو مع الأسرى، فيقول: “كانوا يحرموننا من الأكل، فإذا كدنا نهلك أعطونا قليلاً من الإدام، لا ندري ماذا كانوا يضعون لنا في هذا الإدام فبمجرد أن يصل إلَـى أحشائنا حتى تبدأ بالتقطع، ما يجعلنا نصيح ونطلب الحمام ولكن حتى الصياح كان ممنوعاً علينا، حتى الحمامات كانت أَيْـضاً ممنوعة والويل ثم الويل لك إن طلبت الخروج إليها”.
أما عن التحقيقات فيقول الشامي: كانوا يسألوننا أسئلة سخيفة ويضربوننا؛ لأننا لا نجيبُ عنها كانوا يسألوننا: أين يقيم السيد عبدالملك الحوثي وأين تخبؤون صواريخ الاسكود وهكذا أسئلة.ويزيد الشامي كان بعضُنا يمرض حتى يكاد يموتُ فيأتون بالدكتور لمعالجته، لكن هذا الدكتور يمارس هو الآخر الضرب والتعذيب.
وحشية في التعذيب
ومن ضمن أبطالنا الذين وقعوا في الأسر منصور علي المنصوري الذي وقع في أيدي مرتزقة العُـدْوَان الأَمريكي السعودي في محافظة الجوف وتم تسليمه إلَـى جنود العدو..يقول منصور: حين أسروني غطوا على عيوني وسلّموني إلَـى جنود العدو، وما إن استلمني جنود العدو حتى استقبلوني بالضرب والتعذيب والإهانة.. صبوا عليّ دبة بترول وقالوا سيحرقونني وكنت انتظر إشعال النار في جسدي، ثم جاء أحد الجنود قال سيعطيني أكل؛ لأني لم أكن أكلت منذ الصباح وكان الوقت حينها عصراً، وقال هذا الجندي سيعطيني قطعة كيك واعطاني قطعة صابون وكانت عيوني مغطاة وعندما طعمتها ورفضت أن آكلها ضربني وأجبرني على أكلها كاملة..وبعدها قالوا سيأخذونني إلَـى المفرمة وأخذوني وهم يعصبون عيوني إلَـى المفرمة وتركوني فيها من العصر إلَـى المغرب،ثم أخذوني منها قالوا عليّ أن أسلم قبل أن يفرموني ولا أدري أيَّ إسلام يقصدون وأنا أؤدي الشهادتين ليلَ نهارَ.
ويضيف منصور: حفروا حفرةً بواسطة شيول وأنزلوني فيها وقالوا سيدفنوني فيها حياً، ثم غيّروا رأيهم وجاءوا بدبابة كنت أسمعها بأذني ولم أكن أرَها، فعيني معصوبٌ عليها منذ ثمانية أيام ولم أكن حتى أعرف بالوقت إلا من خلال حديثهم، قالوا سيتركون الدبابة تدوسني بجنازرها إذا لم اعترف وأدلي بالمعلومات المطلوبة مني..كانوا يطلبون مني أن أخبرهم عن مخابئ صواريخ الاسكود وأين يجلس السيد عبدالملك الحوثي..ويواصل المنصوري بالقول: “لم تكن هذه أسئلتهم فحسب، كما يقول منصور، فقد كانوا يسألون أسئلة سخيفة.. يسألون أسئلة تستحي أنك تسألها ومنها:
ما رأيك في عائشة وما رأيك في الصحابة؟
ما رأيك في معاوية؟..هكذا أسئلة يعذبوننا على كُلّ سؤال منها حتى الموت.
ومن ضمن الأسرى الذين وقعوا في الأسر محمد عَبدالسلام صالح القرعة، وكان مجروحاً..يقول محمد: “عندما وقعت في يد المرتزقة انهالوا عليّ بالضرب والركل واللطم، وكنت مجروحاً وعلى جرحي لصقة تحميني من الأذى فقاموا بقلعها وقاموا بصعقي بالكهرباء في مكان الجُرح ومن ثم أخذوني إلَـى معسكر في مارب، هناك كانوا يتراهنون على قيمة الواحد منا ولم أعرف على أيّ مبلغ اتفقوا، المهم جاءوا بطائرة هيلوكبتر وأخذونا عليها..ربطوا رجلي السليمة إلَـى قاعدة الطائرة وتركوا الثانية المجروحة في الهواء وكانوا يضربوني على جرحي بالسياط المعدنية”..ويواصل بالقول: “لا أدري إلَـى أي صحراء أوصلتنا الطائرة، المهم أنهم أدخلونا في غرف تم صُلبنا فيها، حتى جاءت طائرة أخرى ونقلتنا إلَـى خميس مشيط، كما كنت أسمعهم يتحدثون وهناك أذاقونا أنواعَ العذاب”..وبالنسبة للأكل لم يكونوا يعطوننا أكلا، وإذا أعطونا أكلاً يمرضنا، وكانت غرف السجن خالية من كُلّ شيء.. لم يكن فيها فراش أَوْ حتى أية خرقة تقي البرد ومع هذا كانوا يزيدون تعذيبنا بفتح المكيفات وبمنعنا من الخروج إلَـى الحمام..ويضيف محمد قائلاً: “تخيل أنه يضربك وعندما تصيح “الله” يزيد بضربك ويصرخ في وجهك كأنك ارتكبت منكراً قائلاً لك وتقول يا الله”.
سب وإهانة وصعق بالكهرباء
أما شهاب أحمد عبدالعزيز فيحكي قصته في الأسر، مشيراً إلَـى أنه تم نقله إلَـى مقر الشرطة العسكرية في مأرب، حين أسروه وَأخذوه إلَـى معسكر الشرطة العسكرية بمارب ثم باعوه إلَـى السعودية..يقول شهاب: باعوا الواحد منا بـ60 ألف ريال سعودي.. أخذنا جنود العدو السعودي إلَـى صحراء لم نعرفها ثم أخذونا إلَـى شرورة وهناك مكثنا تحت التعذيب المؤلم..و يضيف شهاب: كانوا يعذبوننا بالصعق الكهربائي والرش بالماء البارد وتوصيل أسلاك الكهرباء إلَـى القيود التي على أرجلنا وجاءوا للتحقيق معنا حيث كان يجلس أحدهم أمامي على كرسي وبيده سوط حديدي، ويجلس الآخر بجنبي وبيده صاعق كهرباء، ويجلس الآخر خلفي وبيده أسلاك، ويبدأون بالتحقيق معي..أما بالنسبة للأكل فكانوا يمنعون علينا الأكل وحين يعطوننا أكلاً يعطوننا أكلاً فيه أشياء تؤدي إلَـى تقطع الأحشاء والتبرز دَماً وأميبيا. وعندما تطلب الحمام يضربونك ويجعلونك تتبرز على ملابسك ثم يطوفون بك على كُلّ العنابر ويقولون لهم من يريد الحمام عليه أن يفعل مثل هذا.
هذه ليست رواية وليس نقلا عن تعذيب الصهاينة للفلسطينيين في سجون الاحتلال، كلا.. وليست أخباراً من جوانتانامو أَوْ أبو غريب، هذا ما تعرض له الأسرى اليَمَنيون في سجون العدو الأَمريكي السعودي، وغير هذا مما لا يخطر على بال مجرم متمرس في إجرامه.
صبر وشموخ
وكشف أسرى محررون من الجيش واللجان الشعبية جانبا من التعذيب والمعاملة السيئة التي تلقوها في سجون العدوان السعودي الأمريكي أثناء الأسر، والتي تخالف كل القيم الإنسانية والدينية، كما سردوا في المقابل مواقف تعكس صبر وشموخ المقاتل اليمني وشجاعته حتى وهو في أصعب الظروف..والاسرى هم الأسير المحرر عصام الطوقي، وحسين السياني،وياسر الأسعدي، تطرق الأسرى المحررون إلى الكثير من المواقف التي عاشوها في ظل الأسر.فعن طريقة القبض عليهم، قال الأسرى المحررون” إن جميع الأسرى لم يتم القبض عليهم بطريقة عفوية وتسليم للنفس فبعضهم كان بعد حصار دام أياما وبعضهم بعد أن لقيه أشخاص ادعوا أنهم يريدون انقاذهم وتخليصهم في ظل مؤامرة وخيانة وخداع وبعضهم كان قد جرح جراحا كبيرة ومن معه استشهدوا وتم القبض عليه على حالته تلك.
وكانت المعارك، كما ذكروا، كبيرة بشكل لا يصدقه إلا من عاش ذلك النزال مع تأييد إلهي واضح وجلي. وعن أين تم القبض عليهم وأسرهم، أوضح الأسرى المحررون:” تم ذلك في جبهة مارب وبقينا أياما في مارب وعوملنا معاملة سيئة مباشرة من قبل الإماراتيين، وكان الإماراتيون هم من بيدهم القرار والحل والعقد في المنطقة في صورة يتجلى من خلالها الاحتلال بأوضح صوره، وبعد ذلك تمت البيعة وصدرت الأوامر السعودية بتحويلنا إلى سجون آل سعود لنكون ضمن صفقة لإطلاق الأسرى السعوديين,, وفعلا تم ترحيلنا إلى السعودية، ولا نعلم أين هي المنطقة التي اتجهوا بنا إليها، ولم نعلم إلا في الأخير أننا في قاعدة خميس مشيط العسكرية .
وعن نوعية السجن الذي سجنوا بداخله، ذكرالأسرى المحررون” سجن غير بقية السجون المعروفة.. سجن يظهر عليه البصمة الأمريكية والإسرائيلية، سواء في شكله أو تحصينه أو نوعية الزنازين والعنابر وزنازين الزنازنين, تنوع وتكتيك للسجن بطريقة توحي أنه معدّ إعداداً أمريكياً.
وعن الأكل والشرب والألطاف الربانية، قال الأسير ياسر الأسعدي” الأكل فقط ما يمسك لنا الحياة حبتين زيتون وقطعة جبنة صغيرة وقطعة خبز لقمة أو اثنتين, وكان ما استطيع افتح فمي تماما بسبب الجرح في الفك والرقبة.. واذا شربت ماء خرج من مخرج الرصاصة من جانب رقبتي.. ومع ذلك سلم الله وحفظنا الله وأعطانا الله العافية ونحن مع الله فكان الله معنا.
ورغم منهجية التعذيب من قبل العدوان، لم يكن الأسرى بنفسية منهزمة على عكس جلاديهم الذين ظهرت عليهم آثار الضعف والهزيمة، وفي ذلك يتحدث الأسير ياسر الأسعدي عن حالة الجنود والضباط السعودين من حرس السجن بالقول” كنا نرى الخوف والذعر في الجنود والضباط السعوديين في السجن.. نراه في كلامهم ونظراتهم وتصرفاتهم ,, حتى أنه كان إذا أخرجوا سجينا منا إلى مكان أو للتحقيق كان يمشي معه خمسة أو أربعة جنود بأسلحتهم مفتوحة الأمان موجهة إلى السجين,, رغم أننا كنا مقيدون لا يمكننا فعل أي شيء ضدهم”.
وأضاف الأسير المحرر عصام الطوقي” ضباطهم وأعلى الرتب فارغون وليس لديهم أي هم حتى في قضاياهم لا يحملون هما بالأصل, وأفكر كيف يمكن أن يتولى علينا من هذه العينات.. فمثلا على مستوى العذاب النفسي والبدني لنا كانوا يظهرون فيه بشكل عجيب لا يحمل هما ولا مسؤولية، فكان يقول أحد الضباط لنا سأعد من واحد إلى اثنين ونص وبعد ذلك اجلسوا ويعدّ واحد, اثنين, ونص, ويذهب العنبر الثاني ونسمعه يقول لهم أنتم سأعد إلى واحد ونص,, واحد ’’ ونص,, وهكذا بياخة ووقاحة وفرغة عجيبة”.
وعن تخبط العدوان مع الأسرى رداً على صبرهم وصمودهم، يقول الأسير المحرر حسين السياني” رغم ما أفرغوا علينا من العذاب النفسي والبدني فكان كل ذلك يقابل منا بالتسبيح والتهليل والحمد والشكر والصبر، بل والضحك..وهم بالطبع لا يحملون مبدأ أن الله يتدخل في نصر المستضعفين وإعانتهم فقالوا من المؤكد أننا مسحورون فأتوا بثلاثة مشايخ علم يقرأون علينا وكانوا يقرأون وبمكبرات الصوت وغيرها وبعد ذلك يسألوننا، هل تشعرون بدوار أو بشيء في الرأس ,,فنقول لهم الحمد لله ولا شيء كل شيء على مايرام, فيزيد غيضهم, ولكن من المؤكد أنه كان في ذلك خير كبير ليصل لهم ولعلمائهم الحق وتلزمهم الحجة, فقلت له ذكروني بقوله تعالى عن فرعون وجنوده حين قال الله عنهم “وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا”.
وأضاف الأسرى المحررون” قهرنا العدوان بصبرنا وتآخينا وثباتنا بعون الله فمثلا كانوا مع قلة الأكل يعطوننا بين الأكل أو الماء مادة مسهلة, ويمنعوننا من الحمام مما اضطرنا إلى عمل حمام سفري وكنا نغطي الشخص منا بالبطانية لكي لا تظهره كاميرات المراقبة في السجن ويعملها في مشمع ونقوم بعدها برميه إلى المكان المخصص لرمي النفايات, وبعضنا كان تاعباً مع وطأة العذاب مريضاً فكان بعضنا يعملها بين ملابسه لقوة المادة المسهلة وكنا نقوم بغسل ثيابه بأيدينا, قهرناهم بهكذا إخاء بهكذا محبة بهكذا تعاون”..و عن الإيغال في التعذيب واستغلال كل شيء لذلك، يقول الأسرى المحررون” بأنه حتى بعض الأطباء كان يستغل عمله الإنساني في تعذيبهم فكان يعمد إلى الجروح وينكيها ويضغطها ويخيطها بدون تخدير إيغالا في الألم لكن كان كل ذلك يلاقى بالصبر والصمود والحمد والشكر لله.
وحكى الأسير المحرر حسين السياني عن ما أسماه موقف عظة المسواك بالقول”صرفوا لنا مساويك ومعجوناً ويوم رأوا مسواكا عند مكاني وكان مقحوصاً قحصة في أسفله وعليه أوقفوني رافعاً رجلي ويدي الاثنتين أياما وجلدوني, قالوا بأني أريد أن أفتح القيود بالمساويك التي صرفوها هم لنا قلت له هذه نقله بالأمس قضية قحصة شادي, واليوم قضية قحصة المسواك”.. قال لهم كذلك ساخراً.
وعن سوء المعاملة قال الأسير المحرر ياسر” جرحت بطلق دخل من جانب الرقبة تحت الفك من الجهة اليمنى وخرج من الجهة الثانية المقابلة ونزفت حتى لم استطع الوقوف.. ومع ذلك لم يعالجوني وبعد ثلاثة أيام جاء دكتورهم ووضع تنتور على الجرح وقالوا هذا الـ وكلاماً فاحشاً ما يستاهل العيش اتركوه يموت وكانوا يضعون السكين على رقبتي حتى يوهمونني أنهم سيذبحونني ومع ذلك نجانا الله من أيديهم وهو ولينا سبحانه”.
وعن الحالة التي شدتنا ولفتت اهتمامنا وهي قضية الأسير المحرر عصام الطوقي الذي يقول” تم نعي شهادتي وصلوا علي صلاة الغائب وعلقوا صوري في البيت، وحملها الأصدقاء وشاركت صوري في معارض الشهداء ولحوالي خمسة أشهر تقريبا وأنا لم أدر بشيء من ذلك، وبعد خروجي وحين التسليم كان من الحضور من يعرفني فقال لي إنني قد نعيت شهيدا ..وحين علمت أمي بقدومي لم تتحمل أن تنتظر في البيت حتى أصل بل خرجت حفظها الله إلى الشارع لاستقبالي, في موقف لا أستطيع أن أصفه”.
ووجه للأسرى سؤال عما إن كانوا قابلوا ولو لمرة واحدة من يحمل الإنسانية، فأجاب الأسير المحرر حسين السياني بالقول” لم ولن أنسى الموقف الإنساني لاحد الأطباء السعوديين في السجن, فبعد تعذيبي لستة أيام متواصلة سألني عن حالي فقلت له لا استطيع التحرك ولا وضع ظهري ولا جنبي, فقال الدكتور هات أشوف ظهرك, فرفعت الفنيلة ليرى ظهري فرآه وعندها خلع النظارة ودمعت عيونه وقال حسبنا الله ونعم الوكيل, وكان يبكي,, وحينها عاد لي الأمل بأنه لا زال هناك رجال يخافون الله في بلاد الحجاز، ونجد أمثال هذا الدكتور الكثير والكثير ممن يحملون هم الأمة ورغم ما عانيناه ورغم الظلم إلا أننا لا نخفي مثل هذا الموقف العظيم”.
كما سُئل المحررون إن كان عرض عليه أثناء الأسر إغراءات أم أن كل ما في الأمر هو التعذيب النفسي والبدني، فأجابوا بالقول”مع العذاب النفسي والبدني فشلوا, فحاولوا بالإغراءات فبعضنا وضعوا أمامه ثلاثة ملايين ريال سعودي، ووعود ببيت وسيارة وكل ما يريد، وهو يحدد لهم إحداثيات مهمة وقيادات، ويعمل معهم , ومع ذلك فشلوا ..فمن ضحى بنفسه وماله وبيته وترك كل ما يحب مستحيل أن يلفت لإغراءاتهم، فلنا زوجات وأولاد وأهل وبيوت وتركناهم من أجل الله فمن فعل ذلك هل يعقل أن يقبل بعد كل تضحياته بثمن بخس مقابل دينه وأرضه وعرضه ومقابل الأشلاء التي خرج من أجلها, فعادوا للعذاب البدني والنفسي وأعاننا الله تعالى فله الحمد والشكر”.
وعن بعض ما كان يسمعونه في سجون الأسر أفاد الأسرى المحررون كنا نسمع دوي انفجارات الصواريخ في المنطقة التي سجنا فيها ونسمع حالات الهلع ونؤكد ذلك .. كما كنا نسمع إقلاع الطائرات الحربية وهبوطها بشتى أنواعها النفاثة والمروحية ولم نكن نعلم أين نحن، ولما عرفنا أننا كنا في سجن في قاعدة خميس مشيط نؤكد مجددا أننا كنا نسمع دوي انفجارات صواريخنا الباليستية المسددة من الله وهي تدك قاعدة الخميس العسكرية”.
وعن إطلاقهم وخروجهم وتحررهم.. حمد الله الأسرى المحررون وشكروه وقالوا” لم نتفاجأ بإطلاقنا وعودتنا إلى أهلنا ووطننا لأن ثقتنا بالله كانت تملأ قلوبنا وكنا نرى النصر والنجاة في كل لحظة سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر”.
المحفدي : التعذيب في سجون العدوان السعودي اصطنعت لنا أمراضاً ما تزال تنهك أجسادنا
الأسير المحرر اكرم المحفدي : التعذيب في سجون العدوان السعودي اصطنعت لنا أمراضا ما تزال تنهك أجسادنا ..يتلقى اكرم المحفدي ومعظم الأسرى المحررين من سجون العدوان السعودي ومرتزقته العلاج لأمراض عدة جاءت افرازاً لصنوف التعذيب التي يتعرضون لها داخل تلك السجون..(الحياة خارج سجون العدو ولادة من جديد) هكذا يصف اكرم مشاعره بعد أن بات وسط أهله وناسه فقساوة العيش خلف القضبان زادته شوقاً لكل هذه الأزقة ولكل هذه الوجوه التي الفها لكنها لم تنسه تفاصيل اعتاد عيشها..خرج اكرم من الأسر بعد قرابة عامين قضاها بعيداً عن ضوء الشمس وغالباً النور في سجون مأرب التابعة لمرتزقة العدوان في مأرب ، ورغم انه خرج من تلك السجون ، لكنه في واقع الأمر لم يعد ذلك الشخص الذي دخلها قبل اعتقاله.
أكرم كغيره ممن تحدثوا من أسرى الجيش واللجان الشعبية تعرض لأنواع التعذيب كما يصف حيث تعرض لتعذيب نفسي وجسدي وصحي لتكون الآخرة هي القاصمة التي راح على اثرها عدد من المسجونين وقضوا بسببها ..لكن اكرم حالفه الحظ بأن تعالج لأمراض عدة تسببها التعذيب بقصد في تلك السجون لعل أهمها مرض الجرب والحساسية والأورام المنهكة للعظم والدمامل وغيرها ، وهو اليوم ما يزال يتلقى العلاج مصارعاً أوجاعه الذي حتماً سيتغلب عليها ما دام وسط أناس يحبونه ويعتبرون عودته عيداً.
تعذيب وتصفيات للأسرى في سجون الاحتلال
المؤسسة الوطنية للأسرى أكدت وجود بعض أسرى الجيش واللجان الشعبية في سجون الاحتلال الإماراتي بعدن وأنهم يتلقون أبشع أنواع التعذيب وبطرق وحشية على أيدي قوات الاحتلال الإماراتية بشكل مباشر.
وكشفت المؤسسة أن بعض الأسرى توفوا نتيجة التعذيب ، وآخرون تم تصفيتهم من قبل قوات الاحتلال أو من قبل أداوتهم من مسلحي القاعدة وداعش، سواء في عدن أو في مارب أو في تعز ، وفي المقابل يتم معاملة أسرى الجماعات المسلحة الموجودين لدى الجيش واللجان الشعبية معاملة إنسانية وأخلاقية واعتبارهم كضيوف بحسب توجيهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ويتم تطبيبهم ومعالجتهم والسماح لهم بالاتصال لعوائلهم وتطمينهم والتحدث إليهم بعكس الأطراف الأخرى التي لا تزال تخفي مصير بعض الأسرى وترفض الإفصاح عنهم حتى الآن.
سجون تعذيب إماراتية
سلّط تقرير لموقع قناة “دويتشه فيله” الألمانية باللغة الإنجليزية، الضوء على معاناة اليمن وتطرق تقرير القناة الألمانية للسجون السرية الإماراتية، باعتبارها مؤشراً على أنه لا نهاية تلوح في الأفق للصراع والمعاناة في اليمن، لافتاً للاتهام الذي وجهته هيومن رايتس ووتش لدولة الإمارات المتحالفة مع السعودية بدعم المقاتلين اليمنيين المتورطين في التعذيب ضد سجناء يزعم أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وبالإضافة إلى ذلك، حيث تشرف الإمارات على سجنين على الأقل يزعم أيضا أنه يتم فيهما تعذيب أشخاص، وقالت سارة ليا ويتسون، مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: “نحن لا نقاتل بشكل فعال جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية من خلال إخفاء عشرات الشبان وزيادة باستمرار عدد الأحباء “المفقودين” لدى الأسر في اليمن”.
القمع الطائفي
تقرير القناة الألمانية تطرق لتصاعد الحوادث الإرهابية ذات الطابع الديني في عدن، مشيراً إلى أنه في مدينة عدن الساحلية، تم قتل ناشط شاب يدعى أمجد عبد الرحمن، كان قائدا لمجموعة تدافع عن الحرية الدينية وحقوق المرأة، بإطلاق النار عليه في مقهى للإنترنت. وفي اليوم التالي أوقف المتطرفون موكب جنازته ورفضوا السماح بدفنه في مقبرة إسلامية لأن عبد الرحمن كان “كافراً”.
وفي واقعة أخرى أظهر أحد الفيديوهات الأخيرة قيام قوات المرتزقة الموالين للتحالف بذبح وإعدام أسرى من جماعة أنصار الله والجيش واليمني.
ووفقاً للتقرير، أثار التشدد المتزايد للإرهاب الديني الشكوك وراء الأعمال التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية، ويقول التقرير أنه وفيما تنتشر سجون التعذيب في الجنوب، استأنف التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا هجومه المتواصل على المدنيين، حيث أكدت الأمم المتحدة أن القوات الجوية للتحالف لا تعطي المدنيين الكثير من الاهتمام خلال غاراتها الجوية منذ وقت ليس ببعيد، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن غارة جوية لطيران العدوان على محافظة تعز جنوب غرب البلاد، قُتل فيها أكثر من 20 مدنيا نازحا في وقت لم يكن هناك أي أهداف عسكرية كانت بالقرب من المنزل الذي تم تدميره وهذه الغارات لا تقل بشاعة عن ما ترتكبه الجماعات الموالية لهم على الأرض.
التصنيف القانوني لهذه الجرائم
تعد جرائم القتل والتشويه والإيذاء للأسرى جرائم حرب تخالف القانون الدولي الإنساني ،كما تعد جرائم إبادة جماعية وعرفت المــادة (6) من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية الإبادة الجماعية لغرض هذا النظام الأساسي تعني ” الإبادة الجماعية ” أي فعل من الأفعال التالية يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه, إهلاكاً كلياً أو جزئياً:-
استياء شعبي واسع
بث مقاطع فيديو لهذه الجرائم المؤلمة أثار استياء شعبياً كبيراً غير مسبوق وكشفت عن كثير من الجوانب المظلمة لدى دول العدوان ومرتزقته الذين قاموا بهذه الجرائم البشعة وإن كان هناك من أدان عملية نشر هذه المقاطع من قبل المجموعات الإرهابية على اعتبار أنها قد تثير آلام ذوي وأهالي الضحايا لكنها في حقيقة الأمر كشفت عن وحشية هؤلاء المجرمين، بالإضافة إلى انها تقطع الطريق على من يروجون أن هناك تضخيماَ لهذه الجرائم و بعد أن اتضح من خلال الفيديوهات بأن الواقع أكبر مما يتصوره الناس خاصة عندما يشاهدون شخصاً يدعي الإسلام ويدعي أنه يدافع عن الشرعية المزعومة فيشهر سلاحه في وجه امرأة ويطلق عليها الرصاصات في الرأس وأسرى لا حول ولا قوة لهم، هذه المناظر لم نعتد عليها في اليمن ولا نستطيع حتى أن نصفها بالإنسانية وأن مقاطع الفيديو هذه تثبت يقينا بأن هؤلاء من المجرمين لا صلة ولا علاقة لهم بالإسلام ورغم تكرار العملية الإرهابية ورغم الظروف التي يعيشها الوطن إلإ أن الإرهاب لم يجد لنفسه موطأ يضع من خلاله قدمه وسط اليمنيين فهو منبوذ مهما تعلل من أعذار.
وثمة أجماع بين مختلف فئات المجتمع كبارهم وصغارهم نساءهم ورجالهم على أن الإرهابيين يعملون لتحقيق أهداف واضحة تصب في مصلحة الغزاة والمحتلين وهذا يدلل لنا أن الإرهاب ليس له أية صلة بالإسلام وأن المنتمين إليه هم قلة من الشواذ عبيد المادة وضحايا الفكر المتشدد، وهذا الأمر يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه العمليات تهدف في مجملها إلى تفريق الصف اليمني وإدخالهم في متاهات العنف الطائفي والمذهبي وتتابع الهجمات الإرهابية العنيفة على اليمنيين مدنيين وعسكريين يأتي في إطار تلك الأهداف ورغم إحساسهم بالفشل في تفريق اليمنيين وتمزيق لحمتهم وزرع الفتن فيما بينهم إلا أنهم ما زالوا يتابعون أعمالهم الإجرامية”.