اللغة العربية في يومها العالمي
مجدي عقبة
في الـ 18 من ديسمبر عام 1973م قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في كل مؤسساتها إلى جانب خمس لغات هي الانجليزية والفرنسية والروسية والصينية والاسبانية وهي كلها لا تقارن بالثراء الذي تتميز به اللغة العربية حيث تتجاوز مفرداتها 12 مليون مفردة بينما اللغات المذكورة لا تتجاوز مفردات كل منها المليون مفردة.
الجدير بالذكر أن قرار الأمم المتحدة باعتماد اللغة العربية لغة رسمية لم يكن مجرد استجابة قانونية بسيطة لطلب بعض الدول العربية اعتماد اللغة للعربية رسميا في الأمم المتحدة بل كان هذا القرار ثمرة معركة افتتحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عام 1960م فكان أول رئيس عربي يخاطب المجتمع الدولي معتزا بلغته القومية ثم كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين أول رئيس عربي يخطب أمام الأمم المتحدة بالعربية بعد القرار المذكور .
وتواجه اللغة العربية تحديات كبيرة منها غياب سياسات حكومية لتطويرها، وضعف البحث العلمي بشكل عام، وسيادة اللغات الغربية الموروثة عن الاستعمار وشيوع اللهجات الشعبية وضعف حركة الترجمة وغيرها من التحديات .
ويعكس واقع اللغة العربية حالة التشرذم التي يعاني منها الوطن العربي .
ويسعى اليوم العالمي للغة العربية إلى التأكيد على مركزية هذه اللغة، التي تُعد من أوسع اللغات السامية انتشارا، فعدد المتحدثين بها يتجاوز نصف مليار نسمة في البلاد العربية، وفضلا عن ذلك فإنَّ معرفة -ولو محدودة- بها ضرورية لأكثر من مليار مسلم كي يُؤدوا صلواتهم، كما أنها اللغة المعتمدة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المشرق، وكتب بها جزء مهم من التراث الثقافي والديني اليهودي.
ويرمي اليوم العالمي للغة العربية إلى إبراز الإسهام المعرفي والفكري والعلمي لهذه اللغة وأعلامها في مختلف مناحي المعرفة البشرية عبر التاريخ، فالحضارة العربية الإسلامية لها إسهامات مشهودة في مختلف مناحي العلوم والمعرفة والآداب والفنون، ويعود إليها الفضل الأكبر في النهضة الأوروبية ثم الثورة الصناعية التي كرَّست قيادة الغرب للعالم منذ أواخر القرون الوسطى.