الزكري: لا شرعية لرئيس يستدعي العدوان لحصار وقتل شعبه وليس لدينا سوى برلمان واحد

سان بطرس بورج / سبأ
ألقى عضو مجلس النواب زكريا سعيد الزكري أمس كلمة وفد اليمن البرلماني المشارك في الدورة الـ 137 لاجتماعات الجمعية العمومية للإتحاد البرلماني الدولي المنعقد حالياً بمدينة سان بطرس بورج الروسية.
حيث أعرب في مستهل الكلمة عن الشكر لمجلس الدوما الروسي على استضافة هذه الفعالية البرلمانية الدولية، كما شكر قيادة الإتحاد البرلماني الدولي على حسن التحضير والإعداد لانعقاد هذه الدورة.
وقال “جميعكم يعلم بأن بلدنا اليمن وشعبنا يتعرض لعدوان آثم وغاشم منذ قرابة ثلاث سنوات بدون أي شرعية دولية أو أي مبرر لهذه الحرب التي تقودها المملكة السعودية تحت ما يسمى التحالف العربي”.
وأضاف “إن استمرار الحرب والعدوان على اليمن سيؤثر على الأمن الإقليمي والدولي من خلال الملاحة الدولية وانتشار القاعدة والتطرّف والإرهاب “.. مؤكداً أن استقرار اليمن سيشكل عاملا مهما ورافدا لاستقرار المنطقة والملاحة الدولية.
وأفاد عضو مجلس النواب عضو الوفد البرلماني زكريا الزكري بأن كل ما يقوم به العدوان السعودي المسمى بالتحالف العربي من جرائم ومجازر في حق الشعب اليمني بأطفاله ونسائه وكل مواطن مدني تعد جرائم حرب لا تسقط بالتقادم .
وأشار إلى إدخال المملكة السعودية في القائمة السوداء للأمم المتحدة، وأنه لا يجب أن تخرج من هذه القائمة، بل يجب أن تُحاسب على جميع جرائمها.
وقال ” إن مشكلة إغلاق مطار صنعاء جعلت أكثر من سبعين ألف يمني بحاجة ماسة للعلاج في الخارج نتيجة أوضاعهم الصحية السيئة وأنه توفي من هذا العدد أكثر من عشرة آلاف مواطن، والستون ألفاً المتبقون معرّضون للموت بسبب عدم وجود إمكانيات صحية لعلاجهم نتيجة أمراضهم التي تستدعي سفرهم للخارج وأن هناك كثيرا من الطلاب الذين عجزوا عن السفر لاستكمال دراستهم في الخارج والكثير من العالقين في معظم دول العالم عاجزين للعودة إلى الوطن “.
وفي سياق كلمته ذكر عضو المجلس عضو الوفد أنه بسبب توقف صرف الرواتب هناك خمسة ملايين و500 ألف طالب وطالبة متوقفون عن التعليم بسبب انقطاع الرواتب وعملية التعليم مشلولة.
ولفت إلى أن ما يمارس على اليمن من عدوان غير مسبوق في التاريخ، حيث استهدف ويستهدف قتل المدنيين وضرب البنى التحتية وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدارس والجامعات والمصانع والمستشفيات والأسواق، وأن العدوان رافقه حصار بري وبحري وجوي على الشعب اليمني الذي يتجاوز عدد سكانه ثلاثين مليون نسمة، حرمه هذا الحصار من أبسط مقومات الحياة المتمثل في الدواء والغذاء.
وأكد الزكري أن العدوان لم يكتف بإغلاق المطارات بل تدمر المطارات الجوية والموانئ البحرية حتى المنافذ البرية، كما استخدم أسلحة محرمة دولياً وهذا إلى جانب أكثر من 120 ألف غارة على الأراضي اليمنية منذ بداية الحرب، في ظل صمت المجتمع الدولي.
وأوضح أنه نتج عن هذا العدوان قتل أكثر من 13ألف مدني بشكل مباشر معظمهم من النساء والأطفال وإصابة 60 ألفا معظمهم من الأطفال والنساء، وانتشار الأوبئة كوباء الكوليرا، وهناك أكثر من ثلاثة آلاف متوف جراء الوباء معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 800 ألف حالة مصابة بهذا الوباء بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وذكر الزكري أن العدوان لجأ إلى الحصار الاقتصادي بسبب فشله عسكرياً وحاول أن يخنق الشعب اليمني بقرار نقل البنك المركزي من مقره الرئيسي بصنعاء إلى عدن، وما ترتب على هذا القرار من إيقاف لمرتبات الملايين من موظفي جهاز الدولة، خلال عام كامل ما تسبب في مضاعفة الأزمة الإنسانية والاقتصادية، كما أن هناك أكثر من 17مليون مواطن بحسب تقارير المنظمات الدولية ليسوا تحت خط الفقر وإنما يعانون من المجاعة الشديدة ومهددون بالموت.
وأكد وجود مجلس نواب واحد هو مجلس نواب الجمهورية اليمنية المتواجد في صنعاء، ويمارس صلاحياته وفق دستور الجمهورية اليمنية ووفق قانون ولوائح عمل مجلس النواب اليمني، ويمارس كامل صلاحياته الدستورية والرقابية والتشريعية.
وأشار عضو مجلس النواب عضو الوفد البرلماني في كلمته إلى مسألة ما يسمى بالشرعية والرئيس الشرعي .. موضحاً أن هادي تم انتخابه بشكل توافقي لمدة عامين وقد انتهت فترة رئاسته في فبراير 2014م وتم التمديد لهُ في ظل توافق سياسي في فبراير 2015م وانتهت مدة ترأسه للجمهورية اليمنية وأيضاً قدم استقالته للبرلمان.
ولفت إلى أنه لا شرعية لرئيس يستدعي عدوانا خارجيا لقتل وحصار شعبه وأن هذا كلام غير مقبول .. وقال ” إن الغارات الجوية استهدفت الأراضي اليمنية طالت كل المواقع المدنية من أطفال ونساء ومساكن وطرق وأسواق وصالات الأفراح والعزاء حتى مخيمات النازحين”.
وأضاف ” ما يتعلق باتهام دول العدوان لنا بضرب الحدود السعودية، قلنا لهم إننا نقاوم العدوان وهي مقاومة مشروعة وأن الجيش اليمني طوق ثلاث محافظات ما بين الحدود اليمنية والسعودية ولم يقتل مدنيا واحدا رغم أن لديه القدرة بأن يقصف هذه المدن ويضرب حتى بالأسلحة المتوسطة بين نجران وجيزان وعسير”.
وبشأن الصواريخ البالستية أوضح عضو مجلس النواب زكريا الزكري أنه لم يقتل مدني واحد في الأراضي السعودية خلال فترة الحرب التي قاربت ثلاث سنوات .
ووصف هذا العدوان بالغاشم .. وقال ” هذا العدو الصهيوني الإسرائيلي بحربه المتكررة على غزة لم يستخدم هذا البشاعة والقذارة بالحرب والقصف “.
وأضاف “هناك برلمان سيعقد في عدن وأن هذا ضرب من الوهم، وكما يدعون أن عدن عادت إلى أحضان الشرعية وأنها محررة، فعدن اليوم لا يتواجد فيها إلا داعش والقاعدة ومجاميع سلفية تتناحر فيما بينها وما يسمى بالحراك الجنوبي، وهي ممزقة الأوصال لدرجة أن رئيس الدولة الشرعية المزعومة لا يستطيع أن يعود إلى عدن أو يقيم فيها على الإطلاق ولا حتى حكومته”.
وقال ” فما بالكم بأنهم يدعون أنهم سيعقدون برلمانا في عدن، بينما البرلمان متواجد في صنعاء بكل قوامه ونصابه بالكامل باستثناء بعض الزملاء من أعضاء مجلس النواب لأسباب شخصية وسياسية وحزبية خاصة من حزب الإصلاح، هم الذين ذهبوا للرياض مع ما يسمى بالشرعية وهم لا يتجاوزون أكثر من 40 شخصا كحدٍ أقصى وأن البرلمان اليمني قوامه 301 عضو “.
وفي الجانب الإنساني أبلغ عضو المجلس عضو وفد البرلمان اليمني المجتمعين أنه نتج عن هذه الحرب القذرة التي تُشن على الشعب اليمني في ظل الصمت الدولي معاناة إنسانية كبيرة وتم طرح الإحصائيات .. وقال” هناك 17 مليون جائع في ظل الحرب و800 ألف مصاب بالكوليرا و300 ألف قتلوا بسبب هذا الحصار والحرب وعدم دخول الأدوية والأطعمة”.
واختتم الزكري” إننا حريصون على أن يكون هناك حل سياسي عاجل “.. مطالباً البرلمانيين المجتمعين في الجمعية العمومية والمجتمع الدولي بأن يكونوا داعمين بهذا الاتجاه من خلال العمل على إيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار ودعم المجتمع الدولي لتسوية سياسية شاملة وكاملة تخرج الشعب اليمني مما هو فيه.
وعلى هامش انعقاد الجمعية الـ 137 للاتحاد البرلماني الدولي التقى وفد اليمن البرلماني رئيس وأعضاء لجنة الشرق الأوسط بالاتحاد البرلماني الدولي .. وأطلعهم على طبيعة الأزمة في اليمن والدور الذي يقوم به مجلس النواب من أجل حلها بالطرق السلمية.